الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"مدد يا مجلس النواب مدد"...الرشق بالبيض لا ينفع!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

يبدو أن خيار ذهاب القوى السياسية نحو التمديد لمجلس النواب بات أكيداً. معظم النواب سيمضون المزيد من الوقت على الكرسي من دون تكلف عناء الوصول إليه من جديد. مرة جديدة لن يشهد لبنان حملات انتخابية، وسيحتفظ النائب بالرفاهية التي يتمتع بها من حراس وراتب وأمن وحوافز من دون حاجته لصوت انتخابي. وقالها صراحة وزير الصحة وائل أبو فاعور: "النقاش الحقيقي يدور حاليا حول التمديد للمجلس".


في المقابل، النواب يأخذون احتياطاتهم من تحذيرات المجتمع المدني الذي سيكرر مشهد العام 2013 برشق النواب بالبيض، مع وعود بمنع النواب من الوصول إلى المجلس والتمديد لأنفسهم، لكنه معروف أنه عندما تتفق كل القوى السياسية خصوصا المختلفة على أمر ما، لا يستطيع اي أحد ردعها عن تنفيذه.
المعطيات حتى اليوم تؤكد أن لا انتخابات نيابية وابرزها حال الفراغ التي تسيطر على موقع رئاسة الجمهورية، وتمسك فريق معين بأولوية الاستحقاق الرئاسي على النيابي، فيما الاخر يحاول الهروب من أزمة الرئاسة بانتخابات نيابية.


الوضع الأمني واجواء الشحن الطائفي في بعض المناطق لا توحي بامكانية اجراء الانتخابات، فضلاً عن المعارك المستمرة في جرود المناطق اللبنانية الحدودية، وسط اسئلة عن وضع منطقة الطفيل اللبنانية: كيف سينتخب أهالها المشردون؟ ماذا عن منطقة بعلبك التي تتعرض يومياً صواريخ "غراد" السورية، ماذا عن عرسال التي تدفع مقابل ثمن دعمها للحرية والانسانية غارات سورية، ماذا عن الوثائق الأمنية التي تحذر من سيارات مفخخة ستدخل لبنان؟ أين الماكينات الانتخابية الحزبية؟ أين الحملات والصور والخطابات الرنانة؟


"14 آذار" والخوف من الفراغ الشامل


هل بات التمديد حتمياً؟ يجيب عضو كتلة "الكتائب" النائب إيلي ماروني: "وفق المعطيات نرى أن فريقاً كبيراً من اللبنانيين يرفض اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية، بما أنه في المدى المنظور الانتخابات الرئاسية معطلة فإن الانتخابات النيابية أيضاً ستكون معطلة."
ماروني يوضح موقف "الكتائب" و"14 آذار": "نحن مع اجراء الانتخابات في موعدها، لكن إذا كان الخيار بين التمديد والفراغ سنختار التمديد، وإذا كان الخيار بين التمديد والانتخابات الرئاسية ثم النيابية حتما سنكون مع الاستحقاقات الديموقراطية".


النائب الكتائبي يخشى من سيناريو الفراغ المؤسساتي الشامل، مشيراً إلى "طرح جديد يريد الوصول إلى موعد الانتخابات النيابية من دون تمديد ومن دون انتخابات حتى نصبح بلا مجلس نيابي وفي فراغ بكل المؤسسات"، مضيفاً: "قد نصل إلى مكان يأخذ فيه فريق معين القرار برفض التمديد الذي يؤخذ بأكثرية النواب وموافقة رئيس الجمهورية ما يعني توقيع الحكومة مجتمعة".
ويحمّل ماروني مسؤولية التمديد إلى "الفريق المعرقل لاجراء انتخابات رئاسية، فضلاً عن التقاعس في عدم اقرار قانون انتخاب جديد"، مذكراً "بأننا قبلنا بالتمديد في المرة الأولى تحاشيا لخوض الانتخابات وفقا لقانون الستين، ونحن اليوم على ابواب فتح باب الترشيحات من دون قانون، وإذا عدنا إلى الستين فلماذا اذا كان التمديد؟"


صرخة في وجه السياسيين


مديرة معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الدكتورة فاديا كيوان تحزن للواقع اللبناني وتقول لـ"النهار": "السياسيون افلسوا البلد واخذوها إلى الانهيار ويتقاسمون الغنائم"، وتضيف: "السياسيون حالياً في مأزق واي تمديد لمجلس النواب سيضعف شرعية الدولة اللبنانية وتتداعى صدقيتها، لأنها تبعد لبنان أكثر وأكثر عن شروط أي دولة، هي تطبيق الدستور والقوانين".


8 آذار" تنتظر التمديد


أوساط نيابية نقلت لـ"النهار" أجواء فريق "8 آذار" ومواقفه الحقيقية تجاه التمديد، مؤكدة أن التمديد "أكيد وليس 99% بل 100%". ورغم يقين نواب هذا الفريق أن الأمر بات واقعاً إلا أنهم سيعلنون عن رفضهم ولاية جديدة عبر وسائل لإعلام، من أجل حفظ ماء الوجه أمام جمهورهم تحت قاعدة "لمن نترك المجلس في حال انسحبنا؟".


الأوساط على اقتناع بعد حصول انتخابات نيابية، حتى لو كان هناك رئيس جمهورية، معيدة السبب الرئيسي في التمديد إلى الاسباب الأمنية في لبنان. وترفض الأوساط مقارنة الواقع السوري باللبناني تحت قاعدة أن بشار الأسد ورغم المعارك أجرى انتخابات، وتقول وساخرة: "انتخابات الأسد تشبه قرار القوات اللبنانية اجراء انتخابات في وقت الحرب في الشرقية، في هذه الحال يصح حصول الانتخابات"، متسائلة: "الأهالي في بعلبك - الهرمل يحرسون قراهم، كيف نستطيع القيام بانتخابات". فريق "8 آذار" سيرفض علانية التمديد لكن هناك منهم من هو على استعداد في شكل جدي لخوضها، خصوصاً الرئيس نبيه بري، كما أن وزارة الداخلية تستطيع القيام بواجبها وتأمين ما هو لوجستي، لكن فعلياً وفق هذه الأوساط "لا انتخابات نيابية"، متسائلة: "اين هي الماكينات الانتخابية وماذا تفعل الاحزاب، أليس من المفترض ان تبدأ أجواء الانتخابات قبل ستة اشهر من عمل وحملات انتخابية ومهرجانات وخطابات؟


تنتقد الأوساط أيضاً تحركات المجتمع المدني والتهديدات برشق البيض وتعتبر أنها "تصرفات مبالغ فيها"، وتقول: "ليس الرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون أو السيد حسن نصر الله أو الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري خائفين من الانتخابات، لأن كل الاحزاب تضمن بقاء حصتها في مجلس النواب، مع انتخابات أو من دونها". وتستبعد الأوساط "فشل عملية التمديد"، مشددة على أن "الامر الوحيد الذي سيتوافقون عليه هو التمديد". وتذكر "بفترة الحرب حيث تم التمديد للمجلس النيابي 20 سنة".


ماذا عن مستقبل لبنان؟ تقول الأوساط "اننا ذاهبون إلى اجتماع عام داخل لبنان او خارجه كي يعيد الامور إلى نصابها. هناك ثغرات في النظام العام سنذهب لسدّها... "صار بدها طائف جديد" وليس بالضروري دستور، بل ما يشابه اتفاق دوحة جديد مع بعض التعديلات فيما يتعلق بالنظام من دون المس بجوهره، خصوصاً في شأن صلاحيات رئيس الجمهورية ومهلة تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس".


[email protected]


Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم