الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

النهد معبودٌ غافل عن عذوبة أثره

A+ A-

كثيراً ما أحسّ بهول المفارقة بين التفكير في المرأة كشبقٍ متحرك، بالنظر الى ردفيها كأرجوحة شهوة، وبين التفكير فيها كجسد طبيعي، عادي. كأن أفكر في رائحة عرقها عند التعب أو الجهد الشديد. المفارقة بين أن أفكر في أعضائها الحميمية كطاقةٍ جاذبة عصية على التفسير، وبين أن تكون أنبوباً يُمِرّ دماً بضعة أيام كل شهر. هناك تفارقٌ شديد بين الحالتين يجري في أرض المتأمِل وليس في حقل الموضوع. أي الجسد نفسه. هنا يتبدى أن الغموض المتعلق بالحالة الأولى، هو جوهر الجذب: الماورائية الكامنة في الجسد، الوعود الخفية، سيل الأفكار والأحلام القديم العابر للجسد. التعلّق هنا تعلّقٌ بالجنس الكامن خلف الجسد. الجسد هنا بوّابة عبور، إلى جنّة خفية، أصل إليها لكني أعجز عن الحياة فيها. جنّة تُمسّ ولا تَستقّر. الشهوة لا تقبل الاستقرار، إنها متحركة وهذا من شروطها الأولية، النهد هنا يتكلم، يئنّ ببحة فاسقة، يتعرق بتلألؤ، يغوي على مهلٍ.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم