الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ديمبسي لا يستبعد قوات بريّة إلى العراق \r\nوتحذير لدمشق من استهداف مقاتلات أميركية

المصدر: العواصم الاخرى - الوكالات
هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

للمرة الاولى منذ بدء الغارات الجوية الاميركية على مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في شمال العراق، أثار رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي احتمال نشر قوات اميركية خاصة للمشاركة في المعارك البرية خلال دعمها للوحدات العراقية، على رغم ان هذا الموقف يتعارض مع اصرار الرئيس الاميركي باراك اوباما على عدم زج أي قوات اميركية برية في القتال.
وكان اوباما قد ارسل اكثر من 1600 مستشار عسكري وافراد من القوات الخاصة يساهمون مع العراقيين في التخطيط للعمليات العسكرية، ولكنهم لا يشاركون فيها. وقال ديمبسي خلال شهادة أدلى بها مع وزير الدفاع تشاك هيغل امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "اذا وصلنا الى مرحلة رأيت خلالها ان مستشارينا يجب ان يشاركوا الجنود العراقيين في هجمات محددة على اهداف (لداعش)، فانني سأتقدم بمثل هذه التوصية للرئيس".
واضاف: "رأيي في هذه المرحلة ان هذا الائتلاف هو الطريقة السليمة للتحرك الى الامام. واعتقد ان هذا سيتحقق... ولكن اذا لم يتحقق ذلك، وكانت ثمة اخطار تهدد الولايات المتحدة، عندها بالطبع سوف اعود الى الرئيس لاقدم توصية تشمل استخدام القوات البرية الاميركية". واعترف باحراج واضح بان موقفه هذا يتعارض مع الموقف العلني للرئيس اوباما وهو الذي يؤكد في كل مناسبة وفرصة رفضه القوي لنشر أي قوات برية في العراق. وذكر ان سياسة الرئيس اوباما "هي اننا لن ننشر قوات اميركية برية قتالية"، لكنه كشف أنه "أبلغني ايضا ان اعود اليه في كل حالة على حدة". وأفاد ان الخطة الاميركية تلحظ مشاركة طائرات وطيارين سعوديين في الحرب على "داعش".
وذكر ان اوباما تعهد في خطابه عن "داعش" الاسبوع الماضي عدم نشر قوات برية قتالية، مؤكداً انه لن "نجرّ الى حرب برية اخرى في العراق".
وسبق لقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد أوستن، ان اوصى أخيراً اوباما بنشر قوات برية خاصة مع الوحدات العراقية لتقديم المشورة لها ومساعدتها خلال العمليات العسكرية. لكن الرئيس رفض هذه التوصية.
وكان واضحاً ان ديمبسي يتعاطف مع توصيات أوستن حين قال: "سوف تكون هناك ظروف مثل (نشر الخبراء الاميركيين مع الوحدات العراقية القتالية) امرا ضروريا... لكننا لم نصل الى مثل هذا الوضع". ويعتقد انه سيكون من الصعب جدا على اوباما رفض توصية كهذه من قائد يثق به، وخصوصاً اذا كان ذلك يمكن ان ينقذ الاميركيين من الخطر او يؤدي الى حماية المصالح الاميركية الحيوية.
أما هيغل، فكرّر ان الولايات المتحدة هي في حال حرب مع "داعش"، ونبه الى ان هذه الحرب لن تكون سهلة او قصيرة، " لكن تدمير داعش سوف يتطلب ما هو اكثر من الجهد العسكري. وهذا سيتطلب التقدم السياسي في المنطقة، ووجود شركاء حقيقيين على الارض في العراق وسوريا". وقال انه يجري العمل على وضع خطط لاستهداف التنظيم في سوريا حيث يحتجز رهائن في مدينة الرقة التي يسيطر عليها. واضاف ان "هذه الخطة تتضمن استهداف معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والتي تشمل مراكزه القيادية وقدراته اللوجستية وبناه التحتية".
ومن المحتمل ان يصوت مجلس النواب الاميركي اليوم (الاربعاء) على تخويل الرئيس اوباما الصلاحيات لتدريب وتسليح المعارضة السورية لمحاربة "داعش". وكان اوباما قد طلب من الكونغرس المصادقة على انفاق 500 مليون دولار لدعم المعارضة ولتدريب وتسليح 5400 مقاتل في السنة.
وقال هيغل إن تلك الأموال ستساعد على تدريب أكثر من 5000 مقاتل سوري في السنة الأولى، لكنه أقر بأن هذا لن يكون سوى خطوة في تحويل دفة الأمور ضد مقاتلي "الدولة الإسلامية".
وأوضح ديمبسي ان عمليات القصف في سوريا لن تكون مماثلة للغارات الواسعة النطاق التي صاحبت بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، والتي وصفها القادة في ذلك الوقت بانها حملة لإحداث "الصدمة والرعب" في صفوف قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقال إن هذه الهجمات "لن تشبه "الصدمة والرعب" لانها لا تناسب طريقة تنظيم "الدولة الاسلامية"، لكنها ستكون هجمات مستمرة ودائمة".
وقاطع محتجون معارضون للحرب جلسة مجلس الشيوخ مراراً وأطلقوا هتافات مثل "لا حل عسكرياً". وأخرج محتج من القاعة وهو يرفع لافتة كتب فيها: "مزيد من الحرب يساوي مزيدا من التطرف".
وفي وقت متقدم الاثنين، حذر مسؤول أميركي كبير من ان الجيش الاميركي سوف يرد إذا استهدف الجيش السوري إحدى طائراته التي ستشن غارات على مقاتلي "الدولة الاسلامية". وقال ان لواشنطن فكرة محددة عن مكان وجود المنشآت السورية المضادة للطائرات وان الطيران الاميركي سوف يرد اذا كان هدفاً لإطلاق النار عليه.


تحذير ايراني
لكن قائد الحرس الثوري الإيراني "الباسدران" الجنرال محمد علي جعفري قال إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيندمون اذا أقدموا على شن أي عملية عسكرية في سوريا.
ونقلت عنه شبكة "برس تي في" الإيرانية التي تبث بالانكليزية "أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم سوريا، وهذا العمل الأميركي يعبر عن موقف متسلط يستحق الإدانة، وستندم أميركا إذا اتخذت هذه الخطوة... تشعر الولايات المتحدة بخيبة الأمل من أي دور مؤثر يقوم به تنظيم داعش والجماعات المشابهة له، ولهذا السبب تدعو واشنطن الى دعم ما يطلق عليه الائتلاف الدولي، لكننا نشك في ما إذا كان الهدف الجدي للائتلاف هو القضاء على داعش". ولاحظ أن الولايات المتحدة تعلن الحرب على "داعش"، في حين أنها تواصل دعمها للجماعات المسلحة الأخرى التي تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً إن "الأعداء مصممون على إسقاط الحكومة الحالية الحاكمة في سوريا".
كما أكد وزيرالدفاع الإيراني البريغادير جنرال حسين دهقان أن مكافحة الارهاب والتطرف في حاجة إلى تلاحم وجهود مشتركة لدول المنطقة وعدم تدخل ومشاركة الذين ساهموا في ايجاد هذه الظاهرة.


الدور التركي إنساني
وفي أنقرة، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تقديره للجهود الدولية المبذولة في مواجهة "داعش"، إلا أنه شدد على أنه من غير الوارد مشاركة تركيا في أي تدخل في هذا الأمر، في ما عدا إرسال مساعدات إنسانية.


مصر تركز على الداخل
وفي القاهرة، صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن بلاده قد لا تقدم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة في معركتها ضد "الدولة الاسلامية"، ذك أن الجيش المصري يركز على الجبهة الداخلية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم