الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الملك قرع جرس الإنذار ...

المصدر: "النهار"
A+ A-

بليغة كلمة الملك السعودي عبدالله عبدالعزيز بما هي صرخة في هذه اللحظة التاريخية التي يمرّ بها العالم العربي الشاهد على تنامي الحركات المتشددة الأصولية التي تهدد أجيالاً عربية كاملة بالاختراق، مستفيدة من مقولات المظلومية ومن فشل الدولة الوطنية العربية في ايجاد حلول لملفات شائكة مزمنة، فجرتها عوامل طائفية وسياسية شتى.


بشكل مباشر وحازم، دعا الملك السعودي قادة الامة وعلماءها الى لعب الادوار المطلوبة قبل فوات الآوان. وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل لـ"النهار" ان الخطاب في شق مواجهة التطرف توجه الى الدول العربية، محذراً من التقاعس عن القيام بما يجب قبل فوات الاوان، وهذا الامر ناتج عن تشخيص لأصل المشكلة واعتراف بأن سببها هو فشل الدول في السياسات لايجاد الحلول لمشاكل ساهم تفاقمها بخلق الذرائع والتبريرات لاستقطاب مناهج شاذة.
ويعتبر الدخيل ان مدّ التنظيمات المتطرفة التي ناهز عددها الثلاثين في دول المنطقة بشكل عابر للحدود، حتّم قرع جرس الانذار ودعوة الدول الى التحرك، وإن كان يجد في كلمة الملك تشخيصاً للمشكلة، من دون الدخول في تشخيص الحلول الكاملة في ظل الملفات الخلافية والنزاعات الشديدة في المنطقة. لكن دعوة الملك العلماء الى القيام بالادوار التي تلجم الفكر المتطرف قد تحمل ابعاداً عملانية ترقى الى المبادرة، وهنا يرى الدخيل انه لا بد في هذا السياق من ان تلعب هيئة كبار العلماء في السعودية ودار الافتاء الازهرية في مصر ومرجعيات شيعية في المنطقة دورها في لجم التعصب الديني وفي نبذ الافكار المتطرفة بشكل عملي.
ويجد  المحلل السعودي ان ايجاد الحل للصراع السني-الشيعي في المنطقة هو المدخل لفكفكة العقد الشائكة، كون التعصب الطائفي يرفد التيارات المتطرفة بالمناصرين، وصولاً الى المراجعة التاريخية الشاملة المطلوبة لشكل ربط الدولة بالدين من دون المس بالاسس الايمانية، وفق الدخيل.
ولا شك ان موقع المملكة كقلب للعالم الاسلامي حتم عليها الوقوف بشجاعة في اللحظة الذي يتعرض فيه الدين الاسلامي لهجمة شرسة على ايدي المتطرفين الذين شوهوا المعالم السمحة لهذا الدين، وراحوا يرتكبون الجرائم ويصوّرونها على اشرطة فيديو ويبثونها للعالم أجمع، الامر الذي ارتدّ سلبا على النظرة للاسلام والمسلمين، وأوجب القيام بخطوات تصحيحية للمفاهيم التي تبث، و"المملكة معنية بشكل مباشر بمنع هذا التشويه اللاحق بالاسلام على ايدي المتطرفين، وبحماية الاستقرار الاقليمي المرتبط بسلامة الدولة الوطنية وحدودها"، وفق الدخيل.


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم