الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عن المشرق وما ينتظره

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

ثمة إجماع في الرأي، عربياً ودولياً، على أن المنطقة مقبلة على مزيد من الأحداث الدراماتيكية، ومزيد من التطورات والمتغيّرات التي دشّنها تنظيم "داعش"، وبما يجعل الكلام عن شرق أوسط جديد ليس غريباً عن الواقع، بل من صميم التوقّعات والاحتمالات.
في هذا السياق، وفي ضوء المخاطر الكبرى التي استطاعت "تحريك" البيت الأبيض ورئيسه بعد غفوة طويلة تكاد تقارب نومة أهل الكهف، يجد المتابعون والمعنيون أن التحرّك السعودي المتواصل، سواء في اتجاه الخليج أم على الصعيد العربي بصورة شاملة بلوغاً لإيران، إنما يدل صراحة على حجم المخاطر التي تتهدّد الشرق الاوسط، وخصوصا العالم العربي وبعض دوله التي تواجه صراعات لا تختلف عن صراع الموت أو الحياة.
وقد يكون من الضروري إعادة التذكير بما تعانيه سوريا من ربيعها، ومعها ليبيا واليمن... من غير أن نغمط العراق حقه، وتحديداً بعد مكافأته بجائزة "الدولة الاسلامية" و"انجازات" تنظيم "داعش" على هذا الصعيد.
الفوضى العارمة التي تسود جزءاً كبيراً من المنطقة تساهم في تسهيل مهمات التنظيمات الارهابيّة والتكفيريّة، وتجعل كل دولة عربيّة تتحسّس رأسها مهما نأت بنفسها، وأيّاً تكن الاحتياطات واجراءات الحماية التي تستند اليها.
صحيح أن لبنان لا يزال "ينعم" بقسط من الهدوء النسبي، اذا ما استثنينا عرسال ومنطقتها التي خصتها "النصرة" و"داعش" بزيارات "ودّية" كالعادة شملت نتائجها خطف اثنين وثلاثين جندياً، إلا أنه مدرج على اللائحة ذاتها. ومن هنا كان الالحاح السعودي على باريس لانجاز صفقة تسليح الجيش بكل ما يحتاج اليه من عتاد وآليات وأسلحة، تؤهله أكثر فأكثر لمواجهة "الزيارات" غير المرغوب فيها.
فعلى الرغم من المظلة الدولية، وكمية الذخيرة التي تكرّمت بها واشنطن حديثاً، وسياسة النأي بالنفس عن الأحداث السوريّة والعراقية، وما الى ذلك من تدابير وقائيّة، وجد لبنان نفسه على حين غرّة وجهاً لوجه مع موزّعي الارهاب والفوضى والرؤوس المقطوعة.
هنا، تحديداً، تظهر الأهمية القصوى لمعالجة الأسباب التي تمدّد الفراغ الرئاسي بسرعة فائقة، ودون تردّد، في تجاوز كل التعقيدات الشخصانية المفتعلة.
فانتخاب رئيس جديد يشكّل عاملاً أساسياً في طمأنة النفوس القلقة، واعادة الثقة الى البلد وبه، ويزيل من طريق الاستقرار، تلقائياً، الكثير من العراقيل المفتعلة والتي تزيد الطين بلّة.
مع بدايات الصيف، قال لي صديق صدوق، خلال حديث رئاسي: لا تتوقّع رئيساً قبل أيلول.
وها نحن نهمّ بطيّ اليوم الأخير في آب. فهل؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم