الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لحكومة تقايض برؤوس داعشية

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
A+ A-

أطلت علينا "جبهة النصرة" امس ببيان جديد يهدف الى الايقاع بين اللبنانيين وحكومتهم، وبين اللبنانيين واجهزتهم الامنية، وبين اللبنانيين في ما بينهم، سنة وشيعة. وتواصل الجبهة، المتزينة بالاسلام، التحريض اليومي ودفع اهالي الجنود المخطوفين لديها الى الاستمرار في اقفال الطرق، لا للضغط على الحكومة كما تدعي "النصرة"، بل لجملة اهداف "داعشية" (اذ لم نعد نلمس الفارق ما بين "داعش" و"النصرة". ربما يكون تبادلاً للادوار بتسميات مختلفة) ابرزها ارباك الوضع الداخلي بقطع اوصال الوطن، وعزل المناطق عن بعضها، ومنع الامدادات عن الجيش بقاعا، ودفع المؤسسة العسكرية الى اتخاذ اجراءات متشددة بما يؤدي الى مواجهة مع المواطنين. بل اكثر من ذلك دفع الناس الى مواجهات ميدانية في ما بينهم وتصادم بعدما بات اقفال الطرق يتسبب بضرر كبير. وتريد "النصرة" تظهير هشاشة الوضع اللبناني الداخلي، الحكومي تحديدا في التعامل مع هذا الملف، وفي مواجهة المستجدات والاستحقاقات الكبيرة، لاضعاف ثقة اللبنانيين بقدرتهم على الاستمرار والصمود، بما يؤدي الى انهزام معنوي.


واذا كانت ضربات التحالف الدولي ضد الارهاب قد حدت من قدرة هؤلاء الارهابيين على الدخول العسكري المباشر الى الساحة اللبنانية، فانهم وضعوا لبنان في قفص الارهاب، وحاصروه، وبات التفاوض معهم سبيلا وحيدا للخروج المرحلي من ازمة العسكريين المخطوفين.
لكن التفاوض شيء والمقايضة شيء آخر، واذا كانت "جبهة النصرة" (الاكثر تعاونا !!!) حددت مطالبها، فان تنظيم "داعش" لم يتحفنا بعد بلائحة مفصلة بأقصى طموحاته. والواقع ان معظم اللبنانيين صاروا يؤيدون مطلب السيد حسن نصرالله للتفاوض من موقع القوة، لا الضعف الذي يقود الى اذلال، والدولة اللبنانية تملك اوراق قوة، بعضها في سجن رومية، وبعضها الاخر بين الموقوفين حديثا. كما يمكنها جمع المزيد من الاوراق، كأن تقبض عل رؤوس "داعشية" لبنانية وسورية تقيم على ارضها، وتجمعها في سلة المقايضة، او ان تسرع في تنفيذ اعدامات مقررة بحق محكومين مطلوب اطلاقهم، في مقابل التعرض لاي جندي لبناني.
اما الكلام الداخلي والمطالبة بـ"الدولة الاسلامية" في طرابلس وعرسال، فمعيبان بحق اهل السنة، لان خلافهم السياسي مع "حزب الله" وتعاطفهم مع الثورة السورية يجب الا يتحولا الى رفض الصيغة اللبنانية، الاكثر انفتاحا وقبولا للتنوع والتعدد، والمضي في ركاب التخلف الداعشي والنصروي، ولعل كلام الوزير نهاد المشنوق جاء خير معبر عما نطمح اليه من كل عاقل سني شريك في المواطنة: "البعض يحمل علما اسود، عليه كلمات مقدسة، ويعتبر ان هذا العلم يعبر عن وجهة نظره، وهو علم دولة الاسلام. انا اقول ان هذا العلم وهذا الكلام المكتوب عليه لا قيمة له عندما يستعمل لذبح عسكري لبناني تحت رايته".


[email protected] / Twitter:@ghassanhajjar

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم