الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

انتخاب بشير... اصرار على بقاء الجمهورية

فرج عبجي
A+ A-

في ظل الفراغ المتواصل في قصر بعبدا وشغور الرئاسة، وعشية الذكرى الثانية والثلاثين لانتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية، التاريخ يعيد نفسه، لكن في ظل مجلس نيابي مستسلم للتعطيل او ادمن عليه. في حين رفض نواب انذاك رغم اقتناع البعض منهم بعدم صوابية وصول بشير الجميل الى سدة الرئاسة او تخوف البعض مما قد يتبع هذا الانتخاب، رفضوا ادخال البلاد في الفراغ الرئاسي لاعتبارهم ان ذلك قد يطيح بما تبقى من لبنان. ويقول بعض النواب الذين حضروا الجلسة ان البلاد كانت امام خيارين، الاول الفراغ في ظل الاجتياح الاسرائيلي وما قد يترتب عليه، والثاني انعقاد الجلسة وانتخاب بشير رئيسا، واصرار النواب على منع دخول البلاد في فراغ، هو في نظر بعض النواب الحاليين، غير موجود أبدا، هذا التخوف حينذاك انعكس بحضور ثلثي عدد النواب الى ثكنة الفياضية وتأمين نصاب جلسة الانتخاب. فماذا يقول عدد من النواب الذين حضروا هذه الجلسة واخرون ممن لم يحضروها ؟
اصرار على عقد الجلسة
الوزير والنائب السابق ادمون رزق قال لـ"النهار" ان "معظم النواب الذين شاركوا في جلسة انتخاب بشير كان همهم الرئيس هو عدم الدخول في الفراغ وانتخاب رئيس للجمهورية تحت اي ظرف وعدم حصول اي استحقاق دستوري في غياب الشريك الاخر في الوطن حرصا على استمرار الجمهورية وبقاء المؤسسات".
وأوضح ان "الفضل الاكبر حينها لعدم دخول البلاد في الفراغ كان للرئيس كامل الاسعد الذي رفض تأجيل الجلسة واعطاها شرعية ميثاقية ودستورية في الوقت نفسه لمنع حصول اي مواجهة مذهبية، اي ان الاسعد اصر على عقد الجلسة رغم الضغوط كرئيس للمجلس وكأكبر ناخب مسلم".
ورفض رزق مقولة ان بعض النواب جاؤوا مكرهين إلى جلسة انتخاب بشير، موضحا انه " كانت هناك صحوة عند النواب بضرورة حصول الاستحقاق الرئاسي مدعوما برأي عام يؤيد هذه الفكرة، واعطيك مثالا على عدم حصول اي اكراه ، فالنائب البير مخيبر كان يرفض وصول بشير الجميل الى الرئاسة وكان يقيم في المنطقة الشرقية حينها ولم يتعرض له احد بل على العكس بعد انتخابه رئيسا زاره الرئيس بشير وشكره على موقفه الوطني". وأضاف انه "عشية جلسة الانتخاب التقى الرئيس الشهيد بالنائب البر منصور في منزل الاسعد في الحازمية وابلغ الاخير الجميل مباشرة عدم موافقته على حضور الجلسة ورغم ذلك خرج من المنطقة الشرقية من دون ان يتعرض له احد".


"في عهدك، البلاد ستحترق"


في المقابل، ورغم اصراره على فكرة ان البلاد في عهد بشير كانت ستحترق، قال الوزير والنائب السابق البر منصور لـ"النهار" ان "جلسة انتخاب بشير كانت دستورية ولم يشوبها شيء سوى ما تردد عن بعض الضغوط التي مورست على بعض النواب للانتخاب اضافة الى ضغط الاحتلال الاسرائيلي"، واضاف ان "بعض النواب ارتشوا ليشاركوا في الجلسة والبعض الاخر كان يريد المشاركة ولعب دور المخطوف ليبرر ذلك". وكشف منصور عن اللقاء الذي جمعه ببشير عشية جلسة الانتخاب وابلغه في خلاله انه لن يشارك في الجلسة، وقال انه "عشية الانتخاب زرت مع النائب سليم المعلوف الاسعد لنطلب منه تأجيل الجلسة لاجراء المزيد من الحوار في هذا الشان واذ نفاجأ بدخول بشير الذي طلب لقائي على انفراد "، وأضاف "جرى نقاش سياسي حاد بيني وبين بشير وانتهى دون تحقيق اي نتيجة ايجابية لاصراري على موقفي ان انتخابه في هذه المرحلة غير مناسب الا انه تقبل رأيي من دون ان يصدر منه اي تصرف سلبي او غير لائق وبعد انتهاء اللقاء غادر بعد الطلب من الاسعد تأجيل الجلسة لرفضنا المشاركة فيها".
"جئت بكامل اقتناعاتي"
عدد اخر من النواب شدد على فكرة ان المشاركة في جلسة انتخاب بشير كانت باقتناع وطني وحرص على عدم دخول البلاد في الفوضى، فالوزير والنائب الأسبق طلال المرعبي قال لـ"النهار": "كنت في فرنسا ولا احد اجبرني على المجيء لاشارك في الجلسة، علما انني لم اكن لاتغيب عن جلسة لانتخاب الرئيس واشارك في ادخال البلاد في الفراغ بعد انتهاء ولاية الرئيس الياس سركيس"، واضاف " لم يمارس علي اي ضغط لكن سمعت من النائب الراحل فؤاد لحود الذي كان مقيما في المنطقة الغربية وكان يريد المشاركة في الجلسة وابلغه الجيش السوري عشية انعقادها بانه اذا دخل الى المنطقة لن يخرج منها، فبقي في المنطقة الى حين موعد الجلسة"، وأوضح انه التقى بشير قبل ايام من جلسة الانتخاب في منزل سليمان بك العلي حيث تركز البحث على عقد الجلسة وانتخاب الرئيس تحت اي ظرف منعا للفراغ.
منعا لاي فراغ
وفي الاطار عينه، قال الوزير والنائب الاسبق انور الصباح لـ"النهار" ان "النواب حينها كانوا مصرين على انتخاب رئيس للجمهورية منعا لاي فراغ قد يدمر ما تبقى من المؤسسات وانهم تعرضوا لضغوط كبيرة لتأجيل الجلسة الا ان الاسعد اصر على عقدها"، ويكشف انه "عندما انسحب المرشحون المسيحيون من معركة الانتخابات الرئاسية ولم يبق الا بشير بعثت سوريا رسالة الى الاسعد عبر فؤاد لحود الذي قال انهم يفضلون عدم عقد جلسة لان انتخاب بشير لن يكون سليما". وأضاف ان "الاسعد عقب تسلمه الرسالة من خلالي توجه فورا الى الشام للقاء الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي قال له بعد محادثات شاقة انه يمشي بكميل شمعون رئيسا وليس الجميل، ولكن الاسعد عاد واصر على اجراء الانتخابات"، وكشف الصباح ان "الذي سهل اكثر انتخاب بشير هو تعهده للاسعد بوقف العلاقة مع اسرائيل، وهذا ما حصل عندما ذهب بشير بعد انتخابه الى اسرائيل وابلغها بوقف العلاقات، ما ادى الى استشهاده".


في انتظار الفرج في الملف الرئاسي يتحسر البعض على نواب الماضي الذين تميزوا على الاقل بحماية الجمهورية والاصرار على عدم شغور الرئاسة لو ليوم واحد ايا تكن الظروف.


[email protected]


Twitter: @farajobaji

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم