الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الرئيس أوّلاّ وأخيراً وبين بين

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

التمادي في النقاشات حول الاستحقاق النيابي، وما إذا كان التمديد هو المرجَّح أم الانتخاب، يعتبره المخضرمون وسيلة لتضييع الوقت وتضييع الشنكاش، والهاء الناس عن الموضوع الأساسي الذي يدعى الفراغ الرئاسي.


بلد الثماني عشرة طائفة، والمليوني لاجئ بين فلسطيني وسوري وعراقي، والمستباح الحدود، والمفتوح الأبواب لكل أنواع التنظيمات التكفيريَّة والارهابية على اختلاف اسمائها وأهدافها، هذا البلد في هذه الظروف الخطيرة لا يزال بلا رئيس جمهوريَّة منذ ثلاثة أشهر... مرشحة بدورها لأسابيع أو اشهر إضافيَّة.
وليس في اليد حيلة. فالجواب الجاهز يربط الاستحقاق الرئاسي، على أهمّيته وضرورته، بالأحداث وتطوراتها سواءً في العراق أم في سوريا، معطوفة على قرار اقليمي لا بدَّ منه... لكنه لم يُتَّخذ بعد.
كل ما يُقال في هذا الصدد عن "لبننة" الاستحقاق وعدم تدخُّل الخارج عبر حلفائه المحليّين على الأقل، هو من قبيل إبعاد "الشبهة" عن دولة معيَّنة، وحزب محدّد، ومرشَّح معروف، وتيمُناً بمقولة إذا زرتنا فامنح طرف عينيك غيرنا، كي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر.
على رغم هذا الواقع وهذا الحال، تجد المرجعيَّات والقيادات والمساجلات منصبّة على الاستحقاق النيابي الذي مآله التمديد، وبرغبة ضمنيَّة وموافقة ثابتة من معظم المتبارين في هذا الميدان... وحيث تُصرف الأَنظار والاهتمامات عما يشكِّل صمَّام أمان للبلد، والمتمثَّل بانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل غد، وتركيزالجهود والمساعي على هذا الأمر وحده دون سواه.
فـ"داعش" و"النصرة" على الأبواب. والبعض يذهب الى حدود التأكيد أن التنظيمين أصبحا وأمسيا داخل البيت اللبناني من زمان وزمان. وأحداث طرابلس والشمال عموماً مع أحداث البقاع الشرقي وآخرها وقيعة عرسال جاهزة للادلاء بافادة مفصَّلة، مدعومة بالصوت والصورة.
في كل حال، مخطوفو عرسال من العسكريّين ورجال الأمن لا يزالون مخطوفين.
فاستناداً الى هذا الواقع وهذه الوقائع يرى فريق كبير من اللبنانيين ومعهم أصدقاء لبنان من عرب ودوليين أن أجواء الاحتقان التي تحيط بالبلد الصغير تحتِّم التعجيل في انتخاب الرئيس، وتقديم هذا الاستحقاق الوطني الكبير على كل ما عداه... بما في ذلك الاستحقاق النيابي المتجه حتماً الى التمديد.
قد تكون هناك "مظلَّة" ما، دولية، اقليمية، عالميّة، حافظت على الحد الأدنى من الاستقرار الذي "ينعم" به لبنان طوال هذه الفترة التي تعيش متغيِّرات عاصفة ومصيرية، وخصوصاً على صعيد سوريا والعراق.
ولكن، مَنْ يعلم الى أين تتجه المنطقة العربيَّة، بكل دولها وأوضاعها وتفاصيلها، وعلى أي برّ سترسو هذه المواكب الهائجة؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم