السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

على هامش الرسالة إلى السيد حسن

رؤوف قبيسي
A+ A-

تعقيباً على الردود الكثيرة التي حفل بها موقع "النهار" الإلكتروني، حول رسالتي إلى السيد حسن نصر الله، المنشورة في العدد الماضي من "الملحق"، يطيب لي أن أشكر من كل قلبي، القراء الذين أثنوا على ما كتبت، وهم الغالبية، ليس لما في كلامهم من مدح وإطراء فحسب، بل لشيء أهم من ذلك، هو مشاركتهم إياي في الرأي والإيمان، بأن الدولة المدنية، هي خشبة الخلاص الوحيدة في بحر هذا الشرق المتلاطمة أمواجه، والسياج الوحيد لدرء الأخطار، وتخليص لبنان من أوجاعه.
هناك قراء، وهم قلة قليلة، أساؤوا فهم ما أردتُ أن أرمي إليه، مثل القارئ الذي سأل، لماذا خصصت السيد حسن وحده بذلك الخطاب، ولم أوجهه إلى رجال الدين والسياسيين في لبنان، وقد فهم أنني أحمّل "حزب الله" تبعة انتشار العصبيات الدينية والمذهبية في البلاد العربية، مثل "داعش" و"القاعدة" وأخواتها. هذا لم يكن في فكري وخاطري البتة، وإذا كان "حزب الله في نظري حزباً مذهبياً، فهو أبعد ما يكون عن الطائفية، ولا أزال أحتفظ بقصاصات من الصحف، فيها كلمات السيد يوم انسحب الصهاينة صاغرين من الجنوب الطيب، أعتبرها شهادة لمناقبية هذا الحزب، الذي لم يلجأ إلى الإنتقام والتشفي، كما فعلت أحزاب أخرى في لبنان وغير لبنان، وأعتبر موقفه ذاك، من أنبل مواقفه التاريخية الإنسانية.
لا أقول شيئاً ولا أكتب شيئاً يخالف اقتناعاتي، وقد كتبت رسالتي إلى السيد بمحبة حرة كما ذكرت، وهذا وحده يكفي للرد على كل قارئ ظن بي الظنون. وإذا كنت آخذ على "حزب الله" أنه حزب مذهبي من منطلق إيماني بالدولة المدنية التي سمّيتها "دولة الله"، فليس من حقي، ولا من العدل والإنصاف أن أغضّ من شأن رجل يحبه الملايين من الناس، وإلا اعتبر كلامي "قلة أدب" وخروجاً عن الجادة.
هناك قارئة طلبت إليَّ أن أعود إلى لبنان بدلاً من "التنظير" وأنا خارج البلاد. ليتها جرّبت ما عاناه اللبنانيون الذين لفظتهم البواخر والطائرات، ورمتهم على المطارات وشواطئ المحيطات، هاربين من حروب ما كانت تحصل لو كانت لنا دولة مدنية، لا دولة طوائف، كل طائفة فيها تريد أن تنهش قطعة من جسد اليلاد.
والحق أنني كنت أتوقع بعض الردود السلبية على تلك الرسالة التي كتبتُها بصدق ومحبة لبلدي وأهلي، وبوحي من إيماني الذي لا يتزعزع، بأن الدولة المدنية هي الحل للبنان وشعبه، وإيماني بأن أيّ عمل، يؤخر أو يعطل بناء هذه الدولة، جريمة جديدة من سلسلة الجرائم التي ارتكبت في حق لبنان، وخدمة جديدة تقدَّم للعصابات الصهيونية التي تتربص بالمنطقة، وتريدها شيعاً وأحزاباً ومذاهب وقبائل تتقاتل، لتكون هي وحدها، الرمح الوحيد في الصحراء المرفوع على رؤوس القبائل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم