الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جلخ في ذكرى بشير الجميل: لتبق جمهوريته القوية والنظيفة في فكرنا وسعينا

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام "
A+ A-

أقيم في كنيسة مار مخايل- بكفيا، قداس لمناسبة الذكرى 32 لاغتيال الرئيس بشير الجميل. وترأس الذبيحة الالهية الأب جورج جلخ، وعاونه عدد كبير من الكهنة، في حضور: الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، عائلة الرئيس الراحل: أرملته النائبة السابقة صولانج الجميل وابنه النائب نديم الجميل وابنته يمنى وشقيقتيه الأم أرزة وجاكي ابو حلقة،، وزير الاعلام رمزي جريج، النواب: سامي الجميل، جان اوغاسبيان، وسيرج طورسركسيان، الوزراء السابقين ابراهيم نجار، نايلة معوض، منى عفيش، وسليم الجاهل، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، نقيب المقاولين الشيخ فؤاد الخازن، عدد من اعضاء المكتب السياسي ورؤساء الاقاليم في بيروت والمناطق في حزب "الكتائب"، أعضاء مجلس بلدية بيروت ومخاتيرها، وعدد كبير من البلديات والمخاتير في المتن وبيروت، واصدقاء الرئيس الشهيد ومحبيه.

جلخ


بعد الانجيل المقدس القى الاب جورج جلخ كلمة قال فيها: "نلتقي للمرة الثانية والثلاثين لنحتفل بالذبيحة الالهية في ذكرى مزدوجة، ارتفاع الصليب المقدس واستشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه. انها ليست بالصدفة ان يتزامن هذا الحدثان معا، انها العناية الالهية التي سمحت بان نتامل في كل سنة بشهادة بشير ورفاقه من خلال الشهيد الاول، ربنا يسوع الذي رفع على الصليب وبه انتصر على الموت والحقد، وبه نلنا السلام والمصالحة. تمر السنون ويبقى الحلم، تمر السنون ويترسخ الايمان ويزهر الرجاء وتقوى المحبة في قلوبنا. الصعوبات والاضطهادات والانقسامات تكبر، والخوف يتصاغر لاننا نؤمن بالذي قال: تقووا لا تخافوا، انا غلبت العالم"، سائلا "بماذا غلب يسوع العالم؟ غلبه بالصليب، اليوم سلطان هذه العالم قد دين".


أضاف: "عندما اسلم ربنا يسوع روحه على الصليب، يقول لنا الانجيليون انه انشق حجاب الهيكل، هذا الحجاب الذي كان يفصل بين الناس دينيا وطبقيا وعرقيا. انهارت الشريعة القديمة وبدأت شريعة جديدة من اعلى الصليب عندما صرخ يسوع: "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يدرون ماذا يفعلون"، من اعلى صليبه بدل يسوع كل المفاهيم التي كان قد بناها الانسان بعيدا عن الله فحول الحقد حبا، والحرب سلاما والخوف املا ورجاء".


وتابع "اود اليوم ان اتأمل معكم في جملة كتبها الاب الحبيس يوحنا الخوند منذ مدة طويلة، تعليقا على ايقونة للابن الضال تصور الاب وخلفه صليب، يفتح يديه ليضم بحنان ابنه العائد اليه من طريق بعيد. يقول في التعليق: بشر به الإنجيل: الحب والغفران! كلاهما صعب كالله شامل كالصليب، طيب كللقاء وكالدرب لا ينتهي. كثيرن يتساءلون ما معنى هذا الكلام اليوم في خضم المشاكل والإضطهادات التي يعيشها شرقنا، وخصوصا مسيحيو هذا الشرق؟"، شارحا:
- "نعم صعب كالله: ربنا دعانا لا للهرب ولا للخوف، بل للمواجهة، إنما الصعوبة تكمن هنا، كيف نواجه؟ أنواجه بالسيف؟ كلا. نواجه بالصليب، أي بالحب والغفران، فالخشية التي كانت سبب اللعنة الأولى بسقوط آدم، أضحت مع المسيح آية الخلاص والإنتصار على كل شر ومصدر الأمان والسلام.
- شامل كالصليب: على الصليب بسط يسوع يديه ليجتمع كل الشعوب ويردها إلى الله أبيه، البعدين والأقربين منهم، هذه الشمولية هي شمولية الحب والغفران، وليست شمولية الأنظمة التي سيطرت على شعوبها بالنار والدمار وحكمت الى حين، ونراها اليوم تسقط وتنهار تباعا.
- طيب كاللقاء: كل لقاء يفترض منا التفتيش عن الآخر لنلتقيه، كما فتش الله عن كل واحد منا وفرح بلقائه مع كل فرد منا، فلقاؤنا مع بعضنا البعض هو نابع من لقائنا بالله، وهذا ما يمثله الصليب الذي نحتفل اليوم بذكرى إرتفاعه، عاموديا يجمعنا الصليب بالله، وأفقيا يجمعنا بأخينا الإنسان أي كان، إذا الصليب هو جسر عبورنا الى الله والآخر، وهكذا كل لقاء هو طيب لأنه يثمر رجاء وانفتاحا، وبالتالي بركة وخيرا.
- وكالدرب لا ينتهي: كل درب ينتهي عندما نصل الى الهدف المرجو، إنما دربنا مع يسوع هو مرافقة كما مع تلميذي عماوس، وساعدنا الرب على اكتشافه، يجعل قلوبنا تشتغل في داخلنا، وعندما معرفه يذهب لمرافقة من لم يكتشفه بعد، ونحن نذهب لنحمله، وبشارته الحلوة الى كل من نلتقيه، وهكذا يبقى الدرب مفتوحا الى أن نلتقي جميعنا بالهه".


وأردف "نبقى مضطربين وقلقين إذا لم ندخل في منطق صليب الرب وشريعته الجديدة، الرئيس الشهيد بشير قد نشأ في بيت مؤمن، يمارس وملتزم إيمانه المسيحي، عاش هذه الأبعاد بالرغم من قساوة الحرب التي اضطر أن يخوضها مرغما، لم يحارب حبا بالحرب، بل دفاعا عن قيم سامية وعن شعب مفتدى وأرض مقدسة، لم يخف بشير أي صعوبة، فواجه بكل جرأة ومنطق وانفتاح، كل المحاولات لإنهاء لبنان وطن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، كان دائما في الطليعة لنصرة كل مظلوم ومضطهد، شمل الجميع بلقاءاته، لم يستثن أحدا، وهذا تجلى في كل مراحل قيادته، وخصوصا بعيد انتخابه رئيسا للجمهورية، فتح قلبه وذراعيه للجميع، بدأ بالأخصام، كان لقاؤه طيبا مع كل الذين التقاهم وكان مثمرا، رسم الدرب للبنان المستقبل، جمهورية قوية، نظيفة في خدمة اللبنانيين كل اللبنانيين، ودعا الجميع ليسيروا معه في هذا الدرب، اليوم الفراغ يخنقنا، والخوف وعدم الإستقرار يلفنا جميعا، نفتقد بشير الذي ملأ كل الفراغات في أحلك الظروف وأقساها".


وختم "المسيحية عدوة الفراغ، المسيح تجسد في ملء الزمن، وملأ الكون كله بحضوره وما القبر الفارغ، أساسه إيماننا إلا إنتصار على الموت والفراغ. لنصلي في هذه المناسبة المزدوجة المباركة، لكي يملأ الله قلوبنا من حبه وغفرانه، وحياتنا من سلامه ورجائه، ووطننا مؤسسات يعمل فيها اللبنانيون بحسب شريعة الرب الجديدة، شريعة الملء والحياة، لنصلي لكي يبقى الرب يسوع حيا في داخلنا، وهذا يعني أن تبقى شريعته الجديدة حية فينا، ولكي يبقى بشير حيا فينا، يجب أن تبقى جمهوريته القوية والنظيفة في فكرنا وسعينا، وحكمه حيا فينا وشعاره جمهورية لا تعرف الخوف، صليب الرب يحفظ لبنان وشعبه ببركة الثالوث الأقدس، الأب والإبن والروح القدس".


بعد إنتهاء القداس، تقبلت العائلة التعازي أمام الكنيسة، ثم توجه الجميع الى مدافن بكفيا حيث وضعوا الأكاليل على ضريح الرئيس الشهيد وأضاءوا الشموع.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم