الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

Into the Storm رعب الأعاصير

جوزفين حبشي
A+ A-

لا جديد تحت سماء الافلام التي عصفت بالزلازل والاعاصير، فالسجل السينمائي حافل بهذه النوعية التي قدمت موضوع الكوارث الطبيعية من الزاوية عينها، كما في Twister وPompéi و2012 وThe impossible وأخيراً وليس آخراً Into the Storm.
اثناء توزيع الشهادات في ثانوية بلدة سيلفرتون، تهب عاصفة عاتية تتحوّل اعصاراً من اعنف الاعاصير. السكان كلهم يصبحون فريسة ذلك الوحش الهاجم عليهم من السماء، مكشراً عن انيابه السوداء ومشلعاً احلامهم بالبقاء على قيد الحياة. مدير المدرسة غاري فولر (ريتشارد ارميتاج) يبحث عن ابنه الذي كان سيصور الحفلة المدرسية، لكنه خرج لمساعدة صديقته العالقة في احدى المغاور. اما فريق مطاردي الاعاصير ومصور الافلام الوثائقية الكارثية بيت مور(مات والش) وعالمة الارصاد الجوية اليسون ستون (ساره واين كاليز)، على عكس بقية السكان، لا يهابون العاصفة بل يسعون اليها... نجاح هذا الموضوع المكرر في السينما، يكمن عادة في معالجة ذات رؤية جديدة ربما أو اسلوب اخراجي متقن مع تمثيل جيد الى حد ما وحتماً مؤثرات خاصة مقنعة. من هنا يمكننا القول إن فيلم Into the Storm للمخرج ستيفن كوال (Final Destination5) نجح في امتلاك واحد من هذه الشروط الاساسية لنجاح اي فيلم كارثي. انها المؤثرات الخاصة التي مكّنت الفيلم من خلق اعصار واقعي مرعب، يجعلنا نتشبث بمقاعدنا حتى لا نطير مع الرياح العاتية. هذه المؤثرات الخاصة مبهرة وواقعية ونجحت في تقديم عرض مشهدي ترفيهي ضخم، وخصوصاً في النصف الساعة الاخير من الفيلم. عرض نجح في تجسيد واحد من اقوى الاعاصير واعنفها وهو معروف باسم EF5 الذي يعصف برياح تهب بسرعة 350 كلم بالساعة. واللافت ان التصوير تم خلال فترة الصيف في ديترويت ميشيغن، ورغم ذلك نجحت المؤثرات والالات الضخمة لصنع المطر والرياح في خلق عاصفة من اعنف العواصف، وحوّلت السماء الزرقاء سوداء مكفهرة كأنها وحش على وشك الانقضاض على فريسته. لكن الابهار، ويا للاسف، يتوقف هنا، وكل ما عدا ذلك ضعيف، مثل السيناريو المتوقع، والقصة التقليدية المليئة بعشرات الكليشيهات والمحطات التي لا يمكن تصديقها (مثل مطاردي الاعاصير الذين لا يخافونها ويقفون قبالتها، والطالب الثانوي الذي يظل تحت الماء نصف ساعة من دون ان يختنق) والشخصيات النمطية التي نتوقع ما ستقول ومن منها سيموت ومن سينجو، مع تمثيل ركيك وخصوصاً أن بعض الممثلين لا يؤدون ادواراً بل يسمّعون درساً. بدوره التصوير على الطريقة الوثائقية بكاميرات محمولة على الكتف وتلفونات هواة كما في كثير من الشرائط، له حسناته من جهة الواقعية، لكنه مزعج مع الوقت عندما لا تكف الكاميرا عن الاهتزاز، وتضيع الطاسة فلا نعود ندري من يصوّر من وماذا يصور.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم