السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ماذا وراء هجمة الترشيحات في زمن التمديد؟

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

إذا كانت مبادرة المرشحين الى الانتخابات النيابية عشية انتهاء المهلة المحددة لذلك طبيعية، فإن ما يجعلها خارجة عن المألوف الظروف السياسية والأمنية المرافقة لها.


فالمهلة لتقديم الترشيحات تنتهي ليلاً، في ظل مناخ عام يعزز الانطباع بإستحالة إجراء الانتخابات في موعدها أي قبيل انتهاء ولاية المجلس الحالي الممددة منتصف تشرين الثاني المقبل أي خلال اقل من شهرين من تاريخ اليوم.
أما الأسباب الكامنة وراء تعزز الانطباع يتعذر إجراء الانتخابات فتعود الى العوامل الآتية:
أولا: ان احترام مهل الترشيح من المرشحين لا يلغي تخلف الحكومة عن مسؤوليتها في تشكيل الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات، والتي سقط الخيار في شأنها من جانب ممثل "التيار الوطني الحر" في الحكومة وزير التربية الياس أبو صعب الذي رفض توقيع المرسوم طالبا مراجعة فريقه السياسي، خصوصا ان وزير الخارجية جبران باسيل لم يكن حاضرا في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي طرحت هذا الموضوع.
والمعلوم ان عدم تشكيل الهيئة يعطل عمليا إجراء الانتخابات.
أما الأمر الثاني، فيتصل بالموقف الحاسم الذي اطلقه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في الطائرة التي أقلت الوفد اللبناني من بيروت الى قطر، حين كشف انه لا يتحمل بصفته وزيراً للداخلية مسؤولية إجراء الانتخابات في موعدها، وينطلق موقف المشنوق من خشيته من الوضع الأمني المتردي ولا سيما في ظل ما شهده قبل أسبوع عندما بلغت الخطورة بالأمور الخطف على الهوية، الأمر الذي لم يشهده لبنان منذ 25 عاما وعلى رغم كل ما شهده في هذه الفترة من اضطرابات سياسية وأمنية.
الأمر الثالث الذي يؤكد استحالة الانتخابات، يعود الى الاتصالات الكثيفة الجارية على أكثر من محور بين "تيار المستقبل" وحركة "أمل" بالنيابة عن الثنائي الشيعي من اجل إنجاز التمديد وتلافي مخاطر المضي بالانتخابات. والمعلوم ان هذا الموضوع شكل حيزا أساسيا في اللقاء الذي جمع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. ومنذ ذلك اللقاء العمل جار على سيناريو الإخراج لهذا التمديد. من دون إحراج الحلفاء المسيحيين الحريصين على إجراء الانتخابات من اجل إعادة تكوين السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية.
وينتظر ان يبلور اللقاء المرتقب بين بري ورئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة خلال الـ28 ساعة المقبلة التوجه العام في هذا الشأن.
أما هجمة الترشيحات وسط هذا المناخ غير المؤاتي لها، فيعود بحسب مصادر سياسية الى تحقيق أمرين:
الأول: التعبير عن التزام القوى السياسية المرشحة بمبدأ إجراء الانتخابات ورفض التمديد كخيار اول.
والثاني حفظ الحق بالمقعد والافضلية للمرشح الذي تقدم بترشيحه لموعد الانتخابات المقبلة.
ولكن تبقى المشكلة الرئيسية كيف يجتمع المجلس للتمديد لنفسه ولا يجتمع لانتخاب رئيس؟


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم