الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"هو" يحدد الانطباع الأول عنك!

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
A+ A-

في اللقاء الأول للشخص، تبرز خصائصٌ عنده أكثر من غيرها، كشكل جسمه وأسلوبه في ارتداء الملابس ونغمة صوته. وفيما يمكن الإنسان أن يتحكّم بشكل جسمه الخارجي عبر نظامٍ غذائي معين أو تمارين رياضية محددة، وأن يغيّر من أسلوبه في الاختيار من الموضة، يُعدّ صوته من أكثر الأمور الثابتة التي تُعرّف عنه. فهو ما يتذكّره به الناس، خصوصاً أنهم يكوّنون الانطباع الأول عنه من نبرة صوته.


 


 


للصوت الرنّان الأفضلية


بعض الأصوات مريحة، وبعضها الآخر يدلّ على السيطرة، وهناك بعض الأصوات المزعجة لدرجة ألا أحد يحبّذ سماع الشخص عندما يتكلّم. فالصوت يعلن عن هوية الشخص حتى لو تكلّم من مسافة بعيدة، يميّزه من غيره، وغالباً ما يكشف شعوره في حالة معينة.


للصوت الرّنّان الأفضلية بما أن له القدرة على إيصال الصفات الإنسانية الحساسة، وعلى سرد القصص بطريقة ديناميكية، بحسب موقع Psychology Today. كذلك يعبّر عن عواطف الشخص بشكلٍ مثالي، وله تأثيرٌ مهدّىء في معظم الظروف الحياتية.


 


لا انتباه إلى الصوت بل إلى الكلام


لا يعير معظم الأشخاص الانتباه لكيفية صدور صوتهم من حناجرهم، بل ينتبهون إلى الكلام الذي يتلفّظون به. في الأحاديث الاجتماعية العادية مع الأصدقاء، يكون كلامهم سلساً وانسيابياً، من غير أن يعيروا اهتماماً للكلمات التي ينطقونها. فالحديث عفوي ويجري بطريقة طبيعية.


تختلف الأحاديث المهنية عن الأحاديث الاجتماعية، بما أن المتحدّث يختار كلماته بحذر وينتبه للغة جسد سامعيه حتى يعلم إن أصاب "هدفَه" أم لا. عندها، يعلم ماذا يقول تباعاً، ويبدّل من كلماته وأقسام حديثه بما يتناسب وموقعه المهني.


لكن كل ما تقدّم يؤكد أن المتحدثين، مهما اختلف المكان (مكان عام، مكان مهني)، لا يعيرون الاهتمام الكافي لصوتهم ولكيفية تردّده على مسامع الآخرين، بحسب الدراسة التي أجرَتها جامعة "إيموري" في أتلانتا، إذ تبيّن فيها أن الناس لا يعلمون عن القدرة التي يتمتع بها صوتهم، وينسَون أن السامعين ينعتونهم بسماتٍ شخصية معيّنة استناداً إلى صوتهم.


فالصوت اللاهث يبيّن صاحبَه غيرَ ناضجٍ أو صبيانيّاً في أحيانٍ كثيرة، أما صاحب الصوت المتوتر فيعتبره الناس غاضباً، وقحاً أو محبَطاً. الصوت الحاد الصادر من الأنف أو الصوت "الأنفي" يضع صاحبَه في خانة المُمِلّ والمتذمّر، والصوت المبحوح قد يبيّن الشخص متسلّطاً وحذراً في علاقاته مع الآخرين وغيرَ عاطفي أو حاسمٍ في خياراته.


 


مورغان فريمان: أفضل صوت في العالم


لطالما تم التركيز على الممثل الأميركي مورغان فريمان، ليس فقط لناحية موهبته الكبيرة في التمثيل بل لناحية صوته "الأسطوري" والمثالي لتلاوة القصص، بحسب العديد من زملائه الممثلين، المخرجين، والجمهور عامّةً.


هذا ما يشرح تأديته أدواراً يكون فيها القاصّ أو الراوي لأحداث الفيلم، فهو كان الرّاوي في الفيلم الوثائقي القصيرCosmic Voyage عام 1996، وفي الفيلم الوثائقي The Long Way Home عام 1997، وفي الفيلم الوثائقي عن حياة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون The Hunting of the President عام 2004، وفي فيلم الخيال العلمي War of the Worlds والفيلم الوثائقي March of the Penguins عام 2005، وفي فيلم الكوميديا الرومنسية The Love Guru عام 2008، وفي الفيلمَين الوثائقيَّين Born to be Wild وBreaking the Taboo وفيلم الشعوذة Conan the Barbarian عام 2011.


كذلك كان لصوته المميز فضل في إسناد أدوار له تعتمد على القدرة التأثيرية، كدور "الله" في الفيلمَين الكوميديَّين Bruce Almighty عام 2003 وEvan Almighty عام 2007، والدور الثّوري لرئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا في الفيلم الدرامي Invictus عام 2009، ودور المتحدث باسم مجلس النواب الأميركي في الفيلم التشويقي Olympus Has Fallen عام 2013.


أما سرّ الصوت الجميل عند مورغان فريمان، فيبوح به بنفسه خلال مقابلة أجراها معه موقع On Demand Entertainment (ODE) عام 2011 خلال تسويقه لفيلمه الدرامي Dolphin Tale، إذ أوضح فريمان حينها أنه إذا أراد الشخص أن يحسّن من صوته، عليه أن يتثاءب أكثر: "لأن ذلك يريح عضلات الحلق والحبال الصوتية" على حدّ قوله.


 


[[video source=youtube id=aFxKt1sexVc]]


 


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم