الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الضربات الجوية الغربية محرجة لخصوم الأسد المعتدلين

المصدر: "رويترز"
A+ A-

وضعت الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على المتشددين الاسلاميين الذين يستلهمون فكر تنظيم القاعدة في سوريا خصوم الرئيس السوري بشار الأسد في المعارضة المعتدلة في مأزق.
ونقلت وكالة "رويترز" للانباء في تحقيق لها من تركيا عن معارضين يدعمهم الغرب إنهم يواجهون نتائج عكسية من جانب السوريين الذين أغضبتهم الهجمات رغم أنه لم يتم اطلاعهم على الضربات الجوية الموجهة لأعدائهم في تنظيم "داعش".
وان هذا ما قد يعقد خطة واشنطن لتكوين قوة برية من جماعات المعارضة المتباينة للتصدي للمتشددين الاسلاميين.
ويقول مقاتلو المعارضة إن وقوع خسائر بشرية بين المدنيين في الحملة الجوية التي بدأت قبل أسبوع والارتياب في الدوافع الأمريكية يعرضان للخطر التأييد الشعبي الذي اكتسبوه خلال قتالهم قوات الاسد.
ونقلت الوكالة عن أحمد السعود قائد مجموعة من قوات المعارضة تعرف باسم الفرقة 13 منذ هروبه من الخدمة بالجيش السوري عام 2012 قوله: "ثمة غضب شعبي موجه لنا."


ولأن قوات المعارضة تقاتل الطرفين قوات الاسد وتنظيم "داعش" فليس لها مصلحة في تصعيد القتال مع المتشددين في الوقت الراهن إلا إذا كانت واثقة أن سلاح الجو السوري لن يهاجمها فيما ستستولي عليه من أراض.
وقال أبو عبده من المكتب السياسي لجيش المجاهدين أحد جماعات الجيش السوري الحر "ليس من صالحنا أن نقاتل (داعش) في هذا الوقت لمجرد أن بعض صواريخ توماهوك تسقط عليهم، دون أن نعرف أن النظام فقد تفوقه الجوي علينا بالكامل."
وأضاف "سيقضون علينا قصفا ويسلبون منا أي تقدم نحرزه. سيبدو الأمر وكأننا نطهو وجبة لكي يأكلها النظام في النهاية."
وقال أبو عبده إن "واشنطن لن تتمكن من حشد أصدقاء على الارض دون أن تأتي بخطة كاملة "للدولة الاسلامية" والنظام."
وقد حصل عدد محدود من فصائل الجيش السوري الحر على تدريب عسكري في برنامج تدريبي سري أدارته وكالة المخابرات المركزية الامريكية.
لكن الدول الغربية ترددت في توفير دعم عسكري كبير خشية أن يقع في أيدي المتطرفين.
وتعتزم الولايات المتحدة تدريب الاف من قوات المعارضة المعتدلة في إطار استراتيجيتها لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية. لكن البرنامج قد يستغرق سنوات عدة.
ويقول مقاتلون من المعارضة يحاربون في شمال سوريا إنهم لا يرون أي مؤشرات على التعجيل بتوزيع الأسلحة رغم أن بعضهم يأمل استلام المزيد قريبا.
وتقول هذه الجماعات إن موقف الولايات المتحدة بالنسبة لبعض جماعات المعارضة أثار تساؤلات بشأن جدول أعمالها فقد أبلغت واشنطن دمشق بالضربات مسبقا لكنها لم تبلغ الجماعات.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية ل"رويترز" إنه لا يوجد جماعة جاهزة بما يكفي في صفوف المعارضة السورية المعتدلة الان يمكن التحدث معها بشأن تنسيق الضربات الجوية.
ومع سقوط القذائف شرقا على تنظيم "داعش" لم يحدث أي تحرك يذكر لخط رئيسي للجبهة قرب حلب حيث تحارب فصائل مرتبطة بالجيش السوري الحر ومن بينها جيش المجاهدين لوقف تقدم الدولة الاسلامية.
كذلك تكافح الفصائل نفسها في ذات الوقت على جبهات أخرى لمنع القوات الحكومية من فرض حصار على حلب.
وتقول المعارضة إنه إذا نسق التحالف النشاط العسكري ضد الدولة الاسلامية معها في محافظة حلب فإن هذا سيمثل تحولا كبيرا باتجاه إشراكها مباشرة في المعركة. لكن هذا لم يحدث حتى الان.
وقال حسام المرعي الناطق بلسان الجيش السوري الحر في شمال سوريا "الاتصالات ما زالت ضعيفة للغاية فيما يتعلق بالضربات الجوية. لم يحدث أي تنسيق على الاطلاق. وقد وعدونا بفتح ىخطوط الاتصال بدرجة أكبر."
والضربات الجوية جزء مما وصفه الرئيس الامريكي باراك أوباما باستراتيجية لاضعاف تنظيم "داعش" والقضاء عليه بعد أن استولى على مساحات شاسعة من الاراضي في سوريا والعراق في محاولة لتغيير شكل منطقة الشرق الأوسط.
وتشمل الاستراتيجية الأمريكية تدريب 5000 مقاتل سوري من المعارضة في السنة الأولى من برنامج عرضت السعودية استضافته وربما يستمر عدة سنوات.
ويوم الجمعة قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة إن من الضروري تشكيل قوة مشتركة من المعارضة المدعومة من الغرب تتألف مما يتراوح بين 12 ألفا و15 ألفا لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية في سوريا.
وتم توجيه جزء محدود من المساعدات المالية والعسكرية إلى جماعات معارضة معتدلة في سوريا عن طريق هيئة تضم دولا أيدت الانتفاضة على حكم الأسد. وتمثل الهيئة التي تأسست هذا العام محاولة لتحسين السيطرة على تدفق المساعدات.
وإحدى الجهات المستقبلة للمساعدات حركة حزم التي تشكلت في بداية السنة من فصائل من الجيش السوري الحر. وتم تزويدها بصواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع لم تستخدم من قبل في الحرب.
لكنها مازالت تعاني من نقص في السلاح الأمر الذي يجعلها تنشر كما قال أحد قادتها ويدعى أبو عبدالله جزءا بسيطا من مقاتليها البالغ عددهم 5000 والذين تدفع لكل منهم مرتبا شهريا يبلغ 100 دولار.
وأضاف "حزم اليوم تعتبر مدعومة من الولايات المتحدة لكن الدعم الذي تحصل عليه لا يعكس ذلك."
وقال المسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن من السابق لأوانه الحديث عن تزويد قوات جديدة بما تحتاجه عموما لأن البرنامج الامريكي في السعودية بدأ لتوه.
وتحول الدعم إلى سلاح ذي حدين إذ حاولت حركة حزم كسب التأييد بين السوريين في المناطق التي تعمل فيها. وأصدر جيش المجاهدين وحركة حزم بيانين يدينان الضربات الجوية للتحالف.
وقال عبدالله "الناس تقول التحالف مع بشار. وهذا يضعنا نحن الجماعات المعتدلة في وضع صعب أمام الشعب السوري. فهم يقولون: أصدقاؤك الناس الذين يفترض أن يكونوا أصدقاء سوريا لم يجدوا حلا أو حتى يضعون استراتيجية للقضاء على نظام بشار الاسد."
وقال عبدالله إنه لا يلوم الولايات المتحدة على عدم قصف قوات الأسد مشيرا إلى أن روسيا اعترضت على أي محاولة لتأمين التأييد القانوني للتدخل في مجلس الامن التابع الامم المتحدة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم