الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حصر طلبات السلاح بالجيش أجدى \r\nديبلوماسيون يستغربون كثرة المداخلات

خليل فليحان
A+ A-

لا يختلف اثنان على ان معركة عرسال بين الجيش ومسلحي التنظيمات المتطرفة أظهرت مدى الحاجة القصوى لدى القوات المسلحة من برية وجوية وبحرية الى مقاتلات دفاعية تساند القوات البرية في أي معركة يخوضها، والى مروحيات مقاتلة ومدافع وقذائف صاروخية وأجهزة الكترونية للاتصالات، وتبلغ معظم سفراء الدول الكبرى بتلك الحاجات، لكن الغريب هو تعدد الاتصالات الرسمية بهم والطلب اليهم استعجال ارسال المعدات المطلوبة. وقد اجتمع قائد الجيش العماد جان قهوجي بمعظم السفراءء، ومن بينهم الاميركي ديفيد هيل والروسي الكسندر زاسبكين والبريطاني طوم فلتشر واستمعوا الى ما يحتاج اليه الجيش من أسلحة على اختلافها في ضوء ما اتفق عليه قهوجي مع الضباط المختصين لشرائها من أفضل الدول المصنعة. ولم تتوقف الاتصالات عند هذا الحد في المحادثات شملت نوعية المقاتلات وباقي الاسلحة التي سيشتريها لبنان من الولايات المتحدة الاميركية بقيمة نصف مليار دولار من أصل الهبة التي قرر تقديمها العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز. كما ان قهوجي ينتظر جواباً من روسيا عن مدى استعدادها لبيع لبنان قطع غيار للأعتدة الروسية التي يستخدمها الجيش، وأفاد زاسبكين أنه نقل الطلب الرسمي اللبناني ولا يزال ينتظر جواباً من موسكو، كذلك لم يتضح بعد ما اذا كانت المحادثات بين الجانبين العسكريين اللبناني والروسي ستبدأ في بيروت أو في موسكو.


والغاية من ايراد هذين المثالين هي ان يوقف المسؤولون غير المختصين بموضوع السلاح الاتصال بالسفراء في هذا الشأن. وقد استغرب اكثر من سفير استدعاء الرئيس نبيه بري لهم كي يكرر على مسامعهم ان خطر التنظيمات الارهابية يستوجب التعجيل في ارسال الاسلحة التي طلبتها وزارة الدفاع الوطني. وسبق لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان ألحّ على كل من هيل وزاسبكين لدعوة الشركات المنتجة للأسلحة الى كسر المعاملات الروتينية التي تتبع عادة في موضوع صفقات شراء الاسلحة، نظراً الى ان مواجهة جديدة قد تنشأ ربما من عرسال او من جبهة اخرى، اذ ان تعثر المفاوضات الجارية لاطلاق المخطوفين من جيش وقوى أمن داخلي قد تعيد الاقتتال خصوصاً ان عرسال لم يجر تنظيفها أمنياً بمعنى أن 400 مسلح من التنظيمات الارهابية هم في داخلها، صحيح انهم لا يحملون السلاح حالياً غير ان ذلك يمكن ان يتغير على الفور في ضوء ما يطرأ من معطيات.
وأفاد متابع لموضوع شراء الأسلحة "النهار" ان اي سفير لا يمكنه مطالبة شركة مصنعة للسلاح بالتعجيل في تسليم المعدات لأن ذلك يتطلب وقتاً للتحضير والتجهيز قبل التسليم. واعطى مثلاً على ذلك تجميع الطائرات في مرحلة أولى ثم جعلها تعمل في مرحلة ثانية.
ومتى تمنى سفير دولة كبرى على المسؤولين حصر موضوع شراء الاسلحة بالجيش وبالوفود العسكرية واصحاب الاختصاص والابتعاد عن الاعلام لأنه قد لا يساعد، فضلاً عن اظهاره الجيش عاجزاً في الوقت الحاضر عن خوض اي معركة.
وأشار مصدر حكومي لـ"النهار" الى أن مهمات كثيرة تنتظر الجيش، ولن تسانده اي دولة كبرى لاعتبارها انه قادر على خوضها وهي مستعدة ان تبيعه اسلحة. ولعل ما سيؤشر الى اقتراب الخطر هو بدء الطيران الحربي الاميركي بقصف مواقع "داعش" في سوريا وتسليم قوات المعارضة السورية من أميركا وفرنسا بما يجعلها قادرة على مواجهة مسلحي التنظيمات الارهابية ويضطرهم للهرب الى لبنان، اي الى جرود عرسال أو الى الشمال، وربما الى رمي السلاح واللجوء الى قرية أو بلدة أو مدينة لبنانية، لانقاذ حياتهم وهرباً من القتال، لا سيما في حال اشتد القصف الجوي والهجوم البري معاً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم