الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سيناريو الافادات شبح السنة الدراسية الجديدة

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
A+ A-

"ما بدنا نتبهدل"، بهذه الكلمات علّق طلاب شهادة الثانوية العامة في السنة الدراسية الجديدة، فلا شك في أن ما شهدناه أخيراً من مدّ وجزر بين هيئة التنسيق النقابية ووزير التربية، وعدم الأخذ بمصلحة الطلاب وخصوصاً طلاب شهادتي المتوسط والثانوية العامة وتحديداً بعد "اصرار" في موقفها بعدم وضع أسس التصحيح والتصحيح، مما دفع وزير التربية الياس بو صعب على اتخاذ قرار باصدار الافادات للطلاب، وولّد حالاً من البلبلة والقلق بين التلامذة.


أزمة حقيقية


يترقب الطلاب بحذر ما سيؤول اليه الوضع خصوصاً مع اهتزاز الوضع التربوي بعدم ايجاد مخرج أو حلّ للأزمة. تراجعت هيئة التنسيق "متأخرة" بعد قرار بو صعب، ومع اقتراب بدء السنة الدراسية، يستعيد الطلاب ذكريات سيئة لما مرّ به زملائهم. الأزمة الحقيقية كانت لطلاب الشهادة الثانوية، اذ كانوا في حال من الانتظار والمراوحة حتى اصدر وزير التربية افادات "النجاح".
يقرع جرس المدرسة منتصف أيلول ايذاناً بالعودة، الطلاب على مقاعدهم مصممين على تحصيل العلم، رغم امكانية ان يعاد سيناريو "سلسلة الرتب والرواتب" السنة المقبلة.


لارا تلميذة في إحدى المدارس الكاثوليكية في منطقة زوق مصبح، أصرّت على الاستمتاع بعطلتها الصيفية لأنها تعلم مسبقاً أن ما ينتظرها صعب، ان من ناحية كثرة الدرس أو من الناحية النفسية التي ستسوء مع اقتراب موعد الامتحانات الرسمية، ولمجرد التفكير من اليوم ان تعمد هيئة التنسيق على تكرار فعلتها وعدم وضع أسس التصحيح والتصحيح.


معارضة شديدة


علامات القلق بادية على لارا رغم ضحكتها الدائمة، وبصوتها الواثق تؤكد: "ما بدي ادرس عالفاضي وبالآخر ينجح اللي دارس واللي مش دارس". هكذا علّقت الطالبة المجتهدة التي لن تتوانى عن المثابرة على دراستها، رغم كل الظروف التي قد تطرأ.
وترى أن قرار اعطاء الافادات جاء في التوقيت الصحيح، رغم معارضتها الشديدة لهذا المبدأ، "التصحيح اكثر من مهم لطلاب الشهادة الثانوية العامة، فنحن على اعتاب مرحلة اكاديمية جديدة ستحدد مستقبلنا المهني".
أما السياسيون وهيئة التنسيق ووزير التربية، فتوجهت اليهم بالقول: "حلوها بقا، خذوا قرار وما بقا تعذبو التلاميذ واهلهم في عالم بدها تكمل علمها... من غير شي البلد ع كف عفريت". وتشير لارا الى انها كانت تفضل اعتماد علامات المدرسة بدل اعطاء افادات النجاح للجميع.
وهذا أيضاً ما أكدته صديقتها ايليسا التي وصفت ما مرّ به طلاب الشهادات الرسمية بـ"المسخرة ولعبة ما الها عازة". وشددت ايليسا بكل حزم على ضرورة ان لا تتكرر المشكلة العام التالي، وتقول انه كان على السياسيين ووزير التربية وهيئة التنسيق النقابية ايجاد الحلول قبل أن يصلوا الى حائط مسدود واتخاذ قرار اعطاء الافادات.


حل جذري 


وفي حال تكرار المشاكل والتظاهرات والاعتصامات والامتناع عن التصحيح، تؤكد اليسا انها ستدرس وكأن شيئاً لم يكن، ففي نهاية المطاف: "أنا المستفيدة". وتوجهت الى هيئة التنسيق قائلة بغضب ممزوج بالقليل من الاستهزاء: "أوقفوا ما تفعلونه، فالاضرابات لن توصلكم الى أي مكان فأنتم وحتى اليوم لم تحققوا أي شيء!".
"ما عندي مشكل اذا رجعو عطوني افادة"، تقول غاييل ممازحة، لكن الطالبة تشدد على ضرورة معالجة موضوع سلسلة الرتب والرواتب، وايجاد حل جذري لها.
من جهته، يشعر شربل بالخوف من أن تستمر الأزمة وأن تضيع جهودهم خلال السنة الدراسية سدى، مبدياً رضوخه للأمر الواقع "شو بدنا نعمل..."، في حال تكرر السيناريو. أما ماريز فتتمنى أن لا يتكرر الأمر، آملة في حل مشكلة سلسلة الرتب والرواتب قبل انتهاء السنة الدراسية المقبلة.
رغم تطمينات هيئة التنسيق ببدء العام الدراسي في موعده، لكن يبقى الوضع متوتراً حتى اعلان حل مشكلة سلسلة الرتب والرواتب، فـ"مبروك" للطلاب، و"والله يعين" طلاب السنة الدراسية المقبلة!


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم