الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الراعي غادر إلى الفاتيكان: لتعديل الدستور كي لا يكون هناك أي فراغ بعد 6 سنوات

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام "
A+ A-

غادر بيروت عند الثامنة والنصف صباحا، البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي متوجها إلى الفاتيكان في إطار زيارة تستمر أياما عدة، يلتقي خلالها قداسة البابا وكبار المسؤولين في الكرسي الرسولي لاطلاعهم على نتائج اجتماع بكركي الذي عقده أمس بطاركة الشرق وما انبثق منه من توصيات. وقد رافقه مدير البروتوكول والمسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض.


وكان في وداعه في المطار سفير لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، المعاون البطريركي العام المطران بولس صياح، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبده أبو كسم، الدكتور الياس صفير، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد ريشار حلو، قائد جهاز أمن المطار العميد جان طالوزيان وعدد من الشخصيات.


الراعي
في المطار، تحدث البطريرك الراعي فقال: "الزيارة هي للمشاركة في مؤتمر للبرلمانيين الدوليين يبدأ اعماله اليوم، ويستمر حتى يوم الاحد تحت عنوان "الاضطهاد للمسيحيين في الشرق الاوسط"، وتحديدا وبنوع خاص في العراق وسوريا، وطلب مني اعطاء كلمة في هذا الخصوص عما يحدث على الارض. هذا هو الموضوع الاساسي للزيارة".


اضاف: "وبالمناسبة، عندما نزور الفاتيكان من الواجب ان نلتقي قداسة البابا والمسؤولين هناك لوضعهم في الاجواء التي نعيشها في لبنان والشرق الاوسط، والكل يعرف ان الفاتيكان وقداسة البابا دورهم هو خدمة السلام العالمي والناس من دون اي تمييز، ولذلك هم معنيون بهذه القضايا وصوتهم نسمعه دائما وهو خال من اي مصالح سياسية او استراتيجيات سياسية او اقتصادية".


سئل: الى اي حد يمكن لدور الكرسي الرسولي الضغط على المجتمع الدولي لحماية المسيحيين في الشرق؟


اجاب: "الكل يعرف ان الفاتيكان هي دولة ولكنها لا تعنى بالشؤون الامنية والاقتصادية والسلاح والتجارة، انما دولة ذات قوة معنوية وديبلوماسية والدور الذي تلعبه هو مخاطبة الضمائر والعقول والقلوب، والناس بحاجة لان يسمعوا دائما صوتا يحرك ضميرهم وعقلهم وقلبهم وهذا دور الكنيسة، فالكنيسة متمثلة بالعلاقة الدولية مع الدولة بالشكل الدبلوماسي الرسمي من خلال الفاتيكان".


وتابع: "ربنا خلق في الانسان ما يمكن ان نسميه "تلفون" او بلغة اليوم "فايس بوك وانترنت"، وغير ذلك ربنا خلق في الانسان الضمير، وهو صوت الله في اعماق الانسان، والفاتيكان والكنيسة هو بمثابة دور الضمير اي انه يستمر بالقول للانسان، ايا يكن هذا الانسان، لان الضمير هو صوت الله عند كل البشر، فيهمس له ان لا يفعل كذا ويتجنب ذاك الشر واعمل هذا الخير. وعندما يكون الناس مأخوذين بمصالحهم الشخصية ويقطعون علاقتهم مع ربنا، هنا دور الكنيسة بأن تستمر بإسماع الناس صوت الله، صوت العدل والحق والسلام واحترام الانسان وكرامته، وهذا هو ما يقوم به قداسة البابا والفاتيكان رسميا تجاه كل الدول، ونحن بدورنا في الكنيسة نخاطب كل الضمائر وسنستمر بإسماع صوت الله الذي هو في ضمير الانسان".


سئل: ما تعليقكم على قول البطريرك ساكو الى احدى الصحف المحلية ان اميركا وراء "داعش"؟


اجاب: "نحن ايضا قرأنا من هذا القبيل في الصحف. وعلى كل حال نحن لسنا في موقع اتهام، نحن نطلب من الدول وعلى رأسهم اميركا لانها من الدول العظمى، ان تتجمع الدول وتتعاون من اجل وضع حد لكل الحركات التنظيمية الاصولية التكفيرية الارهابية، وهذا من واجب الاسرة الدولية، ونحن ليس من واقع الشكوى على احد، انما عندما يساورنا الشك ونحن نرى الدول تتفرج وصامتة امام واقع، في العراق مثلا، يأتي تنظيم اسمه داعش يطرد المسيحيين من بيوتهم عراة بدون اي شيء ويصدرون فتوى بأن الممتلكات اصبحت لهم ويدخلون الى الكنائس يكسرون الصلبان ويدنسوا الكنائس ويرفعون علمهم على قبب الكنائس ويدخلون على الاقليات كالايزيديين يقتلونهم، ويسيبوا نساءهم، ونرى تقطيع الرؤوس والايادي، والاسرة الدولية وعلى رأسها اميركا تتفرج، هذا الواقع يجعلنا نشك فعلا كيف يمكن وجود اسرة دولية ومنظمة امم متحدة ومجلس الامن وما معنى وجودهم ووجود محكمة الجنايات الدولية، اذا كان هناك مجموعات اصولية يتم تمويلها من قبل جهات (الله اعلم من هي) بالسلاح ويتم غض النظر عنهم، فهنا لنا الحق بالشك بكل الدول وبخاصة الدول العظمى واذا قيل هذا الكلام فيكون بهذا المعنى، فنحن لسنا في موضع الشكوى او الاتهامات، انما نحن في موضع القول للاسرة الدولية انك مجبرة على حماية الناس وحقوقهم، والا نكون بصدد العودة الى العصر ما قبل الحجري، عندما كانت تسود شريعة الغاب بينما نحن في القرن الحادي والعشرين قرن العلوم والتقدم".


سئل : كيف كان تجاوب سفراء الدول الكبرى بالامس مع شكوى بكركي وبطاركة الشرق عن الاوضاع الجارية في المنطقة؟


اجاب: "لقد عبر ممثل الامين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي بان كل السفراء تبنوا كل ما قاله البطاركة في خصوص ما يجري في العراق وسوريا وفلسطين، وتبنوا المواضيع والتزموا حملها الى دولهم، لانه لا يجب ترك الامور كما هي لانها وصمة عار كبيرة على جبين البشرية".


اضاف: "هذا صوتنا وهذه الغاية من اجتماعنا بالامس، ان ننادي الاسرة الدولية من جهة ونشكل قوة لكي تحد من هذه التنظيمات الارهابية داعش ومثيلاتها واخواتها، وطالبنا ايضا المجتمع الاسلامي والجهات الاسلامية المدنية والدينية بأن تحزم امرها ايضا وتصدر فتوى وتتكلم صراحة، لان التصرفات المشينة هي اولا ضد الاسلام ونحن نرفض كمسيحيين هذه الصورة عن المسلمين، ونتمنى على الجهات الاسلامية ان ترفضه وان تدين كل اعتداء على المسيحيين او على اي انسان في هذا المجتمع، ونطلب منهم حزم امرهم كقوة عسكرية ويساعدوا الدول في مواجهة الارهاب والقضاء عليه".


سئل: كيف تعلقون على وجود اطار لصورة رئيس الجمهورية الفارغة في قاعةالشرف الرئيسية في المطار؟


اجاب: "عندما ادخل الى هذه القاعة انظر نحو الارض، لانني لا اريد ان اجرح اكثر لاننا منذ اكثر من خمسة اشهر مجروحون بكرامتنا اللبنانية، لان المجلس النيابي ومن وراءه يخالف الدستور مخالفة صارخة وصريحة، وهنا اكرر القول ان الدستور يفرض قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بشهرين على المجلس النيابي ان ينتخب رئيس، وفي حال فرغت سدة الرئاسة لسبب ما كوفاة الرئيس اواستقالته، يقول الدستور انه على المجلس النيابي ان ينتخب فورا رئيسا والحكومة تصرف الاعمال".


اضاف: "انا لا استطيع ان انظر الى هذا الاطار الفارغ من صورة الرئيس، ولا استطيع تحمل ذلك، وهذا لسان حال كل الناس وما نسمعه منهم في بكركي وانا انادي باسم كل الشعب اللبناني انه وصمة عار على جبين اللبنانيين ان يكون بلد من دون رئيس، هذه مخالفة للدستور، وفصل السلطات يعني ان هناك رئيسا وهناك حكومة ومجلس نيابي وقضاء، هذه هي السلطات في البلد، واناآمل ان يدرك اللبنانيون جميعا وايضا من هم وراءهم انهم يقومون بمخالفة كبيرة جدا للدستور، وفي الوقت ذاته هي امانة كبيرة لجميع اللبنانيين، فهل هذا هو لبنان الذي نتغنى بحضارته وهو الان ليس لديه رئيس، وكأننا دخلنا في المحرمات عندما نتحدث عن موضوع رئيس الجمهورية".


سئل: في ظل التقارب الاقليمي والدولي الاخير وفي ظل حركة الرئيس بري - جنبلاط زاركم منذ يومين الوزير السابق جان عبيد، هل يمكن اعتبار هذه الزيارة انه لاخذ البركة منكم؟


اجاب: "نحن نكرر دائما انه على المجلس النيابي الاقتراع، في لبنان مع الاسف ليس هناك ترشيح لرئاسة الجمهورية، وانا اتمنى بعد انتخاب رئيس للجمهورية، ان يكون اول امر يعمل عليه، وان يكون الزاميا الترشح لرئاسة الجمهورية كما هو الحال في الترشح للمجلس النيابي، وان يكون الزاميا ايضا تعديل الدستور بحيث لا يكون هناك فراغ بعد ست سنوات من ولاية الرئيس العادية، وان يستمر الرئيس بالقيام بمهامه حتى انتخاب الخلف وذلك احتراما لسدة الرئاسة".


اضاف: "نحن ندعو دائما المجلس النيابي للقيام بواجباته لانه ليس هناك مجال للاتفاق على رئيس بسبب عدم وجود ترشيح، ولدى الاقتراع وبعد التشاور مرة واثنتين وثلاث وعندما يعجزون عن التوصل الى رئيس عن طريق الانتخاب عندها نتحدث عن التسويات، وندعوهم حينئذ للاتفاق. اما القول ان على المسيحيين والموارنة بشكل خاص ان يتفقوا في ما بينهم اولا على رئيس، فهذا ضد الدستور ولا يحق لاحد ان يصنف الاشخاص من يترشح ومن لا يترشح. اما القول بالاتفاق على رئيس قبل عملية الاقتراع، فهذه تعتبر هرطقة كبيرة".


وتابع: "يجب على الجميع الا ينتظروا كلمة السر ان كان من ايران او السعودية او فرنسا او اميركا وغيرها، لذلك ادعو الى الزامية الترشح لرئاسة الجمهورية، وعندها يختار المجلس النيابي من بين المرشحين الافضل"، داعيا "للتخلص من هذه المهزلة ومن انتظار كلمة السر من اين تأتي وعندما نربط الامر بمحادثات ايران والسعودية مثلا فهذا ليس له ارتباط بعضه بالبعض الاخر، انما هو نتيجة ولماذا يكون لبنان عنوة عن كل البلدان الاخرى؟


سئل: هل اخذ الوزير السابق جان عبيد بركة بكركي امس الاول، كرئيس للتسوية في لبنان؟


اجاب: "نحن اعطينا البركة لكل الناس، ونكرر ونقول ليس لدينا مرشح، واحتراما للمجلس النيابي وللكتل السياسية نحن كبكركي لا مرشح لدينا ولا نقصي احدا ولا نزكي احدا ولا نقوم بدعاية لاحد، نحن نؤيد ونبارك الرئيس الذي ينتخب دستوريا وعندها يكون هو رئيس للبلاد نقوم بتهنئته ونشكر الله عليه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم