الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

Fantasia

حياة أبو فاضل
حياة أبو فاضل
A+ A-

تقف كتبي فوق الرفوف، باللغة العربية وباللغة الإنكليزية ومعها صور لأحباء من غير أهل الأرض، زارونا قبل قرون، معلمين كبار، ثم عادوا ليستوطنوا الكون بكامله. بلهفة قرأت عناوين كتب كانت تخفيها ألعاب غابت عن الرفوف هذا الصباح من دون ضجة، وما أيقظتني عن قصد كأنها تخطط لحدث يخصها وحدها. أمامي كتاب "نهج البلاغة" للإمام علي بن أبي طالب، في جزءين، توقفت عن قراءته لمّا بلغت فصل المرأة التي قال عنها الإمام إنها شرّ لا بد منه وإنها بنصف عقل. وهناك كتاب سميك بالإنكليزية، مترجم عن السنسكريتية، يتكلم عن طاقة الخالق وعملية الخلق، قرأت بعض فصوله مراراً حتى بلغت فهم شيء من أسرار الوجود. وهنا القرآن الكريم، حمله صهري هدية ذات يوم، وقد أحببت بعض آياته. وروايات قليلة وكتب فلسفة وشعر، بعضها في التصوف وبعضها في الحب وأقربها الى قلبي رواية "الأمير الصغير" لسانت ايكزوبيري أمير طفل أتى الأرض من غير كوكب هارباً من متاعب العشق.


إحدى اللعب أوقعت فردة حذائها مثل سندريلا وهي تتسلل صامتة الى الغرفة المقابلة، ولمّا دخلتها بصمت كانت الألعاب كلها مجتمعة ربما لترحب بلعبتين جديدتين طارتا من كوبا الى كندا، الى روما وحملتهما مايا الى برمانا، هدية أرسلتها ناتالي كالعادة، فهي أرسلت قبلاً Na وLee وMe والأمير الصغير. كان الكلام همساً من فم الدلفين الى أذن دب أبيض تتسع عيناه تعجباً بين كلمة وأخرى، ومثله ميني ماوس التي كانت تتجاوب مع تعابير وجهه، ولمّا فتحت فمها مستفهمة كالعادة، أسكتها الحمار بغضب انهمر من عينيه الواسعتين، ثم أشار بهما إليّ، فاستدارت الرؤوس الصغيرة مربكة... بونجور حوتي، قالت Tee – three، يسعد صباحكم، جميل أن تحتفلوا باللعبتين الجديدتين.
أمس رحبنا بهما، أما اليوم فنستمع الى الدلفين يخبرنا عن قمر أيلول الذي سيظهر بدراً هذا المساء، قالت Na، وأكملت Ra: قمر وردي، كبير، وسيخاطب البحر ويهدي سحره الى النبات والزرع. ويذيب قلوب العشاق الذين سيتباركون بضوئه، قال الأمير الصغير الدائم الحنين الى وردة حمراء تركها فوق كوكبه، تنتظره كلما أضاء القمر درب السماء. من أين لك بأسرار القمر عزيزي الدلفين؟ سألت، من موج البحر أجاب، فالقمر حبيب البحار، ولمّا يحاول ضمها الى وجهه كلما اكتمل بدراً، يعانق الموج نوره الأبيض ويتبادلان تقاسيم الشوق عن قرب.
واستمر الهمس بعدما تركت اللعب وعرفت ان مفاجأة ما تنتظرنا جميعاً. وعند المساء اختفت الدمى من غرفتها وعن رفوف الكتب. وعلى الشرفة الشرقية كانت كلها مجتمعة فوق كرسي كبير يتوسطها الدب الأبيض وفوق رأسه جلست Tee – one. ثم أطل البدر الوردي من وراء جبل "الكنيسة" وألقى عطره على الوادي والأشجار والبيوت وعلى لعب "أنسنتها " الدهشة، فرأيت الأمير الصغير يمسح دمعة عن وجهه الشاحب وقد ضمتّه صديقته Su الى قلبها، وما عاد يتسع المكان إلا لأسرار الحب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم