السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هدوء حذر في صنعاء وانتشال 200 جثة لضحايا المواجهات

المصدر: صنعاء ـ "النهار"
أبو بكر عبد الله
A+ A-

ساد هدوء حذر في العاصمة اليمنية في اليوم الأول لدخول اتفاق "السلم والشراكة الوطنية " الموقع من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومفوضين عن زعيم جماعة أنصار الله" عبد الملك الحوثي وممثلي القوى السياسية، حيز التنفيذ بوقف إطلاق النار في العاصمة بعد موجة عنف وحرب شوارع أوقعت قتلى وجرحى وخلفت عمليات نزوح للمدنيين. في حين أعلنت وزارة الصحة العامة أن فرقها الميدانية انتشلت نحو 200 جثة من ضحايا المواجهات كانت ملقاة في بعض شوارع المناطق التي شهدت مواجهات.
وشوهدت في بعض مناطق الأطراف تجمعات للمسلحين الحوثيين الذين نصبوا كذلك حواجز لتفتيش وسط انباء عن اقتحامهم منزل اللواء على محسن الاحمر، فيما تعهدت جماعة "انصار الله" بإنهاء التوتر ووصفت الاتفاق الموقع بأنه "إنجاز تاريخي" وعبرا عن املهم في أن يدخل الجميع في عقد جديد من الشراكة السياسية والعمل المشترك في ظل التفاهم والإخاء المصالحة الوطنية.


الحياة تعود الى الشارع


وعادت الحياة تدريجيا إلى شوارع وأحياء العاصمة صنعاء، بعدما كانت سجلت موجة نزوح واسعة للسكان نتيجة تمدد موجة القتال بين المسلحين الحوثيين من جهة ومسلحي الاخوان والجماعات السلفية وكتائب الجيش غير النظامية الخاضعة لنفوذ اللواء على محسن الأحمر في العديد من الأحياء.
واستمرت قوات الجيش اليمني بتسلم المرافق الحكومية التي كان استولى عليها المسلحون الحوثيون الأحد الماضي، واعلنت صنعاء أن قوات الشرطة العسكرية تولت عمليات تسليم المرافق للدولة تحت اشراف وزير الدفاع ا للواء محمد ناصر أحمد.
ودعت قيادة الجيش قواتها إلى تحمل المسؤولية والتاريخية والوطنية في الحفاظ عل الأمن والتصدي لأي عبث أو تخريب، والمحافظة على الممتلكات العامة.
وحذرت السفارة الاماراتية بصنعاء رعاياها من السفر إلى اليمن، ودعت الإماراتيين الموجودين فيها إلى المغادرة فورا نظراً لتوتر الأوضاع الأمنية في العاصمة صنعاء، كما دعت الإماراتيين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، والتواصل مع سفارة الإمارات على مدار الساعة.


الرئيس هادي


وترأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اجتماعا للحكومة، في غياب رئيسها المستقيل محمد سالم باسندوه، وقال إن "اتفاق "السلم و الشراكة الوطنية" يمثل إنجازا كبيرا جنب اليمن ويلات الحرب والتشظي.. كما مثل مخرجا وطنيا مشرفا وملائما" مشيرا إلى ان الدولة تلافت المزيد من التداعيات بالتوقيع على الوثيقة الوطنية ".
واكد ان "المخاطر والظرف الدقيق الذي يمر به اليمن يشمل الجميع"، ودعا "الجميع إلى الحرص المطلق والعمل بكل ما يمكن من اجل الحفاظ على كل الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء مشيرا إلى وجود" من يتربص لاحداث البلبلة والنهب".
وشدد على اهمية الاستعداد الكامل واليقظة العالية من اجل الحفاظ على ممتلكات الدولة سواء في الوزارات أو المعسكرات وتوعد بتحميل المسؤولية كل من يقصردون تقاعس او تسويف".
ولدى لقائه مجموعة سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، أكد هادي أن الأوضاع بصورة عامة دقيقة وخطيرة " مشيرا إلى أن اليمن بتوقيع الاتفاق الوطني تحاشى الوقوع في الواجهة والحرب حتى لا تشتعل نيرانها وتتوسع وتصبح حرب أهلية شاملة ". ودعا سفراء الدول العشر إلى إبلاغ حكوماتهم وزعمائهم بهذه المجريات" مشددا على أهمية ان تتحمل هذه الدول مسؤولية دعم اليمن واستكمال مسيرة الخروج به إلى بر الأمان".


تأييد دولي
وحظى اتفاق الحل السياسي بترحيب دولي إذ أعلن سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ترحيبهم بالاتفاق ودعوا إلى التنفيذ السريع والكامل لبنوده، كما اكدوا تأييدهم لدور الرئيس هادي كرئيس شرعي للدولة.
ودعا السفراء جميع الأطراف إلى دعم جهود الرئيس هادي" في تنفيذ كل جوانب الاتفاقية التي تم التوصل إليها من قِبل مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر كشاهد على التزام جماعة أنصار الله، وجميع الأحزاب السياسية بكافة الشروط والأزمنة".
ودان السفراء استخدام العنف والتهديدات به ضد الخصوم السياسيين أو لتحقيق أهداف سياسية واكدوا دعهم للأجهزة الأمنية لحماية مؤسسات الدولة، كما شددوا على الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في صنعاء ، والجوف ، ومارب ، ومناطق الصراع الأخرى.
وحذروا العناصر الإضافية التي قد ترغب بدخول صنعاء بهدف إشعال الوضع بأن وجودهم لن يكون مُرحباً به إذ لا يمكن لليمن أن يتحمُّل المزيد من الصراعات، وقد أبرز مؤتمر الحوار الوطني اليمني الطريق إلى الأمام حيث تمكنت الفئات اليمنية المتنوعة من حل خلافاتها عبر الحوار السلمي .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم