الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نتنياهو يتعهّد تدمير الأنفاق بهدنة أو من دونها \r\nمجلس الأمن يدعو إلى وقف نار فوري في غزة

نيويورك - علي بردى رام الله - محمد هواش
A+ A-

مع تراجع فرص التوصل الى اتفاق هدنة قريباً وقرار اسرائيل مواصلة الحرب على قطاع غزة الى ان تنجز ما تعتبره هدفا جديدا للعملية وهو تدمير شبكة الانفاق العابرة للحدود مع القطاع باتفاق هدنة أو من دونه، ارتفع عدد ضحايا الفلسطينييــــن 34 قتيـــلاً الى عشرات الجرحى نتيجة الغارات الجوية والقصف البري والبحري الاسرائيلي لمدن القطاع وبلداته ومخيماته والبنى التحتية فيه، على رغم التدمير الواسع وشل الخدمات الاساسية (من مياه وكهرباء وصحة ومخابز، ليبلغ مجموع القتلى 1422 والجرحى 8265 منذ بدء عملية "الجرف الصامد" في 8 تموز الماضي. وهذه الحصيلة من الضحايا تتجاوز ضحايا عملية "الرصاص المصبوب" عام 2008 - 2009.
ودعا مجلس الأمن الى وقف نار انساني فوري وغير مشروط في غزة يمكن أن يؤدي الى وقف نار مستدام استناداً الى المبادرة المصرية.
وعقب مشاورات استمرت أكثر من ثلاث ساعات في قاعة مغلقة وتخللتها جدالات حادة بين المندوبين الدائمين الأميركية سامانتا باور والروسي فيتالي تشوركين، وزع أعضاء مجلس الأمن عناصر بيان للصحافة عبروا فيها عن "خيبتهم البالغة" من عدم الاستجابة للرسائل التي وجهت في البيان الرئاسي الذي أصدره أعضاء المجلس في 28 تموز الماضي. ودعوا الى "وقف نار انساني فوري وغير مشروط يمكن أن يؤدي الى وقف نار مستدام استناداً الى المبادرة المصرية". كما طلب من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقديم المعونات لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الأونروا" استجابة للنداء العاجل الذي وجهه المفوض العام للوكالة بيار كراينبول في كلمته أمام أعضاء المجلس.
ولم تتضمن العناصر أي إشارة الى تعرض مدرسة للأمم المتحدة في غزة لقصف الأربعاء بعدما لجأ اليها مدنيون فلسطينيون. وعقدت المجموعة العربية اجتماعاً طارئاً في ساعة متقدمة أمس للبحث في خيار الذهاب الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة نظراً الى عجز مجلس الأمن عن "وقف العدوان الإسرائيلي على غزة"، كما قال ديبلوماسي عربي.
وفي وقت سابق، أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة فاليري آموس والمفوض العام لـ"الأونروا" خلال جلسة علنية عقدها مجلس الأمن بطلب من الأردن أن استهداف اسرائيل ملاجىء المنظمة الدولية ووكالاتها في غزة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.


واشنطن
وفي واشنطن، أعلن البيت الابيض انه شبه متأكد من ان القصف الذي طاول مدرسة "الاونروا" في مخيم جباليا بقطاع غزة مصدره الجيش الاسرائيلي، مجدداً دعوته الدولة العبرية الى "بذل جهد أكبر" لحماية المدنيين.
وصرح الناطق باسم الرئاسة الأميركية جوش ايرنست: "اذا كنا حرصاء على اجراء تحقيق كامل وسريع في هذا الحادث المأسوي، فانه لا شكوك كثيرة كما يبدو في مصدر القصف المدفعي"، معتبرا ان قصف مقر للامم المتحدة "يستقبل مدنيين ابرياء فروا من العنف" هو أمر "مرفوض تماما ولا يمكن تبريره". وأضاف ان "الامين العام للامم المتحدة اعلن ان كل الادلة تثبت ان المدفعية الاسرائيلية هي السبب. ليس لدينا أي عنصر يناقض ما تقوله الامم المتحدة عن هذا الحادث... لهذا السبب نستمر في مطالبة المسؤولين العسكريين الاسرائيليين بان يكونوا على مستوى الواجبات التي حددوها لانفسهم من أجل حماية المدنيين الابرياء".
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية الكولونيل ستيف وارن في مؤتمر صحافي: "الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في غزة مرتفعة جداً. وبات واضحا أن الإسرائيليين في حاجة الى بذل المزيد كي يرتقوا الى معاييرهم المتعلقة بحماية حياة المدنيين".
وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي لم يتمكن من زيارة المنطقة هذا الأسبوع لترتيب وقف للنار، عن تأييده للعمليات الإسرائيلية ضد الأنفاق. وقال في مقابلة بثتها قناة "إن دي تي في" الهندية للتلفزيون: "لا يمكن دولة أن ترتاح الى التعايش مع وجود أنفاق محفورة تحت حدودها يمر من خلالها أناس يحملون أصفادا ومخدرات لخطف مواطنيها واحتجازهم في مقابل فدية".


جهود فلسطينية
وجددت السلطة الفلسطينية مساعيها لتوحيد موقفها وجهودها الديبلوماسية لوقف الحرب على غزة بعد اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قطاع غزة منطقة منكوبة وطلبه من الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون تحمل مسؤوليته، وإيفاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الى قطر لاقناعها بتوحيد جهودها وممارسة نفوذها على حركة المقاومة الاسلامية "حماس" لتليين موقفها من المبادرة المصرية.


الموقف الاسرائيلي
أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فأكد في مستهل جلسة استثنائية لمجلس الوزراء ان "اسرائيل مصممة على إكمال مهمة تدمير أنفاق الارهاب في قطاع غزة"، موضحاً انه "لن يوافق على اي اقتراح لوقف النار لن يتيح للجيش إنهاء هذه المهمة الحيوية لأمن مواطني الدولة". وقال ان " الجيش الاسرائيلي دمر حتى الان عشرات الانفاق".
وقد أصدر المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية تعليماته الى الجيش بـ"مواصلة هجماته في قطاع غزة". كما قرر استدعاء 18 الف جندي احتياط اخر ليبلغ عدد جنود الاحتياط الذين استدعوا منذ بدء عملية "الجرف الصامد" 86 الفا".
وقال مصدر عسكري اسرائيلي "ان استدعاء مزيد من جنود الاحتياط والتوجه الى الولايات المتحدة لسد حاجات الجيش من الذخيرة، يندرجان في اطار الاستعدادات لمواصلة المعركة في قطاع غزة".
وصرح وزير الدفاع الاسرائيلي موشى يعالون هو أيضاً "بأن عملية الجرف الصامد لن تنتهي قبل عودة الهدوء والامن الى دولة اسرائيل"، مشيراً الى ان" حركة حماس تكبدت خسائر فادحة لم يسبق لها مثيل".
وقال رئيس الهيئة الامنية والسياسية في وزارة الدفاع الميجر جنرال احتياط عاموس جلعاد ان "عملية جيش الدفاع في القطاع لن تنتهي قبل استكمال الاجراءات الهادفة الى تدمير الانفاق".
وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان ثمانية جنود إسرائيليين على الأقل اصيبوا بجروح مختلفة، أربعة منهم اصاباتهم حرجة نتيجة سقوط قذائف هاون على تجمع عسكري في محيط قطاع غزة.
واوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان نتنياهو لن يتخلى عن الخيار الديبلوماسي على رغم قرار مواصلة العملية البرية وتوسيعها ، مشيرة إلى أن وفداً إسرائيلياً برئاسة رئيس جهاز الامن العام الاسرائيلي "الشاباك "يورام كوهين توجه الاربعاء الى مصر في محاولة لتحقيق اختراق في الاتصالات السياسية العالقة حول التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة. ونقلت عن مصدر اسرائيلي مسؤول ان "الجهود المصرية في ما يتعلق بالهدنة دخلت في متاهة، فالمصريون غير مستعدين لاستقبال أي وفد فلسطيني يشمل حركة حماس". واضاف: "إسرائيل لا تنتظر الوفد الفلسطيني وتواصل المحادثات مع مصر بشكل مستقل".


المبادرة المصرية المعدلة
ونشرت مصادر اعلامية في القاهرة تفاصيل عن "المبادرة المصرية المعدلة" لوقف النار في قطاع غزة. وافيد ان المبادرة تتحدث عن "وقف موقت للنار لمدة خمسة ايام تبدأ خلاله محادثات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في القاهرة بوساطة مصرية". وأوضحت أن "ذلك يهدف إلى التوصل الى تعهد اسرائيلي لانهاء الحصار وفتح المعابر والسماح بصيد الاسماك لمسافة اثني عشر ميلا بحريا، وإلغاء المنطقة العازلة". كما تتحدث عن "اطلاق السجناء الذين اعيد اعتقالهم بعدما افرج عنهم في صفقة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت، وكذلك نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المعتقلين والدفعة الرابعة من السجناء الامنيين القدامى".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم