الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ماذا لو وصل فيروس Ebola إلينا؟

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
A+ A-

تتخبّط دول غرب أفريقيا في صراعها ضد مرض فيروس الـ"إيبولا" (Ebola Virus Disease) الذي انتشر بكثافة مؤخّراً، وخصوصاً في دول سييراليون وليبيريا ونيجيريا وغينيا، حاصداً حتى كتابة هذه السطور 729 حالة وفاة فيها وأكثر من 1300 حالة إصابة منذ بداية السنة، ما دفع منظمة الصحة العالمية اليوم لإطلاق خطة استجابة بقيمة 100 مليون دولار.


أما لبنان الصامد أمام خطر الـ"إيبولا"، فلا تزال تحديات مواجهته له قائمة خصوصاً أن عدداً كبيراً من اللبنانيين يتواجد في الدول الأفريقية، ما يهدد حياتهم ويزيد خطر "استحضار" المرض إلى لبنان عبرهم أو عبر الأفريقيين الواصلين إلى الأراضي اللبنانية.


 


ما هو مرض فيروس Ebola؟


عرّفَته منظمة الصحة العالمية بأنه مرضٌ قاتل بنسبة 90%، بما أن مدته تبلغ أسبوعَين، يموت من بعدها المريض إذا لم يتمكّن جسمه من التصدي للفيروس. ينتقل إلى الإنسان عند لمسه جثّة حيوان كان قد وقع ضحية الفيروس (أو أعضائه، أو دمه، أو إفرازاته)، وينتقل من إنسانٍ إلى آخر عبر اللمس (الأعضاء، دماء الإنسان المصاب بالفيروس، إفرازاته...).


يظهر على المصاب به أعراض الحمى الشديدة، وآلامٌ في العضلات وفي الرأس، كما يُصاب بحالات تقيّؤ وإسهال، ويتوقف عمل الكلى والكبد، وفي بعض الأحيان تُسَجّل حالات من النزيف الداخلي والخارجي.


 


انتشاره


ينتشر فيروس Ebola بسرعة مخيفة في أفريقيا الغربية، بعد أن ظهرت خطورته منذ مطلع السنة في غينيا ثم في ليبيريا وسييراليون. ويعاني هذان البلدان من حالة طارئة أخيراً دفعت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى التحذير من خطورة انتشار الفيروس معتبرةً أن الوضع أصبح خارج السيطرة.


وأقفلت ليبيريا مدارسها سعياً لمنع انتشار الفيروس، بعد أن أعلنت الرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليياف بنفسها هذه التدابير الاستثنائية خلال خطابٍ متلفز في 30 تموز الماضي، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف في الدول المجاورة لليبيريا وسييراليون، وفي هذا الصدد أكد مدير عام عمليات "أطباء بلا حدود" بارت يانسن أنه "إن لم تتحسن الحالة، هناك خطر حقيقي بأن نرى الفيروس منتشراً في دولٍ جديدة". فمنذ أسبوعَين، كانت نيجيريا قد "استقبلت" أول حالة إصابة بعد أن وصل إلى مدينة لاغوس مسافرٌ ليبيري آتٍ من مونروفيا (عاصمة ليبيريا)، توفي في الـ25 من تموز الماضي.


واستحوذ اليأس على مدينة كايلاهون في سييراليون حيث يكمن العدد الأكبر من الإصابات، فأشارت الممرضة السويسرية جيرالدين بيغي ضمن "أطباء بلا حدود" إلى أننا "مضغوطون بالوقت وانتشار الوباء يسبقنا بأشواط، فنحن لسنا قادرين على الوقاية منه، بل معالجة المصابين به، أي بعد انتشاره وإصابة الشخص به".


من جهتها، تعيش الدول الأوروبية في هاجس القلق من ظهور الفيروس فيها عبر المسافرين الآتين من أفريقيا إليها، ما دفع المملكة المتحدة بعقد اجتماع وزاري يوم الأربعاء الماضي استباقاً لأي أزمة.


الإمارات العربية المتحدة هي أيضاً تأخذ احتياطاتها فألغت وقتياً رحلاتها إلى غينيا.


وخوفاً من الوباء الصاعد، أعلن برنامج التنمية "فِرَق السلام" (Peace Corps) الذي تديره الولايات المتحدة الأميركية بأنه سيُخرج متطوعيه من ليبيريا وسييراليون وغينيا، مؤكداً أن هذه الخطوة موقتة وسيتم تحديد موعد عودتهم في ما بعد، ويبلغ العدد 340 متطوعاً.


 


التدابير اللبنانية لمواجهة الفيروس


في لبنان، أكّد وزير الصحة وائل أبو فاعور أنّ الوزارة تقوم بكل الاجراءات الضرورية وتتقدّم أحياناً على ما توصي به منظمة الصحة العالمية للحؤول دون انتقال المرض الى لبنان، وأرسل تعميماً إلى شركات الطيران، ولا سيما تلك التي تقلّ مسافرين من دول وصلها الفيروس، بضرورة اطلاع الوزارة على أي اصابة، لتتولى متابعة الحالة.


وأشار إلى وجود كاميرات ترصد أي مريض يعاني ارتفاعاً في الحرارة، مستبعداً أن يصل الفيروس إلى لبنان، لأن المريض لا يمكنه أن يسافر نظراً إلى سوء حاله الصحية بسبب عوارضه، بعد أن اطّلع على إجراءات الوزارة في مطار رفيق الحريري الدَّولي اليوم تحسّباً من فيروس الـ"إيبولا".


وزارة العمل من ناحيتها، أعلنت في بيانٍ لها اليوم أن الوحدات المعنية فيها ستتوقف عن استقبال طلبات الموافقة المبدئية والموافقة المسبقة العائدة لرعايا دول سييراليون وغينيا وليبيريا، واشارت إلى أن هذا القرار قد اتُّخِذ بالتشاور مع وزير الصحة.


 


مكتب الصحة في المطار أكثر من جاهز: لا ضرورة للذعر


أكد مدير عام وزارة الصحة وليد عمّار لـ"النهار" أن "من يُصاب بمرض فيروس الـ"إيبولا" يكون جسمه منحطّاً ويبدأ بالنزف، فمن المستحيل أو النادر جدّاً أن يستقلّ المصاب به الطائرة مسافراً"، ويشير إلى أننا "أعطينا التعليمات والمواصفات عن المرض لفريق عمل شركات الطيران بحيث يتمكن الطاقم من رصد أي حالة ممكن أن تشكل إصابة به، فيجعلون الشخص "المشتبه فيه" يستعمل حماماً خاصاً به، من غير أن يستعمله الركاب الآخرون" مضيفاً أن احتمال إصابة الركاب الآخرين به قليل "بما أن الأمر يتطلب منهم لمس السوائل منه كدمه أو إفرازاته".


ويلفت عمّار إلى أن هذه التعليمات "هي للوقاية وكي لا يهلع الناس، لكن نحن نطمئنهم بأن احتمال حدوث حالة إصابة على متن الطائرة ضئيلٌ جدّاً، ونحن نقوم بما علينا" مذكّراً بالحالات السابقة التي رصدتها الوزارة منذ 5 سنوات حتى اليوم "وشكّينا بأنها إصابات بفيروس الـ"إيبولا"، فقمنا بعزلها وبمتابعة حالاتها الصحية، أي إن هذا النظام في العمل الاحترازي قائم منذ فترة ولا داعي للقلق، لكن الانتشار الواسع مؤخراً للفيروس في دول غرب أفريقيا جعل الناس يخافون ويقلقون، ما استوجب الإيضاحات والتدابير الاحترازية الدقيقة أكثر التي أعلن عنها وزير الصحة اليوم في المطار".


أما في حالة إصابة أحد الركاب بمرض فيروس الـ"إيبولا" و"استحضاره" إلى لبنان عند وصوله، فيوضح عمّار أننا "نعالج الموضوع كما فعلنا في السابق، إذ نعزله ونتابع حالته، كما نتابع حالات المسافرين الآخرين وأعضاء طاقم الطائرة لفترة 3 أسابيع، حتى نتأكد فعلاً أنهم لم يصابوا بالفيروس"، مؤكداً أن "عزلنا للمصاب في المستشفى عن غيره هو خطوة أساسية، ونقوم بملاحظة حرارته على وجه التحديد لنشخّص وضعه الصحي هل هو فعلاً إصابة بفيروس الـ"إيبولا" أم لا".


اللبنانيون في الدول "المريضة" بالفيروس قد يكونون في خطر، ولكن عمّار يؤكد أنهم أصلاً "ليسوا قاطنين في المناطق الموبوءة، واللبناني يذهب إلى عمله ثم إلى منزله، أي إنه لا يذهب إلى المستشفيات والأماكن التي قد يصاب فيها بالفيروس جراء العدوى"، معاوداً دعوته اللبنانيين للاطمئنان وعدم الذعر.


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم