الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

صوت سوري من تايلاند

ناجي شربل
A+ A-

من قال إن الحرب تحجب الفرحة؟
دونكم تجربتنا في الحرب الاهلية التي تفرعت حروباً وتلتها حروب اخراج الاحتلالين من لبنان، وحرب تموز، الى التوتر الذي تشهده ساحتنا...
المثل الآن من سوريا، التي تزهق فيها الارواح وتتبدل الاسباب من ثورة الى ارهاب يهدد المنطقة، واستدعى تحالفاً دولياً ضده.
من خارج سوريا ومن العاصمة التايلاندية بانكوك، بسمة لمن شاء ان يسمع في سوريا وخارجها، مع تأهل منتخب الناشئين تحت 17 سنة لنهائيات كأس العالم في تشيلي السنة المقبلة، اثر بلوغه الدور نصف النهائي من بطولة آسيا التي اقيمت في بانكوك فائزاً على أوزبكستان 5 – 2.
رئيس "الفيفا" جوزف سيب بلاتر غرّد مثمناً الانجاز الذي قال انه يأتي في عز النزاع. وفي المقلب الخليجي كان عدد من الزملاء السوريين يحيون انجاز "نسور قاسيون" ويهتفون مشجعين مع كل مباراة، وبينهم ابن جبل السويداء سمير بو سعد "ابو حمزة" رئيس القسم الرياضي في "الانباء" الكويتية.
السوريون وقفوا جميعهم خلف الانجاز الذي حققه ناشئوهم في كرة القدم، بعد النجاح في فك العقدة الأوزبكية، التي حالت بين منتخبات سورية عدة واستحقاقات قارية وعالمية!
الفرحة لمن شاء ان يسمع في الداخل، بعيداً من اصوات المدافع وهدير الطائرات والبراميل المتفجرة، وبعيداً من مشاهد الحطام، وقذائف الهاون التي طاولت مرات عدة ملاعب كرة القدم وأزهق فيها المزيد من الارواح.
حكاية الحرب ورفض المعاناة، عشنا آخر فصولها مع منتخب كرة السلة المشارك في بطولة العالم 2006 باليابان، حيث كان حديث وكالات الانباء العالمية، عن انتقال اللاعبين اللبنانيين براً الى سوريا، ومنها الى الاردن فالى دول اخرى في غرب آسيا، ثم الى الوجهة النهائية في اليابان، حيث حققنا فوزاً أول في نهائيات بطولة العالم لكرة السلة على فرنسا التي احتفلت السبت الماضي بميدالية تاريخية برونزية فائزة على ليتوانيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
حرب ومعاناة ورياضيون تغلبوا مرات عدة على اصوات المدافع، ورفعوا راية بلدانهم وذكّروا العالم بأوطانهم بعيداً من مشاهد الحروب.
هل ننسى الارجنتين التي توجت بلقب عالمي أول في كرة القدم على ارضها في 1978 ايام الطغمة العسكرية، وايام كان فيها سجناء الرأي وغيرهم يسمعون اصوات المشجعين في الملاعب على مسافة مئات الامتار من معسكرات اعتقالهم في اقبية التعذيب؟
باختصار، كانت الرياضة هي الاقوى من اصوات المدافع والصراعات، وشكلت لغة التقاء لاطراف النزاع جميعهم، ورسمت الصورة الحقيقية للاوطان، التي شهدت نزاعاً على اعلامها في خضم الصراعات.
يستحق المنتخب السوري للناشئين في كرة القدم التحية. فهو رفع الراية العربية وتلك الخاصة بغرب آسيا في البطولة القارية، وكان الانتصار المدوي ابعد من حدود الرياضة، الى صرخة سلام لعشب يرفض الموت، ويستحق غداً افضل لا تستخدم فيه لغة المدافع وآلة القتل وسيلة تخاطب!
أعود الى حكاية السوريين مع الناشئين في الرياضة، وهي كانت خبزهم الاساسي الذي اقتاتت منه رياضتهم في كل العابها.
وقد تشددت الاتحادات الرياضية السورية في اقامة بطولات الناشئين، وكم من فرق خسرت بطولات بشطب نقاط من رصيدها لأنها غيبت فرق الناشئين.
كثيرون في مناطق سورية عدة لن يعلموا بالانجاز، لكن التاريخ سيسجل اسم سوريا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم للناشئين، وستكون حديث المجتمع الكروي الدولي في تشيلي السنة المقبلة. وعسى أن يمضي هؤلاء الى مراكز أبعد ويشاركوا في كأس العالم التي كانت قاب قوسين منهم، يوم انتزع العراق بطاقة التأهل لمونديال 1990 فائزاً على سوريا 3 – 1 في الطائف اياباً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم