الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

لا تتركوا الطريق بين شبعا وراشيا....

المصدر: زحلة – "النهار"
دانييل خياط
A+ A-

لا تتركوا الطريق بين شبعا وراشيا سبيلا للقلق لاهالي قرى راشيا الذين ما انساقوا الى دروب القتال الجاري في سوريا، ولا استجروا تداعياته على البلد. بل على العكس هم بيئة حاضنة للجيش الذي يريدونه ان يقيم حواجز له في وجه من ينقلون المشكلات من سوريا الى منطقتهم عبر تهريب افراد يأتون من الاراضي السورية عبر المسالك الجبلية غير الشرعية الى شبعا الجنوبية المتاخمة للحدود مع سوريا، وينقلوهم عبر طريق عين عطا – عير حرشا البقاعتين الى داخل البقاع، خصوصاً ان هؤلاء المتنقلين تحت جنح الظلام ليسوا من العائلات الفارة من المعارك، بل هم افراد ذكور، لا يعرف ان كانوا مدنيين ام مسلحين ام عسكر نظامي فارين بحياتهم ام لهم مقاصد اخرى؟ هذه الحركة التي يمكن ان تكون بالاتجاهين بين لبنان وسوريا المستعرة حروبها، لا تبعث القلق فحسب في نفوس اهالي قرى راشيا، بل وبخاصة بعد معركة عرسال، باتوا العين الساهرة في الليالي المتعاونة مع الجيش والاجهزة الامنية والمؤازرة لحفظ بلداتهم ودروبها، التي سبق وشهدت توقيف داخلين خلسة. وكان آخرها حادثة مقتل سوري وجرح اثنين، بعيد منتصف ليل الاربعاء- الخميس الفائت، كانوا في عداد ركاب فان متجه بهم الى البقاع عبر طريق شبعا – عين عطا.


وفي رواية ما حدث ليلا ان الفان رفض الامتثال للاوامر بالتوقف، من دورية للجيش، خلال عبوره الطريق خراج بلدة عين عطا، ، كما تزعم الرواية، مواصلا طريقه، فاطلقت عليه النار. ادى ذلك الى مقتل احد ركابه هو سامي صلاح رجب وجرح اثنين هما: علي ايمن شقرا وعمر الشلوكي كانوا جالسين في المقاعد الخلفية للفان الذي اقلّ 7 سوريين آخرين هم: ايمن احمد طالب، بشار ماجد معضماني، ممدوح عبد الرزاق كوكش، مهند عدنان عبيد، احمد محمد، محمد سعيد حجازي ووحيد مروان الحجر جرى توقيفهم جميعا الى جانب المهربين الثلاثة وهم سائق الفان ومساعدان له وجميعهم لبنانيون من بلدة الرفيد. 
ليس الوصول الى مكان الحادث بصعب، هي طريق معبدة. من مفترق راشيا نتجه نزولا الى بلدة بيت لهيا، نتبع الطريق، فنعبر بمحاذاة مدخل بلدة عين حرشا فمدخل بلدة عين عطا، وبدل الانحراف يمينا باتجاه الكفير في حاصبيا حيث توجد نقطة للجيش، نواصل الطريق صعودا. لا تزال الطريق معبدة، لكنها قافرة لا تحيط بها سوى الجبال والاحراج، نعبر بمكان الحادث الذي لا شيء يشير اليه، باستثناء آثار الآليات المجنزرة للجيش. عند اعلى نقطة وقبل البدء بالانحدار يُبان في اسفل الطريق المنحدرة حاجز جيش شبعا، يدل عليه مكعب اسمنتي مطلي بالوان العلم اللبناني، يتيما لا مركز اعلى منه يحميه.
كيف يتجاوز الداخلون خلسة الحاجز ليصلوا الى نقطة التقائهم مع مهربيهم الى داخل البقاع؟ بحسب "الدليلة"، نبحث عن المسالك الترابية التي رسمتها عجلات السيارات في الجبال، في المرتفعات التي تعلو الحاجز من دون ان يراها من موقعه هناك في القعر. هذه المسالك تنفذ الى الطريق المعبدة، حيث نقف. ومنها اما يمكن سلوك طريق ترابية من الجانب الثاني من الطريق، تصل عبرها الى الآثار الرومانية لبلدة عين حرشا، على المقلب الآخر من الجبل، ومن ثم نزولا باتجاه البلدة، من دون الحاجة الى المرور في وسطها، بل عبر طريق ضيق ينفذ الى طريقها العام قرب المدرسة الرسمية، وهذا المسلك هو الاصعب ليس فقط لوعورة الطريق بل ايضا لانه الاقرب الى المنازل. واما سلوك الطريق المعبدة التي سلكناها، غرباء نتوقف نترجل نلتقط الصور، من دون ان نجد من يعترضنا او يسألنا ماذا نفعل على طريق المهربين، عندها فقط تتفهم قلق الاهالي ومطالبتهم بنقاط للجيش.
كل دروب تهريب البشر في تلك المنطقة، لا بد ان تعبر بالتقاطع عند مدخل بلدة عين حرشا، حيث كان يوجد مركز للجيش، يطالب الاهالي باعادته ليبعث الامان والاطمئنان في نفوسهم. وبحسبهم فإن موقعه الاستراتيجي الآمن يبعث ايضا برسالة الى المهربين بان الطريق ليست متروكة، ويقطعها امام الداخلين خلسة ومهربيهم لقاء 300 دولار على الرأس، قبل بلوغهم الطرقات الجانبية عبر البساتين والاحراج التي تربط المنطقة بالرفيد، وهو المسلك الاكثر اعتمادا من المهربين الى داخل البقاع، بحسب الاهالي، تفاديا لنقاط للجيش والمرور بمناطق آهلة كما هو الطريق الآخر عند مفترق عين معضاد في بيت لهيا.
لا يطلب اهالي قرى راشيا الواقعة على الطريق الى منطقة شبعا المفتوحة على تداعيات الصراع السوري، سوى ان يكونوا بامان الجيش، حاجز يصبّحونه ويمسونه، وينامون ملء جفونهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم