الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أوباما "المتردد" يواجه انتقادات لاذعة

هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

بدأ الرئيس الاميركي باراك اوباما جولة اوروبية تهدف الى تعزيز حلف شمال الاطلسي (ناتو) وتأكيد التزام واشنطن بالدفاع عن حلفائها، على خلفية المخاوف الاوروبية من السياسة الصدامية التي تستخدمها روسيا الاتحادية في تعاملها مع اوكرانيا، ودعمها للحركة الانفصالية فيها، وكذلك العمل على تشكيل ائتلاف دولي لمواجهة الخطر المتنامي لما يسمى بالدولة الاسلامية او داعش واحتمال توسيع الغارات الجوية ضدها من العراق الى سوريا. وسوف يتوقف اوباما أولاً في ايستونيا، الجمهورية البلطيقية المحاذية لروسيا، حيث سيناقش اقامة قاعدة دائمة للناتو في هذه الدول التي كانت خاضعة للاتحاد السوفياتي قبل انهياره، قبل ان يتوجه الى المملكة المتحدة للمشاركة في قمة الناتو في ويلز، والتي يصفها بعض المراقبين بانها القمة الاهم للحلف منذ نهاية الحرب الباردة.
وتتزامن جولة اوباما الاوروبية مع انهيار شعبيته الى ادنى مستوياتها منذ انتخابه في 2008، ومع ازدياد حدة الانتقادات الموجهة اليه من المشرعين الجمهوريين والديموقراطيين بسبب ادائه الضعيف في السياسة الخارجية. وجاء في استطلاع للرأي اجرته صحيفة "وال ستريت جورنال" وشبكة التلفزيون "أن بي سي" ان 41 في المئة فقط من الاميركيين يوافقون على اداء اوباما بشكل عام، وحظي ادائه في مجال السياسة الخارجية بموافقة 37 بالمئة فقط، في المقابل رأى 54 بالمئة ان اوباما عاجز عن قيادة البلاد بطريقة فعالة.


انتقادات لاذعة


وفي الايام الماضية، وتحديداً منذ اعترافه في لقائه الاخير مع الصحافيين بانه ليس لدى الولايات المتحدة "استراتيجية" لمواجهة داعش في سوريا، يتعرض اوباما لانتقادات لاذعة وساخرة ليس فقط من منتقديه التقليديين في الحزب الجمهوري، ولكن ايضاً من المعلقين، والاهم من ذلك من بعض المشرعين الديموقراطيين النافذين. وتتركز معظم هذه الانتقادات على كيفية تعامل ادارة اوباما مع ابرز أزمتين تواجههما الولايات المتحدة الآن، الخطر المتنامي لداعش، والخطر الابرز على الامن في اوروبا منذ عقود، أي احتمال تدهور الازمة بين روسيا الاتحادية واوكرانيا الى حرب نظامية بين البلدين. ويتخوف بعض المراقبين من ان اخفاق قمة الناتو في التوصل الى استراتيجية فعالة في صد التدخل العسكري الروسي في اوكرانيا، سوف تكون له مضاعفات سلبية للغاية إن لم تكن كارثية ليس فقط على سمعة ومكانة الحلف، بل وتحديداً على سمعة الولايات المتحدة وقدرتها على ردع خصومها وأعدائها بمن فيهم داعش. وعندما تحدث اوباما يوم الخميس الماضي عن خطر داعش كان هدفه الرئيسي وقف سيل التكهنات – وبعضها مبني على تسريبات من مصادر حكومية- التي أوحت ان الولايات المتحدة هي على وشك شنّ غارات جوية ضد مواقع داعش داخل الاراضي السورية. ولا يزال أوباما –بعكس بعض مساعديه من مدنيين وعسكريين- متردداً في توسيع المواجهة مع داعش، والتي لا تزال محصورة بغارات جوية تستهدف مواقع داعش في محيط مدينة الموصل، اضافة الى طائرات الاستطلاع في الاجواء السورية.


توجيه ضربات


ومع ان اوباما ومساعديه كانوا قد اوضحوا ان الحدود الجغرافية بين سوريا والعراق لن تقف حاجزاً امام ضرب داعش في سوريا في المستقبل، الا ان مختلف المؤشرات تبيّن ان اوباما لم يتخذ قراره بعد بتوسيع رقعة المواجهة، وانه ربما فعل ذلك بعد قمة الاطلسي، وبعد انتهاء جولة وزير الخارجية جون كيري في الشرق الاوسط، والتي تهدف الى اقناع بعض الدول العربية في المشاركة العسكرية بمواجهة داعش اذا تطلب الامر ذلك. وسوف يلتقي كيري بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزيري خارجية الاردن ومصر في جدة لبحث سبل التنسيق السياسي والعسكري. ولكن مصادر خليجية قالت لـ"النهار" انها لا تعلم ما يحمله كيري من تصورات، هذا اذا كان يحمل معه أي شيء اكثر من طلب عام بالمساعدة. يذكر ان التأكيد الاميركي الرسمي قبل ايام ان سلاح الجو الاماراتي كان قد قصف ميليشيات اسلامية في ليبيا من قواعد من مصر، قد أدى الى توتير الاجواء بين واشنطن وكل من ابو ظبي والقاهرة. الدولتان العربيتان اعربتا عن استيائهما لأن واشنطن تطلب من الدول العربية اتخاذ مواقف قوية ضد تنظيمات اسلامية متطرفة من القاعدة الى داعش، ولكنها تعرب عن انزعاجها من توجيه ضربات عسكرية ضد ميليشيات اسلامية يمكن ان تدفع ليبيا الى حرب اهلية أوسع يمكن ان تهدد امن مصر القومي.


"حذر أكثر من اللزوم"



وفي أعقاب الكشف عن شريط فيديو قطع رأس الصحافي الاميركي ستيفن ساتلوف، تكهن المعلقون بأن الضغوط على اوباما لضرب القواعد الخلفية لداعش في سوريا سوف تزداد، كما ازدادت في أعقاب قتل الصحافي جيمس فولي قبل اسابيع.
وعلى الرغم من الانتقادات المتزايدة من قبل المشرعين الاميركيين، ليس من الواضح حتى الآن ما اذا كان اوباما سيطلب من الكونغرس مباركة أي تصعيد عسكري ضد داعش في سوريا. وكان رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز قد قال قبل يومين ان سياسة اوباما الخارجية " في حالة انهيار كامل"، وناقض قول اوباما انه لا توجد هناك استراتيجية بشأن داعش في سوريا، مؤكداً انه بالفعل كانت هناك خطط عسكرية ولكن اوباما ارتأى عدم تنفيذها.
ولكن الانتقادات الابرز في الايام الماضية جاءت من الديموقراطيين، حيث انتقد السناتور روبرت مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ اداء اوباما في اوكرانيا، واعتبر الحشود الروسية على حدود اوكرانيا منعطفا تاريخيا، وحض اوباما على تسليح اوكرانيا وهو امر لا يزال يرفضه اوباما.
ويوم الاحد الماضي انضمت السناتور دايان فاينستان، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، وهي من المقربين من الادارة، الى جوقة منتقدي اوباما حين قالت انها تدرك ان الرئيس حذر للغاية، ولكنها رأت انه في ما يتعلق بالوضع في سوريا فانه "حذر أكثر من اللزوم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم