السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

معارضون لـ"النهار": هكذا سقطت القنيطرة واسرائيل لا تتفرج

المصدر: النهار
محمد نمر
A+ A-

خلال خمسة أيام فقط استطاعت المعارضة السورية من السيطرة على معبر القنيطرة، لتنطلق بعدها رحلة تحرير المحافظة بأكملها، الأمر الذي دفع النظام السوري إلى الجنون، فكثف من عملياته العسكرية محاولاً استرجاع ما فقده، لكنه فشل فلجأ إلى الغارات الجوية.


ربما لم يكن النظام السوري مستعداً لمثل هذه المعركة التي أطلقت عليها المعارضة "المغيرات صبحا"، فتلقى ضربات قاسية أدت في بداية الامر إلى سيطرة الكتائب المعارضة على "كوم الباشا وسرية مجدولية وثكنة مشفى مجدولية العسكرية وسريتي الـ م ط والاشارة".


المرحلة الثانية من "المغيرات صبحا"


في التاسع من أيلول وبعد أسبوع من السيطرة على المعبر، بدأت المعارضة السورية مرحلتها الثانية من المعركة في محاولة لكسر شوكة النظام، وبحسب ما يصرح القائد الميداني في حركة مجاهدي الشام الإسلامية محمد النميري المشارك في معارك القنيطرة لـ"النهار" بأن "السبحة كرّت وتمت السيطرة حينها على "نبع الصخر ومال وتل المال والطيحة وعقربا وكفر ناسج والهبارية وحمريت الاستراتيجية"، مشيراً إلى أن "الأخيرة تعتبر بوابة دخول الغوطة الغربية، التي ستمكن المعارضة من كسر الطوق الأمني الذي فرضه النظام على مثلث المنطقة منذ خمسة أشهر".
دخلت عملية "المغيرات صبحا" مرحلتها الثالثة بعد السيطرة على بلدتي الحميدية والرواضي، ويقول النميري: "تمكن مقاتلو المعارضة بساعات قليلة من السيطرة على البلدتين، وكانتا آخر معاقل النظام السوري في القطاع الأوسط من القنيطرة والشريط الحدودي، وتكون بذلك فرضت كامل سيطرتها على الشريط الحدودي وضيّقت الخناق على مركز المدينة (البعث وخان أرنبة وتلي الشعار والحارة ومبنى قيادة اللواء 90) وباتت على بعد أمتار من مركز المدينة، كما أدى الامر إلى فك الحصار عن كامل الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة بعد عام كامل من فرضه من قبل النظام السوري".


دير العدس وقطع الاوتوستراد الدولي


شنت كتائب المعارضة الخميس في الثامن عشر من أيلول هجمة جديدة على بلدة دير العدس الاستراتيجية التي تربط أوتوستراد درعا دمشق بمحافظة ريف دمشق الغربي، ويشير القائد العسكري لـ"لواء شهداء دمشق" أبو اليمان الذي يشارك في العمليات هناك إلى أن "المعارضة تمكنت ليل الخميس من تحرير البلدة وحاجزها لتتقدم في اتجاه أركيس وهي أحد منافذ دخول المعارضة في اتجاه غوطة دمشق الغربية من جهة الشرق، فضلاً عن تقدمها في اتجاه غباغب المتصلة بأوتوستراد درعا - دمشق، وجرت محاولات عدة لقطعه ولا يزال المقاتلون حتى اليوم متواجدين في دير العدس"، مذكراً بأن "قوات النظام السوري استقدمت مئات الآليات من البلدة لاسترجاع ما خسرته في قرى الجولان وريفي درعا ودمشق، لكن بعد المعارك أقدمت قوات النظام على الانسحاب الى غباغب والى الفرقة التاسعة في مدينة الصمنين". وأكد أبو اليمان أن "المعارضة قطعت جزئياً الأوتوستراد الدولي عبر بلدة عتمان القريبة من خربة غزالة المنكوبة والخاضعة لسيطرة جيش النظام، كما قطعت أوتوستراد دمشق - القنيطرة قرب قيادة اللواء 68 في مدينة خان الشيخ ونشرت العديد من الحواجز الأمنية والكمائن".
يحصن النظام السوري نفسه اليوم في بلدة ماعص، وبحسب أبو اليمان "اتخذت قوات النظام من منازل المدنيين دروعاً بشرية، وعلمنا انه يستعد لاقتحام بلدات حمريت الاستراتيجية وكفر ناسج والهبارية عبر عملية التفاف على المعارضة من محور غباغب وماعص، فسارعنا إلى تعزيز قواتنا والاستعداد للمعركة" .


[[video source=youtube id=opDbInFfvqM]]


مقتل 450 عنصراً نظامياً


لا شك في أن تقدم المعارضة في القنيطرة أزعج النظام وكانت له ردود فعل عدة، ووفق الناشط السوري في وكالة "سوريا برس" ماهر حمدان فإن "النظام ارسل تعزيزات كبيرة، مئات سيارات الدوشكا وناقلات الجنود والمجنزرات تترافق مع غطاء جوي إلى المنطقة، واصطدمت مع اسلحة المعارضة، خصوصاً التاو الاستراتيجي".
ويتحدث حمدان عن "قصف جوي نظامي استهدف الشريط الحدودي مع إسرائيل ومناطق عازلة،ولم تحرك اسرائيل ساكنا لقصف هذه المنطقة الآمنة منذ عقود"، ويضيف ان "رد فعل الجيش الإسرائيلي تمثل بالانسحاب في شكل كامل من المناطق القريبة من المعبر والحدود وتبعته قوات حفظ السلام، وبات الجيش النظامي يقصف مناطق عازلة يقطنها نازحون سوريون، وسجلت حركة نزوح كبيرة الى ريف القنيطرة بعد فتح الثوار طريق الامداد الى الريف الغربي لدمشق".


انسانياً، يشير حمدان إلى "الأوضاع المأسوية التي يعيشيها النازحون من البلدات التي جرت فيها الاشبتاكات في ريفي درعا ودمشق والقنيطرة، وبات الالاف يقطنون في الشوارع والمزارع وقرب الشريط العازل للجولان المحتل مع إسرائيل"، وطالب "الهيئات الإغاثية والمنظمات الدولية بالتحرك العاجل لمساعدة النازحين".
ووفق احصائية خاصة بوكالة "سوريا برس" فان المعارك التي انطلقت في 28 آب أدت إلى "مقتل أكثر من 450 عنصراً من الجيش النظامي بينهم 24 ضابطاً وتم تدمير 26 دبابة عسكرية، 36 سيارة دوشكا وتحرير 52 نقطة عسكرية".


اسرائيل والمعارك


لا يمكن التطرق إلى معركة القنيطرة من دون البحث عن دور لاسرائيل القريبة مما يجري، ويقول ناشط سوري معارض مطلع على ما يجري هناك إن "إسرائيل ومنذ ثلاث سنوات فتحت مشفى ميدانياً متواضعاً لمعالجة جرحى المعارك من المدنيين والعسكريين منهم من "النصرة" والإسلاميين و منهم من المعتدلين"، كاشفاً عن أن "المشفى يقع في هضبة الجولان، وينقل الجرحى الى هناك ويمنحهم الأدوية مجاناً".
وكشف عن أن "اسرائيل عرضت على جرحى، حالتهم خطرة نقلهم الى مستشفيات في تل أبيب ومعالجتهم على نفقة الحكومة الاسرئيلية أو نقلهم إلى دول أوروبية واميركية".


[[video source=youtube id=CS7YWuSC26Y]]


 الدور الاسرائيلي الذي تحدث عنه الناشط يقودنا الى سؤاله عن اعتبار تلقي العلاج والتنسيق مع اسرائيل بمثابة عمالة؟ يجيب : "صراحة إسرائيل في المجال الإنساني والطبي ساعدتنا أكثر من الأردن التي ترفض استقبال الجرحى، وأحالت 20 جريحاً اصيبوا في معارك الجولان وريف درعا على مخيم الزعتري المعروف بوضعه السيئ، بسبب عدم امتلاكهم أوراقاً ثبوتية، بينما إسرائيل تستقبل هؤلاء الجرحى ".


وينفي الناشط ان يكون هناك تنسيق امني بين كل الكتائب واسرائيل، لكنه لا يستبعد وجود حالات فردية من التنسيق وقيام اسرائيل بتزويد بعض المعارضين بالاسلحة والذخائر، مشيراً الى ان التنظيم المتطرف "جبهة النصرة" اعتقل قائد أحد الالوية ويدعى شريف الصفوري من شهرين بتهمة التعامل مع اسرائيل.


وبمعزل عن رواية المعارضة لسقوط القنيطرة، يبقى ان الامر خلق واقعاً استراتيجياً جديداً، لاسيّما اذا بقيت حدود اسرائيل هادئة كما كانت مع سيطرة النظام على المنطقة.


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم