الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مسلسلاتنا الأسوأ لرمضان 2014

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
A+ A-

نعتمد على سياق المسلسل وما آلت اليه التطوّرات لتصنيفه ما بين السيئ والأسوأ. أعمال عدّة، بعضها بنيته أقلّ تهالكاً من سواه، اعتراها السوء لخلل في محاكاة المُشاهد. وأخرى ترك إعلانها الترويجي انطباعاً أنها ستقول الكثير، فبيّنت حلقاتها عكس الزعم. في الآتي، مسلسلات نعتبرها الأسوأ، وقعنا فيها على تكرار أفكار وشخصيات، أو سوء أداء مُضحِك، أو افتعال تطوّرات تستخفّ بالمُشاهد.


لا ندري ماذا جنى "سرايا عابدين" ("أم بي سي") لعمرو عرفة من مقارنته بـ"حريم السلطان". العمل ديكور فحسب، حبكته لا جديد فيها، وأداء ممثليه لا سيما يسرا وقصي خولي مفتعل. كان الظنّ أنّ ضخامة الإنتاج تعوّض علّة الانزلاق الى التقليد الأعمى، لكنّ ذلك لم يحدث.
حال ارتباك الحبكة وسذاجة التطوّرات دون ارتقاء "صاحب السعادة" ("أل بي سي آي"، "أم بي سي") لرامي إمام، الى مصاف النوع الجيد. حافظ البطل عادل إمام على كلاسيكية الصورة وأسلوب الإضحاك الواحد. حتى علاقته بأولاده وأحفاده شابها الصدع. إصراره على يوسف معاطي كاتباً ونجله رامي مخرجاً يبدو، بعد ثلاث تجارب، في حاجة الى إعادة نظر.
عوامل تصنّف "إتهام" ("الجديد"، "أبو ظبي الأولى"، "النهار") لفيليب أسمر خارج النوعية الجيدة، أبرزها سوء أداء بطلته ميريام فارس، وافراطها في البكائيات ظناً منها أنّها في كل الأحيان مناسبة. لامست الكاتبة كلوديا مارشليان المُشاهد ببعض المواقف (علاقة تقلا شمعون بأولادها وأهلها مثلاً)، لكنّها بالغت بأضواء سُلِّطت على فارس بلا سبب. الانتقام في ذاته ليس مشوّقاً، والتحوّل الفجائي للبطلة من "البساطة" الى الرخاء، ومن براءة الشعور الى النضوج التام، أحدث خللاً في منطقية السياق، وإحساساً بأنّ المُشاهد يُخدَع.
لولا صورة سامر البرقاوي، لجزمنا أنّ "لو" ("أم تي في"، "أم بي سي دراما"، "أو أس أن") الأسوأ. عرّج العمل على إشكالية خيانة المرأة مُبسِّطاً السبب والنتيجة. لم يفعل إلا تصوير عابد فهد في دور الزوج المخدوع غيث ساذجاً. ليس القصد أن يكون العنف بديلاً، لكنّ الطوباوية بدت ضعيفة وطارئة على الواقع، أضف هزالة التطورات من مرض البطلة ليلى (نادين نسيب نجيم) الى طلب زوجها الانفصال عنها لنكتشف أنّه يحلم!
"باب الحارة 6" ("أل بي سي آي"، "أم بي سي") لعزّام فوق العادة يصارع النَفَس الأخير. عملٌ فقد بريقه منذ زمن، وما زال يخضع للإنعاش. كان الظنّ أنّ عودة أبو عصام (عباس النوري) من شأنها أن تأتي بأعجوبة. افتقدت التطورات العفوية، وبدت البنية مضطربة. ذهب مَن ذهب في هذا المسلسل، وبات مستحيلاً تعويض الغياب. من السذاجة الإتيان بأبو عصام من أجل مغامرة عاطفية، وتحوّل السياق الى نكد وغيرة وثرثرة.
لولا بطء التطوّرات وانجراف النصّ الى التطويل البائس، لكنا صنّفنا "عشرة عبيد صغار" ("أم تي في") لإيلي ف. حبيب ضمن الأعمال المفضّلة. ثمة ما حال دون ذلك، فالشخصيات في غالبيتها لم تُجد دورها، مكتفية بتسطيحه وتسميعه، كما أنّ الإخراج لم يملأ مساحات نفسية شاغرة. حاول الكاتب طوني شمعون أن يعوّض بالحوارات عجز التركيبة عن إدهاشنا، فوقع هو الآخر في الوعظ الأخلاقي غير المُحبَّذ. لنقل أنّ النصّ حسنٌ ومعالجته مرتبكة، والتباين بين النصّ والمعالجة أوقعهما معاً في التخبّط.
"شمس" ("الحياة"، "النهار") لخالد الحجر، أسوأ ما قدّمت الدراما المصرية لهذا الموسم. مسلسلٌ على قياس ليلى علوي، رماها في إطار المرأة المثالية وراح يخنقها. علوي لم تقدّم جديداً ولم تحمل للجمهور مفاجأة. جلّ العمل إثبات حضور بان عابراً مع الوقت. ينسحب الحضور العابر على تامر حسني في "فرق توقيت" ("النهار") لإسلام خيري. عملٌ حمّل بطله فوق طاقته بغية تكريس نجوميته. لم يظهر أنّ المراد قضية أو عبرة. كلّ ما في الأمر أنّ بطله تستهويه أضواء تطارده، وعيون تذكّره بأنه النجم.
خذل الموسم برمّته مُشاهداً يبحث عن فارق. أعمال إنتاجها ضخم أضعفها سياق خائب، وأخرى أفكار جيّدة قوّضتها معالجة خاوية. أما تطويل الحلقات على عدد الأيام الرمضانية، فعادة لها مبرراتها على رغم ثبوت فشلها.
[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم