السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لا دولة بلا رئيس

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

على رغم العجقة والخفقة حول الاستحقاقات النيابية، والترشيحات العائليّة بكثافة، والجدل "المسرحي" بالنسبة إلى التمديد أو الاقتراع في رعاية "داعش" والإرهابيين، فإن الفراغ الرئاسي لا يزال هو البند الأول في الروزنامة اللبنانيّة، كما في لائحة الاهتمامات الدوليّة والعربيّة.
ومن منطلق واحد تقريباً: تفادي الانزلاق إلى ما هو أسوأ بكثير من الفراغ في حال "انتصار" فريق الانتخابات النيابية أو التمديد للمجلس الحالي قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
أيّاً تكن الاعتبارات والحجج، فإن أية خطوة في هذا الاتجاه تنطوي بلا ريب على "شبهة" ونيّة سيّئة. وقد يكون غرضها، أو الغرض منها، أبعد من كل الاستحقاقات.
فهل يستوعب المسؤولون المباشرون، ومعهم المراجع والقادة والمتزعّمون، حجم خطورة مغامرة هدفها ترحيل الفراغ الرئاسي فترة إضافية، وإلى ما بعد مواعيد الاستحقاق، وفي ظروف إقليميّة دوليّة محليّة عنوانها الثاني حرب الحلفاء على "داعش" والإرهاب؟
أما العنوان الأوّل، فلا يزال مجهولاً، ريثما ينجلي الغبار عن تحضيرات الحرب العالمية الثالثة التي قد لا يسلم لبنان من طراطيشها وتداعياتها.
سفيرة الاتحاد الأوروبي، بعد الرئيس باراك أوباما ودعوته إلى انتخاب الرئيس الجديد فوراً، تُعلن على الملأ دهشة مسؤولين أوروبيّين واستغرابهم بقاء لبنان بلا رئيس حتى الآن.
مع أسئلة عن الأسباب المانعة، مع التأكيد "أن لبنان بلا رئيس للجمهوريّة لا يبعث برسائل مُطمئنة إلى المجتمع الدولي".
فهل بين المسؤولين مَن لديه جواب مقنعٌ في هذا الصدد؟
وهل من الضروري إعادة التذكير بأن رئيس الجمهوريّة في لبنان، حتى في ظلّ دستور الطائف، هو الدولة، وغيابه أو فراغ منصبه هو تفريغ للدولة من هيبتها ودورها، وشلّ للمؤسسات؟
فأين هو دور مجلس النواب في أشهُر الفراغ؟
وماذا حقّقت الحكومة التي أضيفت إلى مسؤوليتها مسؤوليات رئيس الجمهوريّة؟ فوضى، وفراغٌ، وضياعٌ، وتعطيلٌ، في كل الحقول وعلى مختلف الصُعد...
ولِمَ نذهب بعيداً في البحث عن الالتباسات والعراقيل وواضعي العصي في الدواليب؟
نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أعلن في تصريح له، بعد تكرار تعطيل "الجلسات الانتخابية": "لدينا فرصة للاتفاق بدلاً من انتظار التعليمات. والحل الوحيد هو تفاهم الأطراف المختلفين على مرشّح تسوية للرئاسة".
أما الرئيس سعد الحريري، فقد حسمَها بإعلان موقف غير قابل للنقاش: الرئاسة أولاً، أو مقاطعة الانتخابات النيابيّة... "وبخلاف ذلك سيكون هناك رهان على المجهول".
إلى ذلك، ثمة مَن يراهنون على أن انتخاب رئيس جديد موعده آتٍ قبل موعد الاستحقاق النيابي.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم