الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنانيون بين "داعش" والتعري

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-

بات بعض اللبنانيين يتأرجحون بين أخبار "داعش" و"التعرّي". ولا ينفي أحد مدى تأثر المجتمع اللبناني بأخبار تنظيم "داعش" الذي أصبح حديث الناس بالسياسة او بـ "النكتة". ويعتبر اختصاصيون في "علم النفس" ان ارتدادات هذه الحالة التشددية على المجتمع اصبحت واضحة. وثمة انقسام في شأنها، فالبعض يعتبر انها مصدر مباشر لبعض حالات التشدد والتحرر التي ظهرت في الاونة الاخيرة لكنها لن تدوم، فيما يعتبر البعض الآخر انها سبب غير مباشر او مكمل لعوامل اخرى موجودة في مجتمعنا اللبناني وقد تؤدي الى تصرفات غير طبيعية. ويبرز إجماع على ان هذه الحالة عابرة وان المجتمع اللبناني قادر على هضمها ولبننتها.


إشمئزاز لا تخويف


الدكتور في علم النفس البروفيسور روجيه بخعازي اعتبر ان تصرفات "داعش" تثير الاشمئزاز اكثر من التخويف والرسالة التي يريد ان يوصلها هذا التنظيم. وقال لـ"النهار" ان "اثارة الخوف بطريقة غير مدروسة ينقلب على صاحبه وتحديدا الفيلم الذي نشر اخيرا ويظهر اعدام اشخاص ورميهم في النهر، فهؤلاء حتى لا يتحملون فكرة دفن قتلاهم بل يرمونهم في النهر وهنا الاشمئزاز في حد ذاته". ولا يتردد في اعتبار ان هذا التنظيم "يعيش في زمن الذكورية والهمجية ويرفض التقدم والتمدن ويهوى العيش في المغاور وهذه الفلسفة التي يتقنونها ويرفضون التعاون مع الآخر".
ويوّضح ان "تصرفات داعش والحالة التي خلقها تدفع بالشخص في اتجاهين، الاول التخلف او التشدد ما يجعل تصرف الشخص عدائياً ورافضاً للآخر، والثاني التحرر ورفض هذا التشدد والقيام باعمال ترفض هذا الواقع كالتعري والسهر".
ولم يعتبر ان تصرف البعض في الآونة الأخيرة في لبنان كالتعري على الطرق أمراً غريباً، قائلاً: "انه شيىء طبيعي فردة الفعل العكسية تجاه "داعش" ستترجم هكذا من خلال القيام بكل امر يخالف ما يطالب به والقيام بنقيضه، اي الوصول ببعض الاحيان الى حالة التحرر الاباحي".
وفي الوقت عينه، يقرّ بخعازي بأن تصرفات "داعش" ودعواته قد تلقى اصواتاً صاغية في المجتمع اللبناني، موضحاً ان "البعض قد يذهب الى تمجيد هذه التصرفات وتأييدها وتقليدها والاقتراب من التشدد الفكري اكثر فأكثر".


عادة القلق


لا تعزو المعالجة النفسية والاستاذة الجامعية كارول سعادة  ما يجري في الشارع اللبناني من تصرفات صادمة الى "داعش" فقط، إذ ان التنظيم عامل مكمل لمجموعة عوامل اخرى. وتقول لـ"النهار" ان "عادة القلق والخوف والكبت تؤدي الى تصرفات غير عادية وغير متوقعة وليس "داعش" فقط".
وتعتبر ان ما يقوم به التنظيم المتطرف لا يؤثر في شكل مباشر على المجتمع اللبناني الذي يحاول ان يقوم بخطوات دفاعية في وجه ارتدادات الموجة التخويفية. وعلقت على بعض حالات التعري التي ظهرت اخيراً معتبرة ان "المجتمع اللبناني يريد ان يُظهر من خلال هذه التصرفات تشبثه بنمط عيشه وتحرره وانه قادر ان يتأقلم مع الظروف المحيطة به رغم التهديد والتخويف". وتستطرد: "لكن هذه التصرفات التي خرجت الى العلن وصدمت الناس لا يمكن حصرها في اطار رد الفعل العكسي على الموجة المتطرفة، اذ انها ترتبط بالتأكيد بعوامل ثقافية وأسرية...".



[email protected]
twitter:@farajobagi

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم