الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أوباما أمام تحدي "الدولة الاسلامية"

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يحرص الرئيس الأميركي باراك اوباما دائما على اختيار كلماته بعناية وبوصفه "الدولة الاسلامية" بانه تنظيم "لا مكان له في القرن الحادي والعشرين" فإن الرئيس الاميركي يضع مسالة مكافحة الجهاديين المتطرفين في طليعة اولوياته غير انه يثير ايضا تساؤلات حول استراتيجيته العسكرية في العراق.


واكد اوباما متحدثاً من جزيرة مارثاز فاينيارد (شمال شرق) حيث يقضي عطلة صيفية ان قطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي بايدي عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" في جريمة "صدمت ضمير العالم اجمع" يعزز تصميم الولايات المتحدة على مكافحة "هذا النوع من الايديولوجيات المدمرة".
ويؤكد الرئيس الاميركي منذ ايام ان مكافحة "الدولة الاسلامية" الذي سيطر منذ حزيران على مناطق شاسعة من الاراضي العراقية انما هي معركة بعيدة الامد وان الضربات الجوية غير محصورة في اي جدول زمني محدد.
كما تشدد واشنطن مرارا على النتائج المشجعة التي تم تحقيقها بالتعاون الوثيق مع القوات الكردية بعد ما يزيد عن عشرة ايام من الضربات الجوية وتشير الى اولى الخسائر التي تكبدها التنظيم مثل استعادة سد الموصل منه.


قوة وضعف


وقال المتحدث باسم البنتاغون نائب الاميرال جون كيربي ان "الدولة الاسلامية لديه نقاط قوة ونقاط ضعف"، مضيفا "انهم اقوياء، لديهم موارد. انهم منظمون بشكل جيد بالنسبة لشبكة ارهابية. لكنهم في المقابل ليسوا عمالقة، وهو ما رأيناه. لقد اصيبوا بهذه الضربات وتضررت قدراتهم. وبالتالي لا يمكن القول انهم لا يقهرون".
وحذر ستيفن بيدل المتخصص في مسائل الدفاع في مجلس العلاقات الخارجية بأن نجاح الضربات الاولى بعد عامين ونصف العام على انسحاب القوات الاميركية من العراق يجب الا يحجب الصعوبات التي ستظهر في ما بعد.
وقال: "في هذا النوع من الحروب، الضربات الاولى لديها دائما مفعول فوري لانها تسمح بتدمير اهداف غير محمية او قليلة الحماية" موضحا انه بعد ان يتكيف المقاتلون مع الضربات ويوزعوا تجهيزاتهم العسكرية ويختلطوا بالسكان المدنيين، فان الوضع يتبدل بشكل كبير.
وتابع متحدثا: "هذا لا يعني ان الضربات تصبح عديمة الفائدة لكن فاعليتها تتراجع" مشددا على ضرورة وضع استراتيجية عسكرية وسياسية متوسطة المدى.
وان كان البنتاغون يردد باستمرار ان الاهداف محددة بشكل واضح الا ان حصرها في المساعدة الانسانية وحماية المنشآت الاميركية والمواطنين الاميركيين يترك هامشا واسعا للتفسيرات.
وهكذا برر العسكريون الاميركيون الضربات التي نفذت على مدى ايام في محيط سد الموصل بخطر انهيار السد ما كان سيهدد السكان المدنيين المقيمين في اسفله وصولا الى بغداد.
وبعد نحو اسبوعين على الضربة الجوية الاولى في شمال العراق، تبقى تساؤلات كثيرة حول مدى التحرك العسكري الاميركي وحجمه في الاسابيع والاشهر المقبلة.
ولخص ماكس بوت من مجلس العلاقات الخارجية المسالة في مجلة "كومنتاري"، وكتب: "السؤال الكبير المطروح هو الى اي مدى سيذهب الرئيس اوباما".


الحاجة الى استراتيجية


وتابع عالم التاريخ المتخصص في المسائل العسكرية انه "بمعزل عن حماية الايزيديين واستعادة سد الموصل، اننا في حاجة الى استراتيجية للقضاء على الدولة الاسلامية"، وهو يدعو في هذا الصدد الى ارسال عشرة الاف جندي ومستشار عسكري وتشديد الضربات الجوية بشكل كبير.
غير ان انتشارا بهذا الحجم غير مطروح على جدول الاعمال حاليا في واشنطن ولو ان المسؤولين الاميركيين يرددون باستمرار ان ارسال قوات قتالية على الارض غير مستبعد.
وقال مسؤول اميركي ان البنتاغون يدرس ارسال نحو 300 جندي اضافي ما سيرفع عدد الجنود والمستشارين العسكريين الموجودين في العراق الى 1150 وذلك من اجل حماية المنشآت الديبلوماسية الاميركية بصورة خاصة.
وعلى الصعيد السياسي في الولايات المتحدة، فان بث شريط الفيديو الذي تظهر فيه عملية اعدام الصحافي الاميركي عزز لدى العديد من الجمهوريين القناعة بانه ان كان رد اوباما مبررا الا انه يبقى محدودا جدا.


تجاهل التهديد



ورأى السناتور الجمهوري جون ماكين ان الوقت حان في مواجهة "المنظمة الارهابية الاكثر وحشية في التاريخ" ان تضرب الولايات المتحدة بشكل اقوى بكثير وقال متحدثا لصحيفة اريزونا ريبابليك ان "الرئيس تجاهل التهديد لفترة طويلة واليوم ندفع الثمن".
واضاف المرشح السابق للبيت الابيض: "كلما انتظر اوباما اكثر، تكيف تنظيم الدولة الاسلامية وبات الامر اكثر صعوبة"، وهو يعتبر انه بات من الضروري اليوم مهاجمة "الدولة الاسلامية" في سوريا ايضا مشيرا الى "انهم محوا الحدود بين العراق وسوريا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم