الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من أوّل وجديد...

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي والفراغ والارتباك والبلبلة، المسألة صارت مسكَّرة من برّا. وبقُفل حديد. وليست فارقة لا مع المحيط العربي، ولا هي واردة في جدول أعمال عالم ما وراء المحيطات.


فما حكَّ جلدك مثل ظفرك، فتولَّ أنت جميع أمرك.
بوضوح تام يؤكّد الرئيس نبيه بري أن "الخارج" ليس مهتماً لقصتنا الرئاسيّة، ولا لأزماتنا التي ستنضمّ إليها قريباً جداً أزمة الاستحقاق النيابي. خصوصاً أن التمديد للمجلس الحالي ليس وارداً، على ما يُعلن رئيس المجلس نفسه، نافياً كل ما يُذاع ويُشاع في هذا الصدد.
إذاً، ما العمل وإلى أين المفرّ؟
الدول العربيّة غارقة في حروبها وهمومها حتى أذنيها. ومَنْ ليست عنده خضّات العراق وسوريا وليبيا، فمأساة غزّة تنضمُّ بدورها إلى القافلة كعنوان جديد لواقع مجهول الأبعاد والمصير. وفي الوقت نفسه تتولّى دولة "داعش" توزيع أنباء الطمأنينة والأمان يُمنة ويُسرة...
في ضوء هذه الصدمات التي حلّت في ضيافتنا، يحاول الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط أن يتّجها لبنانياً بجهودهما وسعيهما لتذليل العقبات المختصرة بـ"عقبة الجنرال"، ومن البداية، أو من أوّل وجديد. وعلى أساس اختيار القادر على جمع الجميع حوله وحول لبنان، وعربياً كذلك. لا يحتاج إلى تمارين على الحكم، متمرِّساً في العمل السياسي، وملماً بالمزاج العربي والمزاج الدولي.
"رجعنا نشتغل لبنانياً". وهذا يعني أنّ رئيس الجمهورية الجديد سيُصنع في لبنان هذه المرّة، أو مرّة أخرى تعود بنا إلى آب 1970 يوم "اشتغلنا لبنانياً" ونجحت الجهود والمحاولة في انتخاب رئيس للبنان من دون أي تدخّل من الخارج هو الرئيس سليمان فرنجيه.
صحيح أن الظروف تغيّرت كثيراً، وتغيّرت معها المنطقة وتغيّر لبنان والناس والسياسيّون والنوّاب والقيادات والمرجعيّات... وحتى المناخ والطقس، ولم يعد يربطنا أيّ "عامل" بما حصل قبل اربع وأربعين سنة، هذا كلّه صحيح إلا أننا قد نكون على موعد مع الحظّ، ومع رَمْية من غير رامٍ.
لا تزال الأولوية عند الرئيس نبيه برّي والرئيس تمّام سلام والنائب وليد جنبلاط للانتخابات الرئاسيّة، وقبل أن يدهمنا ويحشرنا الاستحقاق النيابي الذي يرفض رئيس المجلس أن يفاتحه أحد بموضوع التمديد للمجلس: "فللمرّة الأولى والثانية والعاشرة الأولوية هي للرئاسة".
ولو استناداً إلى بريق عميق لا يختلف عن ضوء النوّاصة، فضلاً عن اعتماد أسلوب تدوير الزوايا واستنفار الهمم لدى المرجعيّات، وأصحاب الكلمة النافذة، وذوي الألباب، فلعلّ وعسى.
الكلام الأخير في هذا الصدد يشدّد على إجراء الانتخابات النيابية في ظلّ انتخاب الرئيس.
وليس مستبعداً أن تكون هناك ضغوط داخلية لإنجاز هذا الاستحقاق، كما يقول الراوي.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم