الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"داعش" سيلجأ الى حرب العصابات؟!

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

رأى خبراء ان مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" سينكفئون الى المناطق السكنية ويشنون حرب عصابات للدفاع عن مناطقهم امام الترسانة التي تعدها الولايات المتحدة. لتجنب ضربات الطيران الاميركي سيحد التنظيم المتشدد الذي اعلن اقامة "خلافة اسلامية" على اراض في العراق وسوريا تبلغ مساحتها ساحة المملكة المتحدة، من تنقله في المناطق الصحراوية الكبيرة حيث يمكن رصد مقاتليه ومعداته بسهولة.


واوضح الجنرال البريطاني المتقاعد بن باري والخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان التنظيم "سينتقل الى الدفاع ويتوارى في المناطق السكنية حيث يمكنه القتال" في حال مهاجمته.
ويسيطر التنظيم منذ تقدمه في العراق على مدن عدة مهمة ولا سيما الموصل وتكريت وتل عفر في شمال العراق والفلوجة وجزء من الرمادي غربا. كما انه يحكم في سوريا السيطرة على الرقة، معقله شمالا، وعلى نصف دير الزور (شرق) وبلدات كثيرة اصغر.
كما سيؤدي الانتشار في المدن الى جر القوات الاميركية او العراقية الى ارتكاب اخطاء. واوضح الجنرال "سيوقعون ضحايا بين المدنيين في محاولة ضرب الجهاديين".
واضاف "وهؤلاء سيستخدمون ادواتهم الدعائية لتحريض السنة ضد الحكومة العراقية (التي يقودها الشيعة) وتفكيك شرعية الائتلاف الدولي".
واعتبر الخبير العراقي في الشؤون الامنية احمد الشريفي ان هذا التحرك سبق ان بدأ. "فقد بدأ داعش (احدى تسميات التنظيم) سحب بعض مقاتليه، ولا سيما الاجانب، لارسالهم الى سوريا. لم يبقوا الا العراقيين لانه يسهل عليهم الاختلاط بالسكان في حال التعرض لهجوم".
واضاف الخبير انه في الموصل تخلى الجهاديون عن مراكز القيادة التي اقاموها بعد سيطرتهم على المدينة في 10 حزيران وانتقلوا الى منازل خاصة في احياء مكتظة حيث يحاولون الابتعاد عن الانظار.
كما يعتمدون التكتيك نفسه في سوريا بعد اعلان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان الهجمات الجوية التي قد تشن على سوريا ستستهدف "ملاذات" التنظيم الاسلامي المتشدد.
في دير الزور لحظ الناشط ابو اسامة ان الاسلاميين افرغوا مستودع الاسلحة الرئيسي في مقر المحافظ السابق، واغلقوا اغلبية مواقعهم تقريبا في المناطق الشرقية.
حتى الحقول النفطية تم اخلاؤها واجليت عائلات المقاتلين الاجانب التي اقامت في مبان سكنية. وصرح "لقد اختفوا لكنهم خلفوا الجواسيس للبقاء على اطلاع".
في محافظة حلب (شمال) انسحبت المجموعة من مقارها في الباب، احد معاقلها الرئيسية في المنطقة.
واعتبر الخبير في شؤون الاسلام في سوريا توماس بييريه ان "الحالة الوحيدة حيث قد يحدث القصف الثقيل فرقا فعليا، هي على الجبهات حيث يعزز التنظيم قواته على غرار ما يحصل في مارع الخاضعة له في شمال حلب.
"في حال هاجم الاميركيون لن يكون لدى التنظيم خيار الا باخلاء المكان وتركه مفتوحا لتقدم المعارضين" الذي يقاتلونه ويقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الاسد في ان.
وسيتحتم على التنظيم الذي يعد 35 الف رجل على مساحة 215 الف كلم مربع ان يختار. "يضم تنظيم الدولة الاسلامية وحدات منظمة وقيادة قادرة على ادارة عدة عمليات في وقت واحد، والقدرة على استخدام الاسلحة الثقيلة المصادرة من الجيشين العراقي والسوري"، بحسب كريستوفر هارمر المحلل في مركز الابحاث الاميركي، معهد دراسة الحرب.
واضاف "نظرا الى الحاق الضربات الاميركية الضرر بالعناصر المرئية للبنية العسكرية للتنظيم، سيعود الاخير الى نموذج تمرد وسيختلط بالمدنيين ما سيضاعف صعوبات الوصول الى مقاتليه".
واوضح ان "تنظيم الدولة الاسلامية سيستخدم خلاياه النائمة والقناصة والسيارات المفخخة او الاغتيالات المحددة الهدف، في الوقت الحالي لا يشكل التدخل الاميركي تهديدا مهما له".
وياخذ الخبير في مكافحة الارهاب ريتشارد باريت الاتجاه نفسه. ويؤكد ان "تنظيم الدولة الاسلامية لا يمكنه صد الغارات الاميركية، لذلك سيعكس عملية تقدمه. فبعد تطوره من حركة ارهابية سرية الى "دولة"، سيضطر الى العودة الى ما كان عليه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم