السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"داعش" تجتاح الأمم المتحدة!

راجح الخوري
A+ A-

لم يكن في وسع باراك أوباما ان يدخل اليوم الى قاعة الامم المتحدة متأبطاً سياسة التأني حتى في بناء التحالف الدولي لضرب "داعش"، ولهذا نفّذت المقاتلات الاميركية امس اول هجوم على الرقة ودير الزور والحسكة والبوكمال في سوريا، حيث استهدفت "شبكة خرسان" لإجهاض هجوم كان يعدّ ضد اميركا والغرب.
أوباما تعمّد افتتاح الدورة الـ69 للامم المتحدة بالقذائف والنار لا باللغة الخشبية التي طالما طبعت سياسته، ليس لتأكيد جدية الحرب على الارهابيين فحسب، بل لأنه يعرف تماماً أن أبا بكر البغدادي سبقه وجلس في قاعة الجمعية العمومية لأن "داعش" باتت هاجساً دولياً. والسؤال الذي يغلي في صدور الزعماء الحاضرين اليوم هو: متى سنضرب "داعش" وكيف سنجتثّ الارهابيين؟
ما يميّز الجمعية العمومية هذه السنة انها ستكون غارقة الى أذنيها بالملفات المتصلة بالازمات والمشاكل المتفجرة، وخصوصاً في المنطقة العربية [سوريا – العراق – ليبيا – اليمن – لبنان – مصر – فلسطين]، لكن هناك همّين يتقدمان كل هذه الملفات هما الارهاب الذي صار يعتبر بعد "داعش" تهديداً عابراً للقارات ووباء "إيبولا" الذي أعلنه مجلس الامن تهديداً للسلم العالمي.
عشية افتتاح الجمعية العمومية لا أتردد في القول إن الامم المتحدة لم تفعل شيئاً ليصبح العالم افضل، فقد فشلت في معالجة سلسلة طويلة من الازمات والحروب في اماكن كثيرة لعل القضية الفلسطينية في مقدمها، كما تشكّل الازمة السورية المتمادية مثلاً صارخاً عنها [ أين المراقبون الدوليون وكوفي أنان والاخضر الابرهيمي، وماذا يفعل ستيفان دي ميستورا؟].
لعل افضل دليل على انها مجرد هيئة متراجعة الاستماع الى الروس عندما يدعون الى ضرورة احترام القانون الدولي في سوريا حتى بعدما قُصفت مراكز "داعش" امس، في حين تمضي مدرعاتهم في تمزيق هذا القانون في اوكرانيا.
كانت المنظمة الدولية دائماً منبراً لخطب لا تغير من احوال العالم البائس، ولقد خبرناها في لبنان أسيرة تجاذبات القوى الكبرى سواء في حقبة الاستقطاب الثنائي او في مرحلة الاحادية الاميركية، وأعجز من تنفيذ وعودها وآخرها المساعدات لمواجهة مشكلة النزوح السوري التي قد تغرق لبنان.
ولا أتردد لحظة في القول إن مشكلة "داعش" والارهاب ليست إلا نتيجة فشل الامم المتحدة في العمل على تنفيذ المبادئ والقيم التي انشئت من اجلها اصلاً، وان انتفاء العدالة وإسقاط الحقوق ليسا بالضرورة منطلقاً لكره الآخرين، لكن فشل الشرعية الدولية في السهر على العدالة والحقوق ساهم في خلق البيئة المظلمة حيث نمت الكراهية العمياء والعنف المتوحش.
ربما على أوباما التأمل في تصريح وزير دفاعه السابق ليون بانيتا: "إن التسليح المبكّر للمعارضة السورية كان ليفيد كثيراً، نحن ندفع حالياً ثمن التأخر في مواجهة داعش".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم