المتة تليق بهوليوود

جورج كلوني يحب أمل علم الدين ويعتزّ بأن يكون زوجها كما أعلن منذ فترة قصيرة فيما يستعدّان لعقد قرانهما في نهاية هذا الأسبوع. يعترف كلوني باعتزاز بحبّه لامرأة لبنانية الأصل تستحق تماماً هذا الحب. فأمل علم الدين هي رمز للمرأة المستقلة التي لا تزال بعض المجتمعات في لبنان ومجتمعات عربية أخرى تجد صعوبة في تقبّلها وتشجيعها. إنها تجسيد لحق المرأة في اختيار الشخص الذي تريد أن تتزوّجه وتوقيت الزواج، بغض النظر عن الخلفية أو الدين أو الثقافة أو فارق السن. وهذه أمور تستحق التنويه.

هنا تُضخَّم قصة الحب هذه كثيراً لأن كلوني نجم هوليوودي؛ لكن نساء لبنانيات كثيرات يشاطرن علم الدين المزايا التي تتمتّع بها، إلا أن أحداً لم يسمع بهن.
القصة ملهِمة لأن أمل سيدة ناجحة ومثقّفة ولامعة. إنها محامية جميلة ومعروفة عالمياً، وليست من النوع الذي يتلهّف للزواج أو يقبل بأي شيء في الحياة. إنها جوهرة حقيقية، وجورج كلوني يعرف ذلك.
عندما أفكّر في النساء اللبنانيات، أتمنّى لو يتبادر إلى الذهن اسم سيدة مثل أمل علم الدين مع تركيز على الجمال الداخلي وجمال السلوك، وليس فقط الجمال الخارجي. تتناقض رؤيتي هذه بشدّة مع الصور التي يُسلَّط عليها الضوء في الإعلام اللبناني.
قصة الحب الخيالية بين أمل وجورج تعزّز بعض المعتقدات الراسخة، ومنها أن لبنان يعيش داخل ملايين اللبنانيين المنتشرين حول العالم. طاقاتهم أكبر من الفرص المتاحة لهم، في حين أن بلادهم تفتقر إلى رئيس للجمهورية وحكومة فاعلة وبرلمان شرعي. لقد تحوّل لبنان جمهورية موز حيث تتفشّى المحسوبيات والفساد وينتشر مسلّحون يمارسون القتل والخطف.
كل هذا يدعونا إلى رفع كأس متّة على شرف العروسين الجديدين!

@octavianasr