الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

أوباما أطلق الحرب على جهاديي سوريا بمشاركة عربية \r\n247 غارة على "داعش" و"النصرة" و"مجموعة خراسان"

المصدر: العواصم الاخرى - الوكالات
هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

وسعت الولايات المتحدة حربها على الجهاديين لتشمل سوريا للمرة الاولى، إذ شنت مقاتلات اميركية واخرى من المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والاردن فجر امس غارات على عشرات الاهداف لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" المتفرعة من "القاعدة" الأم وعلى "مجموعة خراسان" التابعة لها، مما أوقع اكثر من 120 قتيلا من الجهاديين. ونفت واشنطن ان تكون ابلغت الحكومة السورية سابقا نيتها شن الغارات، على رغم ان وزارة الخارجية السورية قالت انها تبلغتها قبل ساعات من حصولها بواسطة العراق. وتعد هذه العملية التدخل الاجنبي الاول منذ نشوب النزاع قبل اكثر من ثلاث سنوات في سوريا حيث يسيطر التنظيم المتطرف على مناطق واسعة متاخمة للحدود العراقية - التركية في شمال البلاد وشرقها.


ورأى الرئيس الاميركي باراك اوباما أن هذه الغارات تظهر ان واشنطن ليست وحدها في الحرب على "داعش". ورحب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المعارض المدعوم من الغرب بالغارات الجوية قائلا إنها ستساعد في معركته ضد الرئيس السوري بشار الأسد. أما روسيا، فانتقدت هذه الغارات قائلة إن من الضروري الاتفاق مع دمشق على أي غارات وإلا أحدث ذلك توترا في المنطقة. كما نددت ايران بانتهاك السيادة السورية. 

وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم ذكر اسمه لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة أبلغت إيران سلفا نيتها توجيه ضربات الى متشددي "الدولة الإسلامية" في سوريا وقالت لطهران إنها لن تستهدف القوات السورية النظامية. وأضاف: "نوقشت هذه القضية للمرة الاولى في جنيف، ثم نوقشت باستفاضة في نيويورك حينما تمت طمأنة إيران بأن الأسد وحكومته لن يكونا هدفا في حال أي عمل عسكري ضد داعش في سوريا". واكد أن إيران تبلغت سلفا بصورة منفصلة أمر الغارات الجوية.
وسألت "رويترز" مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية الأميركية عن التطمينات الى أن القوات الحكومية السورية لن تستهدف، فأجاب: "لقد نقلنا نياتنا ولكن لم نبلغ الإيرانيين التوقيتات المحددة ولا الأهداف. كما قلنا... لن ننسق أي عمل عسكري مع إيران. وبالتأكيد لن نطلع إيران ايضا على أي معلومات استخبارات".


المشاركة العربية
وأوضحت مصادر مطلعة في واشنطن ان توقيت الغارات مرتبط بالمعلومات الاستخبارية عن نيات "مجموعة خراسان" التي قدم أعضاؤها من المناطق القبلية في باكستان العام الماضي الى سوريا، للتخطيط لعمليات ضد أهداف غربية. أما السبب الاخر، فهو الخطاب الذي سيلقيه اوباما اليوم امام الدورة العادية الـ69 للجمعية العمومية للامم المتحدة.
وعن المشاركة العربية في الغارات، قالت مصادر مطلعة لـ"النهار" إن الولايات المتحدة طلبت رسميا الخميس الماضي من الدول العربية المشاركة في الغارات، وان هذه الدول وافقت خلال 48 ساعة من الطلب الاميركي. واضافت ان الاهداف التي قصفت كانت وفقا لقائمة وضعتها الولايات المتحدة بعد اكثر من شهر من عمليات الاستطلاع في سوريا. وكانت هناك 4 طائرات سعودية من طراز "ف - 16" و4 طائرات اماراتية من طراز "ف - 16" و4 طائرات اردنية من طراز "ف - 15" الى طائرتين بحرينيتين من طراز "ف - 16" وطائرة قطرية من طراز "ميراج".
وباستثناء الطائرة القطرية التي لم تشارك في القصف، اغارت كل الطائرات العربية الاخرى على الاهداف المحددة لها. وقد انطلقت الطائرات السعودية والاماراتية والبحرينية من قواعدها في دولها وزودت بالوقود في الجو بواسطة طائرات تموين اميركية.
وأفاد مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنوا اكثر من 200 غارة جوية على عشرات الاهداف للجهاديين في سوريا ومنها "مجموعة خراسان" غرب حلب. ولم يحدد عدد الغارات الجوية بالضبط او عدد الاهداف التي شملها القصف. واعلن ان الغالبية العظمى من نحو 47 صاروخ "توماهوك" اطلقت من سفن حربية اميركية في الخليج والبحر الاحمر استهدفت ثمانية مواقع لـ"مجموعة خراسان". واستهدفت الغارات التنظيم في معقله في الرقة الى جانب اهداف على الحدود بين سوريا والعراق في دير الزور والحسكة والبوكمال حيث دمرت الاهداف او ألحق الاذى بها.
ورحب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالغارات الجوية على مواقع "الدولة الاسلامية" في سوريا، قائلا ان انقرة يمكن ان تقدم دعما عسكريا ولوجستيا للحملة العسكرية.
وأصدرت السعودية والبحرين والامارات والاردن بيانات أكدت فيها المشاركة في الغارات. ونقلت وكالة الانباء السعودية "و ا س" عن ناطق رسمي ان "القوات الجوية الملكية السعودية شاركت في عمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش، لدعم المعارضة السورية المعتدلة ضمن تحالف دولي".
وفي الأيام الاخيرة استولت "الدولة الإسلامية" على قرى كردية قرب الحدود السورية مع تركيا مما دفع نحو 140 الف لاجئ الى عبور الحدود منذ الاسبوع الماضي. وقالت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تضع خططاً لوجستية لفرار نحو 400 ألف إلى تركيا.


اوباما
واثنى اوباما قبل مغادرته للبيت الابيض في طريقه الى نيويورك على "التحالف الواسع" الذي شن الغارات الجوية المكثفة على اهداف لتنظيم "داعش" في الاراضي السورية، ورأى ان هذا التحالف "يوضح للعالم ان القتال ليس قتالاً أميركياً فحسب، والاهم من ذلك ان شعوب وحكومات الشرق الاوسط ترفض داعش وتقف الى جانب السلام والامن الذي تستحقه شعوب المنطقة والعالم".
وأضاف ان حكومته ستعزز جهودها لتدريب المعارضة السورية وتسليحها، وخصوصاً بعدما صادق مجلسا الكونغرس على تخصيص الاموال لذلك، معتبراً ان "المعارضة السورية هي أفضل طرف مضاد لداعش ولنظام الاسد". وأشار في هذا السياق الى ان أكثر من 40 دولة قد عرضت المساعدة "في الجهود الشاملة لمواجهة هذا الخطر الارهابي وضرب مواقعه وتدريب وتسليح المقاتلين العراقيين والسوريين المعارضين الذين يقاومون "داعش" على الارض" ولوقف تمويل "داعش"، ومواجهة ايديولوجيته الحاقدة ولوقف تدفق المقاتلين من المنطقة واليها".
ووجهت الولايات المتحدة رسالة الى الأمم المتحدة جاء فيها أن الغارات الجوية على "داعش" في سوريا نفذت لأن دمشق "أظهرت انها لا يمكنها ولن تتصدى لتلك الملاذات الآمنة". وأضافت أن التحرك مبرر بموجب البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يغطي الحقوق الفردية أو الجماعية للدول في الدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ضرورة أن تكون الضربات العسكرية لـ "داعش"في سوريا، متفقة مع ميثاق المنظمة الدولية ومبادئ القانون الدولي.


هولاند وروحاني
الى ذلك، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمام الرئيس الايراني حسن روحاني الذي التقاه في مقر الامم المتحدة في نيويورك ان "جميع المساهمات" ضرورية لايجاد "الحلول السياسية" في الشرق الاوسط.
وقال في مستهل هذا اللقاء الذي استغرق 20 دقيقة في مقر البعثة الفرنسية في الامم المتحدة: "اعتقد اننا نستطيع، عبر المفهوم الذي لدينا عن توازن العالم، ايجاد مخارج في هذه اللحظة الرهيبة، المأسوية".
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان اعقب اجتماع الرئيسين انهما "تبادلا وجهات النظر في سبل مكافحة الارهاب".


الاسد
وفي دمشق، أكد الاسد لدى استقباله مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومستشار الامن الوطني في العراق فالح فياض تأييد بلاده "لاي جهد دولي" يصب في مكافحة الارهاب.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم