الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"وادي عودين" الاكثر جمالا في بلد الارز

المصدر: عكار - ميشال حلاق
A+ A-

يعتبر وادي عودين في بلدة عندقت من بين الاودية الاكثر جمالا في بلد الارز، وهو الذي يمتد لمسافة تزيد على 6 كيلومترات وسط سلسلتين من التلال والجبال المتفاوتة الارتفاعات تغطيها بالكامل اشجار الصنوبر البري ويجري فيه نهر حمل اسم هذا الوادي، ويمتد على مئات الهكتارات من الاراضي الزراعية وبساتين الفاكهة وكروم العنب والزيتون . والى جانب ميزات الوادي الطبيعية، نرى العديد من المواقع الاثرية والتراثية والمعابد والكنائس القديمة العهد وابرزها اثار دير ما الياس التي يجري العمل على ابرازها تمهيدا لفتحها امام الزوار .
كل هذه المميزات دفعت ابناء عندقت الى الاهتمام ببيئة بلدتهم والجوار، فاسسوا مركز عندقت الحرجي التابع لجمعية التنمية والثروة الحرجية AFCD حيث نظمت وحدة التطوع لتابعة للجمعية رحلة بيئية في وادي عودين كانطلاقة لنشاطاتها الصيفية كما كل عام وذلك بمشاركة ناشطين بيئيين من مختلف المناطق اللبنانية وممثلين عن البنك الدولي ومكتب سفيرة الاتحاد الاوروبي في بيروت وصندوق التنمية الاقتصادية في مجلس الانماء والاعمار ومجلس البيئة في القبيات الى جانب اعضاء الجمعية المنظمة لهذه الرحلة التي بدات بلقاء تعارفي في مركز عندقت الحرجي .
اكثر من 70 ناشطا بيئيا تجمعوا بداية في مركز عندقت الحرجي حيث كانت ترويقة قروية اعدتها سيدات التعاونية النسائية في البلدة "مناقيش صعتر وشنكليش" وجبنة بلدية الى العسل البلدي ومختلف انواع المربيات المحضرة محليا وما انتجته بساتين عندقت من خضار وفاكهة .
بعد ذلك كان لقاء تعارفي في قاعة المركز حيث قدمت مسؤولة المركز نيكول بيطار عماد شرحا مفصلا عن المركز الذي انشىء بداية العام 2007 وهو متعدد الاستعمالات والذي انشىء بالشراكة مع الصندوق العالمي للطبيعة في ايطاليا وبتمويل من صندوق التعاون الايطالي في بيروت ، حيث تم تجهيز المركز لتنظيم الدورات التدريبية واستقبال المناسبات البيئية والنشاطات المختلفة في ادارة الغابات ومكافحة الحرائق .
وتطرقت عماد الى الاهداف المرجوة التي تسعى الجمعية لبلوغها كي يتمكن المركز من الانطلاق بفعالية اكبر لحماية الثروة البيئية وتطويرها على النحو المامول وتنشيط السياحة البيئية على نطاق واسع حيث ان ادارة المركز ترى في ذلك منطلقا لتنشيط الحركة الاقتصادية في المناطق الريفية .
وقدمت رئيسة وحدة التطوع المشرفة على هذا النشاط المهندسة دعد شاهين عرضا شاملا لهذا لنشاط البيئي الذي ياتي متزامنا مع احتفالات عيد مار الياس شفيع وادي عودين .
وشددت على ان هذا النشاط هو بمثابة الانطلاقة لانشطتنا الصيفية لهذا العام، وهي ستتضمن رحلات مماثلة ولقاءات ومخيمات صيفية ترفيهية للطلاب والكشافة والحركات الرسولية والجمعيات الشبابية .
وشرحت شاهين حاجات المركز الذي يقع وسط وادي عودين ويتربع على مساحة تزيد على الالفي متر مربع وهو مؤلف من طابقين، الاول مخصص للخدمات الادارية وقاعة نشاطات الى مطبخ كبير لاعداد الاطعمة القروية وقاعة استقبال، اما الطابق الثاني وهو غير مجهز مخصص للمنامة ويضم 12 غرفة نتطلع الى الجهات المانحة لتقديم الداعم اللازم لاتمام هذا المشروع بشكله النهائي .
وشددت شاهين على اهمية ان تتضافر كل الجهود لما فيه خير بيئة عودين وعندقت وعكار بشكل عام وكل لبنان وقالت ان لبنان بدون طبيعته وغاباته ومياهه يفقد الكثير من عناصر قوته ، ونحن نعول كثيرا على الطاقات البشرية الواعية لبدء ورشة عمل شاملة على مستوى كل الوطن لحماية بيئة لبنان من مخاطر كثيرة تتهددها .
السيدة نوال خوري تحدثت عن الواقع البشري المحيط بوادي عودين والمنتجات الريفية التي تعتبر عنصرا بارزا وحيويا لتنشيط السياحة البيئية في هذه المناطق الريفية حيث ان الزوار يهمهم التعرف على طبيعة هذه المنطقة وغناها وتنوعها الايكولوجي ومواقعها التراثية والاثرية وايضا هم مهتمون بالتعرف على انتاج هذه المناطق الريفية حيث الاصالة لا تزال قائمة وناشطة والمنتجات الزراعية والصناعات الغذائية التي لا تزال تحضر تقليديا ويدويا ولم تغذو الالات الصناعية بعد ورائحة خبز التنور الشهية لا تزال تعبق في مناخ وادي عودين .
اثر ذلك انطلق المشاركون برحلتهم سيرا على الاقدام بدءا من مركز عندقت الحرجي وصولا الى الطرف الجنوبي للوادي وليتجهوا نزولا، وساروا في موازاة نهر عودين على طرقات ترابية مستظلين فيىء اشجار الصنوبر الدهرية ومستمتعين بالمناخ المعتدل ومستطلعين في الوقت عينه عدد من المعابد والكنائس والمغاور الكثيرة عند ضفتي هذا لوادي مرورا بعين المقدسي ودير مار اليان ومار الياس الاثريين وصولا الى جسر اكروم مجتازين بذلك نحو  5 كيلومترات حيث اعد لهم مادبة غداء تكريمية تضمنت اطعمة قروية تشتهر فيها بلدة عندقت وقرى الريف العكاري .
ختاما توجهت المهندسة دعد شاهين بالشكر من جميع المشاركين في هذه الرحلة وتمنت ان ينقلوا الصورة التي كونوها عن بلدتهم عندقت على امل مشاركتهم وزوار جدد اخرين في كل انشطة البيئة في عكار التي تستحق الاهتمام والرعايا ولا زالت الطبيعة فيها هي الاجمل .


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم