الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

… و"السلاسل" الحسّاسة؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

بعيداً من الأخذ والردّ، سلباً أو إيجاباً، يُسجَّل لهيئة مكتب مجلس النواب نجاحها في هذا "الاختراق السياسي" الذي أفرج عن سلسلة الرتب والرواتب، بعد أشهر من التجاذبات والإضرابات والاعتصامات والخُطب الرنّانة الطنّانة.
لقد أعادت هذه "الخطوة الجريئة" الأمل إلى النفوس، وفتحت في الوقت ذاته نوافذ وأبواباً وطاقات للتساؤلات على صعيد "السلاسل الأخرى"، التي توازي بأهمّيتها سلسلة الرتب والرواتب في أقلّ تقدير.
كثيرون تساءلوا، في معرض تقويم الإنجاز النيابي، ما دام في الإمكان التوصّل إلى تسويات بهذا الحجم، وفي هذه الفترة الحرِجة جداً، فلمَ لا تحاول المرجعيّات السياسيّة التي ساهمت إلى حدّ كبير في تحقيق ما كان يُعتبر شبه مستحيل، فتح الصفحات الشائكة؟
فكم وكم من "السلاسل" تنتظر مَنْ يفكّ أسرها، ويُفرج عنها، ويأخذ بيدها بعد طول انتظار قفز فوق حدود الصبر واليأس معاً؟
الفراغ الرئاسي، على سبيل المثال.
قضية العسكريّين المخطوفين، الذين لم يعد لدى أهلهم وأقربائهم من سُبل للضغط والمطالبة سوى قطع الطرق... وقطع أوصال البلد، كتعبير عن الاحتجاج. وهذا أضعف الإيمان.
ونكتفي الآن بهاتين القضيّتين، باعتبار أن كلاً منهما من شأنها التأثير المباشر على الأمن والاستقرار، وتعريض البلد الواقف على صوص ونقطة لـ"سلسلة" مختلفة من الاضطرابات والفوضى.
جميع اللبنانيّين يعلمون أن خلف الأكَمَة، وخلف المنطقة الجبليّة التي يُفترض وجود العسكريّين المخطوفين فيها، ما هو أبعد من ساحة النجمة وهيئة مكتب مجلس النواب. كما يعلمون حجم التعقيدات وتشعّبها. إلا أنّ ذلك لا يمنع كبار المسؤولين عن العزف على وتر التوافق نفسه، واعتماده وسيلة تؤدّي إلى التفاوض.
مثلما أوتيت خطة سلسلة الرتب والرواتب ثِمارها، وعلى أساس تنازل من هنا مقابل تساهل من هناك، واستناداً إلى الأسلوب ذاته، يمكن التوصّل إلى نتائج ونهايات مثمرة.
تبقى مسألة، أو "سلسلة" الفراغ الرئاسي التي تتشابك خيوطها الداخليّة مع بعض الخارج وقضاياه المعقّدة، مما جعل الاستحقاق الرئاسي أسيراً بدوره. وأسير تضارب المصالح الإيرانيّة، كما يقال، مع أوضاع المنطقة وحروبها "الجويّة"... بلوغاً إلى واشنطن، والبرنامج النووي والكباشات داخل "خليّة" الخمسة زائد واحد.
إلا أنّ هذا التشابك لا يمنع أصدقاء لبنان في المنطقة وأوروبا من فتح الملف المصيري وسط ظروف وصراعات مفتوحة على كل الاحتمالات. سواء مع طهران مباشرة كما حصل في باريس ونيويورك، أم عبْر دول شقيقة لها كلمتها وتأثيرها...
دائماً، عندما نطرح هذا الموضوع على بعض المرجعيّات يشيرون إلى أن الظروف المؤاتية لم تنضج بعد. وموعد اللبنانيين مع رئيس جديد سيكون بين التشرينَين؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم