السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لا تخسر ثماني سنوات من حياتك!

يارا عرجة
A+ A-

يجد البعض في التدخين وسيلة مساعدة في مواجهة هموم الحياة اليومية، أو مؤنساً ورفيقاً في أيام الوحدة. أما بالنسبة إلى البعض الآخر، السيجارة تساعد في تكميل المظهر، فيتباهون بنوعيتها مثلاً. ويعتقد البعض أن التدخين عادة مكتسبة، وأن السجائر اللايت أقلّ ضرراً على الصحة. ولكن ماذا تقول الدراسات؟
الجين CHRNA3 لاستهلاك كميّة أكبر من التبغ



أثبت باحثون من جامعة كوبنهاغن ومستشفى كوبنهاغن الجامعي الدانماركي في دراسة نشرت في جريدة أوكسفورد العلمية في أيار 2014 أنّ وجود جين معدّل أطلق عليه اسم CHRNA3 في جسم المدخّن يجعله أكثر عرضة للموت. هذا الجين يحفّز عشاق السجائر على التدخين أكثر وعلى استهلاك كميّة كبيرة من النيكوتين، تفوق بحجمها كميّة النيكوتين المستهلكة عادة من المدخنين العاديين، مما يجعل المدخن ضحيّة هذا الجين أكثر عرضة للموت جرّاء إصابته بالأمراض التي يسببها التدخين. للتوصّل إلى هذه النتيجة، قام الباحثون بمتابعة الحالة الصحية لـ 55568 فرداً من بينهم 32823 مدخّناً، وذلك لعشر سنين. قام الباحثون من بعدها بتحليل عيّنات الدم لدى كلّ من المشاركين وبالتدقيق في طول التيلوميرات (التي تحمي الـADN الموجود في الكروموزومات من جميع أنواع الأضرار) الخاص بهم. ولكن تقصر هذه التيلوميرات مع التقدّم في السنّ، مما يجعل الخلايا تشيخ وتموت بسرعة أكثر. والتدخين يترك الآثار نفسها على هذه المنطقة من الكروموزومات، إذ يرتبط الاستهلاك المفرط للتبغ بالتيلوميرات القصيرة. وقد استنتج الباحثون أنّ كبار المدخنين يحملون في أجسامهم جين CHRNA3 ذا الصلة بالاستهلاك المفرط للتبغ والسجائر. إن المشاركين في هذه الدراسة يحملون هذا الجين المعدّل من الوالدين، ويدخنون 20% أكثر من سائر المدخنين الذين لا يمتلكون هذا الجين في أجسامهم. إلاّ أنّ هذا الجين الذي يدفع بالمدخنين إلى استهلاك كمية مفرطة من التبغ لا يحدد ما إذا كان الفرد سيصبح مدخناً أم لا.



هل تدفع السجائر الـ light إلى التدخين أكثر؟
عمدت مجموعة من الباحثين في جامعة واترلو الكندية إلى إجراء دراسة نشرت في المجلّة العلمية Cancer Epidemiology في 22 آب 2014 حول السجائر الـ light، إذ يعتقد البعض أن استهلاك هذا النوع من السجائر يدفع بالأفراد إلى التدخين أكثر. فأثبت الباحثون أنّ كميّة النيكوتين في السيجارة الواحدة لا تؤثّر في محصلة وعدد السجائر المدخنة. لإثبات ذلك، عمد الباحثون إلى مراقبة عادات التدخين لدى 72 مدخناً بالغاً، يدخنون تدريجياً ثلاثة أنواع من السجائر بكميات مختلفة من النيكوتين لمدّة معينة. فلم يُلحظ أي اختلاف في عوارض وعادات المدخنين عندما كانوا يستبدلون السجائر العادية بالسجائر الـ light. إذ استمرّ المدخنون في استهلاك الكمية نفسها من السجائر في اليوم الواحد، وتواجدت الكميات نفسها من المواد السامة في أجسامهم سواء أكانوا يدخنون السجائر اللايت أم السجائر العادية.


التدخين يقلّص من عمر الشخص
تبيّن إثر دراسة بلجيكيّة صدرت في 15 تموز 2014 في مجلة الـ BMC Public Health العلمية أنّ التدخين يقلص ثمانية أعوام من العمر المتوقع للشخص مقارنة بالأشخاص غير المدخنين، وعند تقدمهم في العمر يكونون معرّضين لاضطرابات ومضاعفات صحيّة.
وأجريت الدراسة من المعهد العلمي للصحة العامة في بلجيكا على مجموعة من الرجال والنساء تتجاوز أعمارهم الثلاثين سنة. وقد تبيّن أن النساء المدخنات يعشن ثمانية سنوات وشهرين أقلّ من غير المدخنات، بينما ينقص سبع سنين وعشرة أشهر من الرجال المدخنين مقارنة بغير المدخنين. أمّا بالنسبة إلى الذين أقلعوا عن التدخين، فهم يعيشون سنتين ونصف أقل من غير المدخنين. كما تشير هذه الدراسة إلى نوعية الحياة التي تؤثر السيجارة سلباً فيها، فيعجز بالتالي المدخن على إتمام واجباته اليومية، كالأكل، والملبس، والجلوس... هذا فضلاً عن أمراض القلب والأوعية الدموية التي تسببها السيجارة للمدخن. وينصح الباحثون بالإقلاع عن التدخين لتفادي هذه المخاطر.



و في حديث لـ "النهار"، يوضح اختصاصي أمراض القلب بول ديليفر أنّ التدخين يؤثر في حياة الأشخاص من طريق تعريضهم لخطر الإصابة بسرطان الرئة، سرطان البنكرياس والمبولة. كما يسبّب نشافاً في الشرايين، مما يجعلهم أكثر عرضة لذبحات القلب وقد يسبب لديهم قصور في وظيفته، فيصبحون أكثر عرضة للخطر. ويشير ديليفير أنّه كلّما أكثر الفرد من التدخين أصبح معرضاً أكثر للسرطان وأمراض القلب، لذلك يجب على المدخن التوقّف عن التدخين كي يحسّن من حالته الصحية ويحمي نفسه من مخاطر السيجارة. أمّا بالنسبة إلى محاولة الإقلاع عن التدخين، يشير الدكتور بول ديليفير أنّ الإرادة هي سلاح المدخن الوحيد، وأنّ جميع الوسائل المبتكرة لمساعدة المدخن على الإقلاع عن التدخين لا تودي إلى نتيجة ما لم يتحلَّ المدخن بالإرادة اللازمة.



كيف تتحررّ من فخّ التدخين؟
تعتبر منظمة الصحّة العالميّة أن من الصعب الإقلاع عن التدخين نتيجة ما قد يرافق ذلك من اضطرابات سلوكيّة ونفسية عند التخلّي عن السيجارة. إلاّ أنّها تشدد على ضرورة التوقّف عن التدخين بسبب الأمراض التي قد تنجم عنه، من هنا نقدّم للمدخّن النصائح التاليّة لمساعدته على الإقدام على تلك الخطوة.
إليك النصائح التالية:
• اتّخذ قرار الإقلاع عن التدخين في سبيل التحرّر من براثنه
• أقنع نفسك أنّك قادر على الاستمرار من دون التدخين
• اطّلع على العوارض الجانبيّة الناجمة عن التدخين لمعرفة النتائج السلبية التي تتهدّدك:
o اصفرار الأظافر
o رائحة كريهة في الفم
o تسوّس الأسنان
o سرطان اللسان، الحلق، الرئة
o سعال
o صعوبة في التنفّس بسبب إفرازات الشعب الهوائية
o عدم انتظام دقات القلب
o اختناق
o ارتفاع ضغط الدم
o أرق ودوخة
o ضعف الذاكرة
o التكاسل وعدم المثابرة
• اختر يوماً لتمتنع فيه من التدخين
• جِدْ بديلاً صحيّاً يغنيك عن السيجارة، فتناول حبّة من الفاكهة عوضاً منها، أو اشرب عصيراً طبيعياً
• مارس الرياضة بانتظام للتنفيس عن الضغوط والتعب بدلاً من السيجارة
• اقصد الطبيعة للتأمّل والتفكير بهدوء لإيجاد حلّ لمشكلتك
• الجأ إلى فرد من عائلتك أو أصدقائك للتكلّم معهم في ما يزعجك بدلاً من اللجوء إلى التدخين
• أمضغ العلكة بديلاً من التدخين، وهي تساهم في سحب النيكوتين من فمك وجسمك
• إلزم الأماكن التي يمنع فيها التدخين فذلك أمر مساعد
• قم باستشارة طبيبك الذي سيساعدك بالإقلاع عن التدخين من خلال وصفه لك بعض الأدوية أو تقديم نوع من أنواع العلاجات المناسبة لك
• المهم من كلّ ذلك هو عدم التراجع أو الضعف والتحلي بإرادة صلبة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم