الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

هدنة فراغية والراعي يحذّر: هدم كيان الدولة \r\n14 آذار لم تنتقل إلى "الخطة ب" في الرئاسة

A+ A-

دخل لبنان عطلة عيد الفطر اليوم، بعدما كان دخل في "غيبوبة" طويلة منذ أخفق في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري للاستحقاق الذي انقضى منذ شهرين، ولا تزال الرؤية ضبابية حياله. وقالت اوساط سياسية لـ"النهار" ان الاسبوع الجاري الذي يبدأ بعطلة الفطر سيشهد هدنة سياسية هي في واقع الحال هدنة فراغية. فالى عدم انعقاد مجلس الوزراء ومجلس النواب، لن يكون هناك احتفال بعيد الجيش في الاول من آب نظراً الى خلو منصب رئيس الجمهورية والى الظروف الامنية. ولن يتلقى أي مسؤول التهانئ بعيد الفطر. وأشارت الى ان الجهود الخارجية منصبّة على تحصين لبنان من تداعيات ما يدور في المنطقة.
هذه الهدنة الفراغية التي يقابلها شبه صمت مطبق دفعت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى رفع الصوت مجدداً، اذ رأى في قداس الاحد في الديمان ان الخطير "هو هذا الاستغناء عن رئيس للجمهورية، ومحاولة نسيانه واعتباره غير ضروري، وهو الرأس. وهذا يستبطن هدم كيان الدولة لغايات مبيتة. لقد بات واضحاً من جهة ظاهر الأمور، أن فريق 14 آذار لا يريد رئيساً من 8 آذار، وأن فريق 8 آذار لا يريد رئيساً من فريق 14 آذار. فيجب الذهاب نحو اختيار رئيس من خارج الفريقين. فيوجد شخصيات مارونية عديدة جديرة برئاسة الجمهورية. فلماذا إقصاؤها وإهمالها وتغييبها؟"
وأضاف: "نحن لا نقصي أحداً، بل نطالب مجلس النواب بالالتئام وانتخاب رئيس من أحد الفريقين المذكورين أو من خارجهما. المهم انتخاب رئيسٍ يكون على مستوى حاجات البلاد وتحدياتها. كم كان جميلاً منظر مجلس النواب المجتمع لإعلان تضامنه مع أهل غزة ومسيحيي الموصل، وكل كتله ممثلة فيه، وكم يكون أجمل إذا التأم بكامل أعضائه لإعلان تضامنه مع الجمهورية ورئاستها الأولى، ولانتخاب الرئيس الجديد!"
ورأى مصدر وزاري ان موقف البطريرك الراعي أمس من الاستحقاق الرئاسي يمثل تطوراً هو الاول من نوعه. إذ انه دعا الى انتخاب رئيس للجمهورية من غير القادة الموارنة الاربعة: الرئيس أمين الجميّل، العماد ميشال عون، النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع، ومن غير المرشحين من فريقي 8 و14 آذار. وقال لـ"النهار" ان موقف البطريرك يحتاج الى ترجمة، فإذا لم يكن لهذا الموقف مفعول لدى القيادات المارونية عندئذ ستتجه الانظار الى المراجع الخارجية كي تتلقف هذا الموقف وتنشط في السعي الى اسماء جديدة في السباق الرئاسي.


جنبلاط - نصرالله
والملف الرئاسي كان في صلب اللقاء الذي جمع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في حضور مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وهو لقاؤهما الاول منذ نحو ثلاث سنوات، اذ التقيا عقب تأليف الرئيس نجيب ميقاتي حكومته.
وعرض الطرفان الأوضاع الداخلية ولا سيما منها موضوع العمل الحكومي وأهمية تفعيله وتنشيطه، مشددين على ضرورة اﻻسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإنهاء حال الشغور القائمة. كما بحثا في الوضع الأمني في لبنان، وجرى التوافق، استناداً الى بيان رسمي مشترك، على ضرورة الحفاظ على التماسك الداخلي وتعزيز الإجراءات المتخذة من أجل تمتين حال الاستقرار التي تعيشها البلاد من خلال رفع مستويات التنسيق بين اﻷجهزة اﻷمنية.
وبثت قناة "المنار" ان اللقاء كان ايجابياً جداً وقد حمل جنبلاط كتاباً هدية لجيمس بار عن تقسيم المنطقة. وقد حضر وحده على غير العادة وبدا مرتاحاً جداً.
وعلمت "النهار" من مصادر مواكبة للقاء ان الموقف الاساسي لدى الحزب هو ان علاقته مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تقف عند حدود ترشح عون لرئاسة الجمهورية، وتالياً لا يمكن الحزب ان يتخطى حليفه في هذا الاستحقاق. ولفتت الى ان التطورات في المنطقة وخصوصاً في غزة وتمدد نفوذ تنظيم "الدولة الاسلامية" وتوتر الموقف على الجبهة المتاخمة لعرسال هي الهدف الرئيسي للقاء السيد نصرالله والنائب جنبلاط ومقاربة هذه التطورات من زاوية اتخاذ الخطوات الداخلية لتحصين لبنان في مواجهتها.


جعجع
واعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن لا وقع سياسياً للقاء نصرالله - جنبلاط، وأنه يصب في سياق تأكيد العلاقات القائمة بينهما، وبالأحرى تظهير الإيجابيات فيها.
ونفى جعجع لـ"النهار" حصول أي تطور في موضوع رئاسة الجمهورية، ولاحظ أن الفريق الاخر في 8 آذار "لم يصدر ويا للأسف أي إشارة إلى استعداده للحديث عن مرشح غير مرشحه العماد ميشال عون، فيما الاخير لا يزال متمسكاً بموقفه ولا يقبل بغيره أو لا انتخابات. صراحة في الأسبوعين الماضيين برز تفكير في قوى 14 آذار في جدوى محاولة اقتراح أسماء، ولكن ثبت لنا أن الباب موصد والفريق الآخر غير جاهز للحديث عن الموضوع. والبطريرك الماروني الذي تم توجيه حديثه ( أمس) بطريقة رمزية لقلب المقصود منه يعرف ويعرف الجميع أن فريق 14 آذار غير متشبث ويقبل بالأخذ والعطاء، وأذكر أنني قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان قلت على مدخل بكركي إننا مستعدون للبحث في الأسماء. وبالتالي لا أساس للحديث عن انتقال فريقنا إلى "خطة ب" كما تردد ليس لأنها لا تريد بل لأن الفريق يرفض تغيير موقفه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم