الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا استحقاق يعلو على "الاستحقاق"

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

رحلة الشقاء اللبناني طويلة على ما تقول التطوّرات، كونها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاستحقاق الرئاسي ومتأثّرة به أكثر من أي حَدث عسكري أو سياسي، قريباً كان أم بعيداً.
فلا إجابة واضحة عن أي سؤال يتصل بهذا الموضوع الذي يشكّل بالنسبة إلى اللبنانيّين باب الفَرَج. فما من مرجع يملك معطيات نهائيَّة عن موعد وصول غودو الرئاسة.
صحيح أنه واضح لدى مختلف المرجعيّات أن لبنان لا يستطيع استعادة أي دَوْر له، كما ليس في إمكانه اتخاذ أي قرار في شأن الاستحقاق النيابي المرشح حتماً للتمديد، ما دام قصر بعبدا مقفلاً بابه وشبه مهجور... في غياب رئيس يملأ فراغه وفراغ الدولة ومؤسَّساتها. وفي ما يمكن تسميته، أو وصفه بأسوأ مرحلة لبنانيَّة، عربيَّة، إقليميَّة، دوليَّة، مصيريَّة.
ولكنَّ صحيح أيضاً انه ليس في إمكان أيَّة فئة، أو أي فريق لبناني، "تحرير" الاستحقاق الرئاسي من قفص الأسر الذي يُحاصره قرار أبعد من لبنان، وفوق قدرة أيّ مرجع لبناني.
حتى الذين يدَّعون أن المفتاح في جيبهم، فإنهم حين يجدُّ الجدَّ غير قادرين لا على القول ولا على الفعل.
وبعض المحلّلين يعتقد أن الجنرال ميشال عون، من حيث يدري أو لا يدري، إنما ينفٍّذ خطة أو سياسة محدَّدة، أكثر مما هو يتصرَّف من تلقائه في الموضوع الرئاسي تحديداً.
كذلك الحال من جهة "حزب الله". فالكلمة الفصل في خصوص الرئاسة اللبنانية في طهران وليست في الضاحية. وربما انتظرت القصة بكاملها توافقاً بين السعودية وإيران، حين يلتقي وزيرا خارجية البلدين في الأمم المتحدة.
قد يكون وقد لا يكون، الجواب ومُندرجاته في ظهر الغيب إلى حين ظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
نعم، ثمة مَنْ يربط تأخير الاستحقاق الرئاسي بالوضع الأمني، وطحشة "داعش" و"النصرة" والتنظيمات المتطرّفة في اتجاه لبنان وخطف الجنود الأبرياء في حادث عرسال.
إنما ينسى القائلون إنَّ عمر الفراغ الرئاسي يكاد يختم شهره الرابع، ولو لم تكن هناك خطة أو إرادة خارجيَّة "قوية" النفوذ في الداخل اللبناني بتأجيل انتخاب الرئيس اللبناني، لكان الرئيس الجديد أقام في قصر بعبدا منذ ثلاثة أشهر وبضعة أيام.
إذاً، لا يجوز التلهّي الآن بالنقاش البيزنطي حول الاستحقاق النيابي، بينما الأهم والأبدى انتخاب رئيس جديد تستمد منه الدولة والمؤسَّسات والبلد والناس قوة انطلاقة جديدة ولو كانت محدودة... ما دام التمديد للمجلس آتياً لا ريب فيه.
جميعهم كلُّهم يعلمون أن لا حَصانة للبنان، ولا دعامة حقيقيَّة، ولا طمأنينة، ولا استقرار، إلا بانتخاب رئيس توافقي يحظى بدعم وتأييد مختلف الفئات ومختلف القوى ذات التأثير في الداخل.
وهنا بيت القصيد لمن يريد حقاً أن يخدم لبنان، ولمن هُم على علاقة جيدة بأهل الربط والحل في الخارج.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم