السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الراعي لانتخاب بنصاب الأكثرية السلسلة تترنّح عند "العرض الأخير"

A+ A-

أرخت ازمة الفراغ الرئاسي بثقلها على العيد التاسع والستين للجيش اللبناني أمس وخصوصا في ظل الغاء الاحتفال المركزي بتخريج دورة الضباط الجدد. واستعاضت قيادة الجيش عن هذا الاحتفال بآخر رمزي اقيم في الكلية الحربية في الفياضية لتلامذة دورة " الرائد الشهيد روجيه حرفوش"، كما أقيم احتفال عسكري رمزي في باحة وزارة الدفاع الوطني . وشدد قائد الجيش العماد جان قهوجي في "امر اليوم " الذي وجهه في المناسبة على دور الجيش في تجسيد العيش المشترك "كحقيقة واقتناع"، وقال ان "الجيش يسعى الى ان يكون قدوة للبنانيين في الحفاظ على هذه التجربة الفريدة التي تبحث دول العالم اليوم عن صيغ مماثلة لها لان بها وحدها خلاص لبنان".


"المستقبل"
في غضون ذلك، برز التحرك الذي استكملته أمس كتلة "المستقبل" تضامنا مع مسيحيي الموصل بوفد رأسه الرئيس فؤاد السنيورة التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده. وكانت للبطريرك الراعي مواقف لافتة من الاستحقاق الرئاسي. اذ شدد، كما علمت "النهار"، على الا يكون هناك عمل لمجلس النواب قبل انتخاب رئيس للجمهورية. وبعدما أكد ان لا مرشح له لهذا المنصب، دعا الى اختيار مرشح من خارج فريقيّ 8 و14 آذار بعدما تعقّدت الامور بين العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. ورأى ان احداً من الصف الاول الماروني ليس قادراً على لمّ الشمل وعليه يجب البحث عن مرشح يحمل هذه الصفة. وأكد انه لم يطالب يوما بتمديد ولاية الرئيس ميشال سليمان وإنما طالب بتعديل المادة 62 من الدستور بما يسمح ببقاء الرئيس المنتهية ولايته في منصبه منعا للشغور تمهيدا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأعلن البطريرك انه مع اجراء الانتخابات الرئاسية بنصاب النصف زائد واحد بعدما استنفد نصاب الثلثين أغراضه.
واوضح الرئيس السنيورة الغاية من تحرك الكتلة، فقال ان لبنان قبل سوريا والعراق عانى ويلات الارهاب على غرار ما حصل مع "فتح الاسلام" عام 2007 ووقوف تيار "المستقبل" مع الجيش في معارك مخيم نهر البارد ضد هذا التنظيم مما شكل البيئة السنية الحاضنة لقضاء الجيش على تلك الظاهرة. وأبرز خطورة الفراغ الرئاسي " القاتل ". وكانت للبطريرك خلوة مع الرئيس السنيورة.
وفي اللقاء مع المطران عوده عبر الاخير عن رفض تعطيل اجراء الانتخابات الرئاسية بما يمس بحقوق المسيحيين المتمثل بمركز رئاسة الجمهورية الذي هو الموقع الوحيد الذي يعبّر عن خصوصية الكيان اللبناني خصوصا في ظل التطورات المقلقة التي تواجهها المنطقة. وعقد المطران عوده أيضا خلوة مع الرئيس السنيورة للتشاور في التطورات.


اتصالات السلسلة


وفي ما يتعلق بملف سلسلة الرتب والرواتب، لم يشأ وزير الصحة وائل بو فاعور أمس التكهّن بما ستؤول اليه النقاشات الجارية في شأنه بين وزير المال علي حسن خليل والرئيس السنيورة، بمشاركة النائب جورج عدوان، إلا أنه قال إن "هذا النقاش يتقدّم بشكل ايجابي، لكنه ما زال قائماً حول الخيارات العامة، وهي: الخفض والدرجات، والتقسيط، وزيادة ضريبة الواحد في المئة على الـTVA".
وقال لـ"النهار": "إن كل فريق يحتاج الى اجراء بعض التشاور ونأمل في أن ينطلق النقاش مجدداً مطلع الاسبوع المقبل، ونتمنى التوصل الى نتيجة".
وعن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لم يكن متحمّساً لهذه السلسلة، قال: "نحن مع سلسلة متوازنة بمعنى أن تكون قادرة على تغطية كل الانفاق الذي سيستجدّ، ونأمل في عدم القفز في المجهول الاقتصادي والمالي. وبالتالي سيكون هناك تدقيق في ارقام الواردات، وتوحيد لأرقامها، كي يأتي الانفاق موازياً للواردات، وألا تكون هناك اجراءات تطاول الطبقات الشعبية وان تكون هناك اجراءات اصلاحية فعلية في الادارة".
ورأى أبو فاعور أن "الكل بات يشعر بالاحراج الذي يقع فيه الجميع نتيجة تعطيل تصحيح الامتحانات، ولذلك كان هذا النقاش المحموم الذي يجري بوتيرة يومية"، مشيراً الى انه "اتفق على الاجتماع التالي مطلع الاسبوع المقبل".
وعلم أن الزيارة التي قام بها وزير المال للرابية كانت لاطلاع العماد ميشال عون في حضور وزير التربية الياس بو صعب، على نتيجة التفاوض الجاري مع 14 آذار في شأن اقرار السلسلة، وقالت مصادر المجتمعين إن لا شيء حتى الآن يوحي بحلحلة قريبة لإقرارها. وقال بوصعب: "إن اللقاء الذي استمر ساعتين كان ايجابياً جداً، وتناول ما آلت اليه المناقشات مع فريق 14 آذار، وتبيّن مما عرضه وزير المال أن الخلاف ما زال قائماً على الاسس الجوهرية في السلسلة، وهو مخالف لما يعكسونه في الاعلام، لا بل أن لا شيء يوحي أن هناك سلسلة قبل شهر، لأن المقترحات المقدّمة هي بمثابة نسف للسلسلة، مشيراً الى أن هذا الموضوع سيتابع من أجل التوصّل الى حلول".
وعلمت "النهار" ان الاتصالات التي جرت ليل الخميس بما فيها الاجتماع الموسع بين "المستقبل" وحركة "أمل" والحزب التقدمي الاشتراكي و"القوات اللبنانية" أنجزت ما وصف بأنه العرض الاخير لموضوع السلسلة وقد تكفّل الوزير علي حسن خليل إيصال هذا العرض الى أفرقاء 8 آذار خلال 24 ساعة انتهت ليل امس. ويتألف العرض من ثلاثة بنود: اضافة واحد في المئة الى ضريبة الـ TVA، خفض عطاءات السلسلة 10 في المئة ومنح ما بين ثلاث واربع درجات. وفهم ان "المستقبل" اعترض على مواقف الوزير بوصعب مما حال دون دعوته الى الاجتماع على خلفية "عدم وضوح موقف الاخير وهل هو وزير أم عضو في هيئة التنسيق النقابية" على حد قول احد مصادر المجتمعين. وتقرر اذا كان الرد سلبيا على هذا العرض، أن يكون ذلك بمثابة نهاية للمساعي الخاصة بايجاد مخرج لموضوع السلسلة.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم