الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نظام الاسد وقطف ثمار الضربات ضد الجهاديين

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

رأى عدد من الخبراء ان دمشق غير قادرة على الاعتراض ضد ضربات التحالف الدولي لمواقع الجهاديين ,تفضل الظهور بموقفٍ ايجابي عبر تأكيدها انها ابلغت مسبقاً بذلك، كما تأمل ايضا في اغتنام الفرصة لكي تعود شريكةً في "الحرب على الارهاب".
ويعتبر مدير معهد بروكينغز في الدوحة سلمان شيخ ان "النظام كان مرغماً على قبول الواقع"، معتبراً انه "كان بامكانه ان يرفع الصوت عالياً او يهدّد ويحدث جلبة لكنه اختار كما يبدو ان يُظهر وجهاً ايجابياً"، وأضاف: "لا اعتقد وجود تعاون واسع مع التحالف لكن هذا هو الانطباع الذي يريد النظام ان يعطيه".
وأعلنت وزارة الخارجية السورية ان الولايات المتحدة ابلغتها شن غارات جوية على تنظيم الدولة الاسلامية في اراضيها، مضيفةً ان "الجانب الاميركي أبلغ مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بانه سيتم توجيه ضربات لتنظيم الدولة الاسلامية الارهابي".
واشارت الى ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم تلقى امس رسالة من نظيره الاميركي جون كيري عبر وزير خارجية العراق "يبلغه فيها أن أمريكا ستستهدف قواعد تنظيم "داعش" الارهابي وبعضها موجودٌ في سوريا".

من جهته، يرى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في دمشق بسام ابو عبد الله، والذي يعتبر مقرباً من النظام ان "التحالف سيكون مضطراً للتعاون مع سوريا نظراً إلى عدم وجود اي قوة برية قادرة على محاربة الارهاب باستثناء الجيش السوري وحلفائه وقد يكون هذا التعاون مقدمة لمفاوضات سياسية".
وهذا هو بالضبط ما تبحث عنه دمشق دائما: اعطاء الاولوية لمحاربة "الارهاب" وتعني بهذه العبارة جميع المتمردين الذين يعارضونها.
وسيسمح لها ذلك، بحسب اعتقادها، تأجيل المحادثات حول اصلاح النظام المتسلط الذي اعلن قيامه قبل نصف قرن.
بدوره، يعتبر الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية كريم بيطار انه "بامكان الضربات ان تفيد النظام بشكل غير مباشر، اقله على المدى القصير".
ويضيف: "كان من المفترض أن تحاول المجموعات الاكثر تطرفا مثل الدولة الاسلامية او جبهة النصرة تجنب الضربات او التخفيف من وطأتها".
الى ذلك، فان "التنسيق غير المباشر والخفي (عبر الحكومة العراقية) السائد قد يتحول رويداً ليتطور نحو تنسيق اكثر انفتاحاً مع الولايات المتحدة كلما تورطت هذه الاخيرة اكثر فاكثر في حرب طويلة مع الدولة الاسلامية. وهذا ما يأمله الاسد بالضبط"، بحسب الباحث.
على الصعيد الميداني، يبدي المعارضون المعتدلون خشيةً ازاء تطورات كهذه.
ويقول الناشط ابو يوسف من محافظة الرقة معقل الدولة الاسلامية: "بالطبع نريد ان تغادر داعش الرقة لكننا نخشى ان يكون ذلك مفيداً للنظام بسبب امكانية ان ينتشر مجددا في المناطق التي تخليها داعش".
لكن سلمان شيخ يبدي تحفظات قائلاً "يجب الانتظار لمعرفة من سيستفيد من الضربات الجوية على المدى الطويل. والامر الواضح هو عدم وجود قوات قادرة من المعارضة حالياً على تحقيق مكاسب، كما ان نظام الاسد لا قدرة لديه على التمدد شرقاً".
ويضيف ان النظام سيسعى الى اجراء اتصالات مع دول اوروبية ودولة او دولتين عربيتين ليتزوّد بمعلومات استخباراتية ضمن اطار محاربة الدولة الاسلامية.


وقالت فصائل سورية مرتبطة بالمعارضة الرئيسية المدعومة من الغرب إنها تخشى أن يستفيد الرئيس السوري بشار الأسد من الضربات الجوية على مقاتلي الدولة الاسلامية.


وفي حين رحب ائتلاف المعارضة الرئيسي بالضربات، قال عدد من القادة الميدانيين إن الحملة على تنظيم الدولة الاسلامية قد تأتي بنتائج عكسية إذا أتاحت للقوات الموالية للاسد ملء الفراغ على الارض.


وقال أحد القادة في رسالة عبر الانترنت إن الخوف أن يستغل النظام فراغا عسكريا في مناطق سيطرة الدولة الاسلامية لتحقيق مكاسب عسكرية.


وأضاف أن ذلك سيجعل التحالف يبدو في نظر الشعب بمظهر منقذ نظام حكم الاسد.


وقال القائد المرتبط بالجيش السوري الحر إنه إذا استفادت القوات الموالية للاسد في نهاية المطاف من الضربات فربما تزيد من شعبية الدولة الاسلامية.


وقد أبدت فرنسا التي شاركت في مهاجمة أهداف للدولة الاسلامية في العراق لكنها لم تفعل ذلك في سوريا تحفظات مماثلة.


ويعتمد جانب كبير من استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في مواجهة الدولة الإسلامية على دعم المعارضة السورية المعتدلة لتقوية شوكتها في مواجهة المتطرفين. لكن المعارضة التي وجدت نفسها تقاتل الطرفين، الدولة الاسلامية وقوات الحكومة السورية، قالت انها تحتاج على وجه السرعة لأسلحة ثقيلة بدلاً من التدريب وأنواع الاسلحة الخفيفة التي يتوقع أن تحصل عليها.


استغلال الوضع


وقال العقيد حسن حمادي في بيان إن النظام ينوي استغلال الوضع الحالي بانتهاز الفرصة لقتل المدنيين واتهام الضربات الجوية بأنها وراء قتلهم.


وطالب حمادي الذي كان يتحدث نيابة عن تجمع لقوات المعارضة الشمالية يعرف باسم الجيش السوري الحر - الفيلق الخامس بالتنسيق بين الجيش الحر والقوات التي تقودها الولايات المتحدة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين والسماح للمعارضة بتأمين المناطق التي تخليها الدولة الاسلامية.


وأبدى قادة المعارضة قلقهم أيضا من أن تستهدف الغارات الليلية في محافظتي ادلب وحلب الشماليتين كتائب اسلامية حاربت قوات الرئيس السوري. وقد استهدفت الضربات في شمال سوريا جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.


واشار أحمد رحال قائد الجيش السوري الحر إلى بعض الجماعات الاسلامية التي تقاتل في صفوف الجيش الحر قائلاً إن من دواعي القلق أن "الهدف المعلن هو الدولة الاسلامية لكن التنفيذ الفعلي يستهدف بعض كتائب الجيش الحر."


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم