السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أحمد الحريري: الحملة على الجيش كشفت نوايا "حزب الله" الحقيقية تجاهه

A+ A-

أدلى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، بمداخلة هاتفية من خارج لبنان، مع "شباب المستقبل" المشاركين في المؤتمر السنوي الرابع الذي ينظمه قطاع الشباب في ثانوية قب الياس الرسمية، تحت عنوان "عدل واعتدال .. ليبقى لبنان"، والذي يختتم أعماله اليوم الأحد.
وشدد في مداخلته على أن "قضية المخطوفين من عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي هي قضية وطنية بامتياز، تعني كل لبناني بقدر ما تعني عائلاتهم، ولا بد من تضافر كل الجهود الصادقة من أجل الوصول إلى تحريرهم وتأمين عودتهم إلى وطنهم وعائلاتهم سالمين، باعتبارها أولوية تعلو على أي أولوية في الوقت الراهن".
وإذ أكد "الوقوف إلى جانب أهالي المخطوفين الذي يعبرون بصرختهم عن وجع كل اللبنانيين الذين هالهم ما حصل في عرسال من اعتداء سافرٍ على الجيش والقوى الأمنية"، دعا أحمد الحريري الأهالي إلى "الصبر المقرون بالثقة بكل ما تقوم به الحكومة من أجل تحرير أبنائهم، لا سيما وأنها لا تترك أي باب إلا وتطرقه، ولا توفر أي اتصال إلا وتقوم به من أجل الوصول بهذه القضية إلى خواتيمها، وخصوصاً بعد الإفراج عن خمسة عناصر جدد بالأمس"، محذراً من "أي مزايدات سياسية أو إعلامية أو فتنوية من شأنها أن تؤثر سلباً على الجهود الصادقة التي تبذل في سبيل تحريرهم".
وتوجه بأحر التعازي إلى "عائلة الجندي علي السيد الذي لقي حتفه بطريقة بربرية على يد الإجرام الذي لا يمت إلى الاسلام والمسلمين بأي صلة "، مؤكداً أن "علي السيد هو شهيد كل الوطن قبل أن يكون شهيد عكار الأبية التي اعتادت أن تقدم دماء شبابها وأبطالها على مذبح الدفاع عن كل لبنان".
وتطرق أحمد الحريري إلى الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، فرأى "أن ما نشهده من أحداث مترابطة في العراق وسوريا ولبنان وغزة هو قمة التحدي لمبدأ العدل ولمنطق الاعتدال، من منطلق تثبيت العدل والاعتدال بكل مضامينهما الفكرية والسياسية والاجتماعية، كي نستطيع من خلال الشباب، وتحديداً شباب المستقبل، أن نبني جيلاً بعيداً عن العصبيات المذهبية والدينية، وأن نبني لبنان الحلم الذي أراده لنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، داعياً الشباب "إلى عدم اليأس والإحباط، لأننا نقترب من الحقيقة التي ناضلنا من أجلها منذ العام 2005، ولأننا نعيش في خضم لحظة تاريخية نشهد فيها على الشعوب العربية التي تكتب بدمائها استقلالها الحقيقي".
وتوقف عند التطورات الأخيرة بعد أحداث عرسال، فأكد على "دعم الجيش اللبناني والإيمان بدوره في تأمين الحماية لكل اللبنانيين"، مشيراً إلى "أن الخطابات الرنانة لـ"حزب الله" ولقوى "8 آذار" لا تكفي لدعم الجيش، لأنها مجرد أقوال بلا أفعال، وإلا كنا شهدنا على دعم إيراني للجيش اللبناني من خلال حلفائه الذين لا يبخل عليهم بالسلاح الذي يستخدمونه ضد الشرعية اللبنانية".
واعتبر أنه "لو كان "حزب الله" يؤمن بالجيش اللبناني، لم نكن لنشهد على الحملة الكبيرة التي شنتها وسائل إعلامه ضده وضد العماد جان قهوجي، والتي كشفت عن نوايا "حزب الله" الحقيقية تجاه المؤسسة العسكرية، وكيف يحاول هذا الحزب أن يطوع الجيش كي يكون تحت امرته، وكيف أراد الايقاع بين الجيش وأهالي عرسال، والإنغماس اكثر في دماء أهلنا في عرسال، كما في دماء النازحين السوريين الذي سقطوا على يد المجرمين الذين احتلوا البلدة".
وخلص أحمد الحريري إلى "أن "حزب الله" أراد أن يستخدم الجيش ضد شعبه في عرسال، تماماً كما يحصل في العراق وسوريا من خلال وقوف الجيش في وجه شعبه. من هنا أهمية التوحد خلف الجيش اللبناني ودعمه والحفاظ عليه، في هذه المرحلة الأمنية الصعبة، على الرغم من ملاحظاتنا على بعض الممارسات التي ترتكب هنا وهناك، والتي سيأتي الوقت المناسب للحديث عنها مع قيادة الجيش لمعالجتها".
وشدد على "أن "تيار المستقبل" يؤمن بأن حماية لبنان لا تتم إلا من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ومن ضمنها فرع المعلومات، لأننا تيار نؤمن بالدولة وبمؤسساتها الأمنية، بقدر ما نؤمن بأن تصحيح أي خلل يتم من داخل المؤسسة وليس من خارجها"، لافتاً إلى أن " مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دعماً للقوى العسكرية والأمنية اللبنانية تصب في هذا الإتجاه، وهي مبادرة الخير التي تريد الخير للشعب اللبناني، والتي تنشد الأمن والأمان والاستقرار لوطننا".
وأكد "أن "تيار المستقبل" جزء من محور الاعتدال العربي، الذي تمثله المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية التي تستعيد دورها الوازن بفعل الاحتضان السعودي والخليجي لها، في الطريق لاستعادة زمام المبادرة في المنطقة، ولمواجهة التطورات الصدامية في العراق وسوريا، والتي لم تكن لتحصل لو كان هناك استيعاب للطائفة السنية ودورها في العراق، ولو كان هناك استيعاب للاعتدال السني في سوريا، ناهيك عن محاولات عزلنا في لبنان، بعد العام 2011، عبر الاطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري".
واعتبر أحمد الحريري "أن الأحداث الكبيرة التي توالت منذ 14 شباط 2005 إلى اليوم، أدت إلى المزيد من التمسك بالاعتدال في وجه التطرف الذي أطل بوجهه في أحداث 7 أيار 2008، ومن ثم من خلال القمصان السود، قبل أن يشارك في قتل الأبرياء من الشعب السوري دفاعاً عن نظام آل الأسد".
ورأى "أن معركة الاعتدال ضد التطرف هي معركة مستمرة منذ الأزل، ونحن كتيار سياسي ندفع ثمن اعتدالنا، ولن نتراجع، بل سندافع عن اعتدالنا وقيمنا مهما كانت التحديات".
وختم بتوجيه "التحية من الرئيس سعد الحريري إلى شباب المستقبل"، داعياً إياهم "إلى أن يكونوا على قدر الاعتدال والمستقبل، إيماناً والتزاماً، لأنهم مستقبل لبنان ومستقبل تيار المستقبل".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم