السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حريق طرابلس مستمر وتونس تخشى كارثة لاجئين ليبيين القاعدة العسكرية الأهم في بنغازي سقطت في أيدي "أنصار الشريعة"

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
A+ A-

مع اطلاق فرنسا عملية لإجلاء مواطنيها وأوروبيين آخرين من ليبيا بحراً، تحدثت تونس عن احتمال إقفال الحدود البرية مع ليبيا وعن عدم قدرتها على استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين الليبيين. وسقطت القاعدة العسكرية الأهم في بنغازي في أيدي مقاتلين اسلاميين، وقت تخوض السلطات معارك دامية في العاصمة طرابلس المهددة بكارثة من جراء حريق هائل في خزانات للوقود انخفضت حدته أمس.


أعلن مصدر في "مجلس شورى ثوار بنغازي"، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة متشددة، الاستيلاء على "المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وتم الاستيلاء خلالها على معسكرات مهمة عدة للجيش".
وهذا المعسكر هو الأكبر والأهم للجيش في شرق ليبيا، ويضم نخبة المتدربين على أنواع الأسلحة.
وأكد مصدر عسكري أن "المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني الواقع جنوب وسط مدينة بنغازي سقط الثلثاء في أيدي الثوار السابقين المسلحين والذين ينتمون الى ما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي"، بما فيهم جماعة "أنصار الشريعة" التي تصنفها الولايات المتحدة "إرهابية".
وأضاف المصدر أن "القوات الخاصة والصاعقة برئاسة العقيد ونيس بوخمادة انسحبت، بعد هجمات متتالية من الثوار بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، عقب نفاد ذخيرة الجنود الذين قتل عدد منهم خلال المعارك والتي ازدادت ضراوة منذ فجر الإثنين".
و"القوات الخاصة" هي واحد من الألوية القليلة التي يتألف منها الجيش النظامي الليبي، وقد أعلنت تأييدها لعملية "الكرامة" التي أطلقها اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر منتصف أيار لمكافحة "الإرهاب"، لكنها لم تضع نفسها تحت قيادته.
ونشرت مجموعة "أنصار الشريعة" في صفحتها بموقع "فايسبوك" صورا لـ"غنيمة" فيها عشرات من قطع السلاح وصناديق الذخائر.
وفي حصيلة سابقة سقط 60 قتيلاً في بنغازي في مواجهات منذ السبت. وأعلن الهلال الأحمر الليبي ومصادر طبية العثور على ما لا يقل عن 75 جثة أكثرها لجنود في مدينة بنغازي.


طرابلس
وفي العاصمة طرابلس، أُطلق النائب السابق لرئيس الوزراء مصطفى أبوشاقور بعد ساعات من خطفه من منزله.
وروى قريبه عصام النعاس إنه "متعب جداً، ولكنه في صحة جيدة. لم يعامل معاملة سيئة"، وقد "رفض أن يتكلم أو أن يعطي تفاصيل عن ملابسات خطفه أو هوية خاطفيه". وأبوشاقور كان نائباً لرئيس الوزراء السابق علي زيدان.
ولليوم الرابع، لا يزال حريق شب نتيجة اشتباكات بين ميليشيات متناحرة، مشتعلا وإن يكن بحدة أقل، في خزانين للمحروقات قرب مطار طرابلس. وقد تسبب به سقوط قذيفة على خزان يحتوي على ستة ملايين ليتر من الفيول، ليمتد الى خزان آخر لمشتقات نفطية.
ويحوي المستودع بشكل عام على أكثر من 90 مليون ليتر من الوقود، الى خزان للغاز المنزلي.
وطلبت الحكومة الليبية مساعدة دولية لاخماد الحريق، وأبدت بلدان عدة استعدادها لإرسال طائرات إطفاء، لكن بعضها، مثل فرنسا وايطاليا، اشترط أولاً وقف المعارك بين الميليشيات. وأعلنت الحكومة الليبية الاثنين أن الحريق خارج عن السيطرة.
ولم تحسم بعد معركة السيطرة على مطار طرابلس، ورأى حزب البناء، الذارع السياسية لـ"الإخوان المسلمين" في ليبيا، أن معركة المطار "شرعية" رداً على تحرك حفتر. ووافقت الميليشيات المتقاتلة على هدنة من أجل السماح للسلطات بالسيطرة على الحريق ومحاولة إخماده.
وحيال تدهور الوضع الأمني، أجلت دول عدة، بينها فرنسا والبرتغال وهولندا وكندا وبلغاريا مواطنيها عن البلاد أو اقفلت سفاراتها في طرابلس. وأفادت رئاسة الأركان الفرنسية، أن 55 فرنسياً أجلوا، بينهم السفير في طرابلس، الى سبعة بريطانيين عبر البحر في فرقاطة. وأعلنت باريس أنها أقفلت سفارتها موقتا. وقررت وزارة الخارجية الإسبانية إرسال طائرة إلى ليبيا لإجلاء رعاياها.
وصرح وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي بأن بلاده لا تستطيع استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين الليبيين الهاربين من المعارك الدائرة في بلادهم، وأنها قد تقفل الحدود البرية مع ليبيا إذا "اقتضت المصلحة الوطنية ذلك"، مشيراً إلى أن تونس هي دولة الجوار "الوحيدة" مع ليبيا التي لا تزال تفتح حدودها معها، و"لا نريد إعادة سيناريو 2011، هذه المرة المصلحة الوطنية ستكون فوق كل اعتبار". وأضاف: "الوضع الاقتصادي في بلادنا هشّ، ولا يمكن أن نتحمّل مئات الآلاف من اللاجئين يضافون إلى أكثر من مليون ليبي موجودين في تونس. اقتصادنا لا يمكن أن يتحمل أكثر من هذا".
وهناك على طول الحدود التونسية - الليبية معبران حدوديان هما راس جدير وذهيبة.
وأشار الحامدي إلى أنه اتصل بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، و"طلب منهم أن يكونوا حاضرين بقوة في تونس لمساعدتها على التعامل مع تدفق اللاجئين، وقد وافقونا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم