الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الامم المتحدة تعلن التوصل الى "اتفاق"\r\nوالرئيس يتحدث عن محاولة انقلاب

A+ A-

بدت الحياة مشلولة في صنعاء حيث خلت الشوارع واغلقت الجامعات والمدارس والمتاجر وعلقت الرحلات الجوية الدولية، بسبب استمرار المعارك الدامية بين مسلحين شيعة وآخرين سنة مدعومين من الجيش على رغم جهود الامم المتحدة للتوصل الى هدنة. وفي ظل الوضع المتردي واشتدا المعارك، اعلن مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مساء امس التوصل الى "اتفاق" لحل الازمة الحادة في البلاد التي ادت الى معارك عنيفة بين التمرد الحوثي الشيعي ومقاتلين سنة مدعومين من الجيش، مضيفا انه يجري التحضير لترتيبات توقيع الاتفاق. وجاء في بيان لمكتب جمال بن عمر "انه بعد مشاورات مكثفة مع جميع الاطراف السياسية بما فيها انصار الله (الحوثيون) تم التوصل الى اتفاق لحل الازمة الحالية في اليمن ...والتحضير جار لترتيبات التوقيع" على الاتفاق.


وكانت قد نقلت وسائل الاعلام المحلية عن الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور وصفه هجوم المتمردين الحوثيين في صنعاء حيث خلفت المعارك مع حزب الاصلاح السني عشرات القتلى منذ الخميس ، بانه "محاولة انقلاب".
ولدى استقباله سفراء البلدان الداعمة للاتفاق السياسي الذي تنحى بموجبه عن الحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الهجوم الذي يشنه المتمردون الشيعة "انصار الله" في العاصمة بأنه "محاولة انقلاب".
ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن الرئيس اليمني ان اطلاق النار على مقر التلفزيون اليمني الذي قطع الجمعة برامجه طوال ساعة وعلى منشآت رسمية اخرى، يؤكد هذا المسار الانقلابي.
ومنذ اكثر من شهر يعتصم المتمردون الذين يسيطرون على محافظة صعدة مع انصارهم في العاصمة صنعاء ومحيطها للمطالبة باقالة الحكومة المتهمة بالفساد والحق في المشاركة في تعيين الوزراء وبمنفذ على البحر.
وتكثفت المعارك الخميس في منطقة المطار شمال العاصمة ما ادى تعليق رحلات الخطوط الاجنبية منذ الجمعة.
واستهدف اطلاق النار السبت مبنى التلفزيون العام ما خلف جرحى بين موظفيه، بحسب ما اعلن التلفزيون.
كما قتل ثلاثة مدنيين في قصف شمال غرب صنعاء على شارع الثلاثين الرئيسي القريب من جامعة الامام التي يحاول مقاتلو "انصار الله" انتزاع السيطرة عليها من مقاتلي حزب الاصلاح السنة. واصابت قذيفة مستشفى في المنطقة ذاتها ما ادى الى مقتل مدني.
وقتل 22 مدنيا خلال ثلاثة ايام في هذه المنطقة، بحسب مصادر المستشفيات.
ولازم سكان الاحياء القريبة من مناطق القتال منازلهم، فيما كانت الحركة خفيفة في انحاء المدينة.
وظهرا، سقطت على مقر القيادة السابق للواء الاول مدرع القريب من جامعة الإمام، قذائف اطلقها متمردون شيعة، فارتفعت في السماء سحب الدخان.
وطلبت جامعة صنعاء في القطاع نفسه من الطلاب اخذ اجازة الزامية حتى منتصف تشرين الاول بعد سقوط عدد من القذائف في حرمها.
وعلقت السلطات الدراسة في المدارس والمعاهد حتى اشعار آخر.
وذكر سكان ان احدى اكبر اسواق العاصمة، سوق علي المحسن، في وسط منطقة المعارك، مغلق منذ ثلاثة ايام، مما بدأ يؤثر على تأمين الفواكه والخضار.
ويبدو الحوثيون الذين يشتبه في سعيهم الى توسيع مناطق نفوذهم استباقا للدولة الفيديرالية المقبلة التي ستتشكل من ست مقاطعات، عازمين اكثر من اي وقت مضى على حسم المعركة مع خصمهم حزب الاصلاح الذي يتهمونه بالسعي الى التمركز في معقلهم بمحافظة صعدة.
كما يسعون الى استثمار نجاحهم العسكري للحصول على تلبية كاملة لمطالبهم من السلطة التي تبدو عاجزة، على الاقل حتى الان، عن احتواء هجومهم.
وقد رفض الحوثيون الشهر الماضي اقتراحا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين رئيس وزراء جديد وخفض زيادة مثيرة للجدل لاسعار الوقود. وهذان مطلبان اساسيان من مطالبهم.
وعاد مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر مساء الجمعة من صعدة الى صنعاء من دون التوصل الى اتفاق لوقف النار.
وقال بن عمر للصحافيين بعد ثلاثة ايام من المفاوضات مع زعيم التمرد الشيعي عبد الملك الحوثي "حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها اساسا لاتفاق".
ولم يقدم بن عمر او السلطات اليمنية اي ايضاح حول احتمال معاودة المحادثات في شأن الهدنة.
وغرق اليمن في ازمة منذ رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في شباط 2012 بعد 11 شهرا من الاحتجاجات ضد نظامه.
واليمن البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية يواجه ايضا تمردا انفصاليا في الجنوب واعمال عنف يقف وراءها تنظيم "القاعدة".
والحوثيون الزيديون فرع من الشيعة ويشكلون غالبية في شمال اليمن لكنهم اقلية في البلاد التي يسود في معظمها المذهب السني.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم