الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

استراتيجية جديدة للمعارضة التركية؟

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

اثارت الهزيمة القاسية التي تكبدتها المعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، نزعة التمرد في اكبر احزابها مع مضاعفة الدعوات الى تغيير الاستراتيجية والقيادة.
وبفوزه في تسع انتخابات، يفرض حزب العدالة والتنميةالاسلامي المحافظ الذي يقوده اردوغان هيمنته بدون منازع على الساحة السياسية منذ العام 2002 بعد سلسلة من الانتصارات لم يسبق لها مثيل.
وكان لآخر فوز حققه في العاشر من آب الجاري في السباق الرئاسي الذي جرى لاول مرة عبر اقتراع مباشر، وقع شديد في حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديمقراطي الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة والعلمانية مصطفى كمال اتاتورك.
وما ان اعلنت النتائج حتى أخذت الانتقادات تستهدف قيادة الحزب الذي اضطر الى الرد بالدعوة الى عقد مؤتمر طارئ في الخامس والسادس من ايلول المقبل.
وفي هذا الاطار، طالبت النائبة امينة اولكر ترهان بتغيير اتجاه سياسة الحزب نحو اليسار واستقالة رئيسه كمال كيليجداروغلو، لافتة إلى ان "حزب الشعب الجمهوري حاول ان يكون حزبا كالاخرين فاخفق "والآن عليه ان يختار طريقا جديدا او يستمر في الكذب على نفسه"، في إشارة
الى المرشح المشترك الذي اختاره حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي في الانتخابات الرئاسية.
وفي السياق نفسه، لم يفلح المفكر الاسلامي المعتدل اكمل الدين احسان اوغلو في حشد كل اصوات العلمانيين واليساريين ولم يحصل سوى على 38% من الاصوات بعيدا وراء ال52% التي حصل عليا رئيس الحكومة.
وكان القيادي في الحزب محرم اينس أعلن ترشيحه الى الرئاسة واتهم زعيمه بالديكتاتورية، لافتة إلى ان "حزب الشعب الجمهوري لا يستجيب لمطالب الناخبين الديمقراطية".
من جهته، وردا على انتقاده، حمّل كيليجداروغلو في مرحلة اولى الممتنعين على التصويت مسؤولية الهزيمة ثم اتهم خصومه "بقلة الولاء"، قبل ان يوافق بموجب ضغوط على عقد مؤتمر لتصفية حسابات تبدو صاخبة، مؤكدا في هذا الصدد أن"الذين انتقدوني طلبوا مؤتمرا، سنعقده" و"على الجميع ان يحترم انضباط الحزب بعد ذلك".
ويفتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري مفتش الضرائب السابق الى الجاذبية، لكن صورته "كرجل نظيف اليد" اثارت آمالا كثيرة عندما خلف في 2010 دنيز بايكال الذي كان يتخبط في قضية آداب.
لكن في داخل الحزب يخشى كثيرون من ان لا يكفي تغيير القيادة للعودة الى الحكم لان شعبية اردوغان تبدو راسخة جدا.
وعبر نائب اضنة عن حزب الشعب الجمهوري تورغاي دولي عن يأسه مؤخرا بالقول "اذا بقيت الامور على حالها وبدون اي اصلاح حقيقي، فحتى لو جرت مئة انتخابات فان الحزب سيخسرها" مؤكدا انه "من كثرة الهزائم اصبح الحزب لا يعرف كيف يفوز".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم