الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

فوبيا الطيران تُعيق استمتاعك بالسفر!

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
A+ A-

يحاول كثيرون حول العالم الاستفادة من قدوم فصل الصيف للسفر والاسترخاء والاستمتاع بزيارة أماكن جديدة مثل الآثارات والأماكن السياحية والترفيهية، والتعرف إلى الثقافات، ولكن يبقى العائق أمام البعض إحساسهم بالخوف من السفر بالطائرة، وهذا الخوف يدعى رهاب السفر أو الطيران، ويعتبر من أحد أنواع المخاوف غير المبررة والتي لا يستطيع الإنسان أن يجد لها تفسيراً واضحاً. فهناك من يخاف من مجرد فكرة السفر بالطائرة، وآخر يخاف من لحظة الإقلاع، وهناك من يخاف ساعات السفر الطويلة خصوصاً عندما يدرك الارتفاع الشاهق الذي تحلق عليه الطائرة، حتى إن البعض يخشى لحظة ملامسة عجلات الطائرة المدرج.


 


يشعر البعض بالخوف عند الاقتراب من مكان الصعود إلى الطائرة، ويسيطر على الشخص الخائف شعورٌ بأنه غير قادر على تحمل هذا الموقف، مما يدفعه كثيراً إلى تجنب السفر. يكون أحياناً الخوف طبيعياً، فما من إنسان لا يخاف حينما يصعد إلى الطائرة. يزداد خوف لانا من السفر قبل أيام من موعد الذهاب، وتراودها أحلام في هذه الفترة عن سقوط الطائرة، وعندما أكون في الطائرة تصرخ مع كل مطب هوائي، تتخيل الطائرة وهي تسقط. تعاني لانا من فوبيا شديدة من الطيران، ولكن بحكم عملها تضطر للسفر بشكل دائم، وتقول: "أتمنى الرجوع بأي وسيلة إلا الطائرة، أخاف قبل أيام من السفر ويزداد قلقي مع لحظة وصولي للمطار". وتضيف: "خوفي من الطيران له سببان: أولهما عدم تمكني من السيطرة على الأمور من حولي والثاني هو خوف سقوطي من المرتفعات. وقد يصبح هذا الخوف مرضياً، لتضاعف بزيادة حوادث الطيران وسقوط بعض الطائرات واختفائها".


 


الصدمة في الصغر تؤسس للفوبيا


تشير اختصاصية علم النفس العيادي فرح مقدَّم لـ"النهار" إلى أنَّ "رهاب السفر موجود لدى الناس الذين تعرضوا لصدمة في عمر صغير بين الـ4 و5 سنوات، فالأحداث في هذا العمر تؤسس لفوبيا. وقد تكون الصدمة ناتجة من خوف الأهل أو أنَّ الطفل أحسَّ بخوف ما ولم يشجعه الأهل لتفاديها. كما أنَّ خبرات الحياة لاحقاً من الممكن أن تكون مخيفة ويقوم المريض بربطها بحدث سابق، إضافة إلى شعوره بغياب الأمان، ما يعزِّز الـ Trauma لديه". وتعتبر مقدِّم أنَّ "الخوف هو خوف من الموت، وغريزة الحياة تدفع أي إنسانٍ للشعور بخوف لا واعٍ يجعله محاولاً الدفاع عن النفس، وقد يكون المريض قد تعرَّض في صغره لصدمة مخيفة وعمَّمها، وجعلها تلبس قناعاً مشروعاً. كما أنَّ الخوف من السفر بدأ يزداد مع تسليط وسائل الإعلام الضوء على أخبار حوادث الطيران ما يؤرق المشاهد والمسافر ويزيد من خوفه".


 


العلاج النفسي السلوكي


تلفت مقدَّم إلى أنَّه "من أساسيات العلاج النفسي طمأنة المريض والتركيز على أنه ليس الوحيد الذي يعاني من رهاب السفر بل يشاركه الملايين من البشر المشكلة عينها. ومن هنا، فإنَّ المريض بحاجة للخضوع إلى علاج سلوكي معرفي عبر تشريط شيء على آخر. ومثال على ذلك نظرية Pavlov حيث يتمُّ مزاوجة المثير الشرطي وغير الشرطي ما يؤدي إلى اكتساب المثير الشرطي خاصية المثير اللاشرطي ويقوم مقامه.


ويتمثَّل العلاج المعرفي بربط عوارض الخوف بالحدث المحرِّك الأوَّلي (Initial Sensitizing Event) حيث يتمُّ فهم طريقة تفكير المريض للتعامل معها بشكل أفضل.


أمَّا العلاج السلوكي فيقوم على التجربة أي عبر جعل المريض يتوجه إلى المطار لرؤية الطائرات وهي تقلع وتهبط بسلام وينظر إلى عدد المسافرين الذين يأتون ويذهبون بواسطة الطائرات يومياً".


وتشير مقدِّم إلى أنَّ "مدَّة العلاج تختلف بحسب عمر المريض وحاله النفسيَّة، فإذا كان صريحاً وذكياً ومتعاوناً يصبح الأمر أسهل. لكنه يكون بحاجة إلى ما بين 12 و20 جلسة للبوح بقلقه الحالي والرجوع لاحقاً إلى قلقه في الماضي الذي كان مسبباً للصدمة التي أنتجت الفوبيا".



العوارض الجسدية


تختلف العوارض من شخص لآخر، وتراوح بين التوجس الخفيف وصولاً إلى الإصابة بنوبات هلع قوية أو تقيؤ وأحياناً الصراخ وطلب النجدة. وتتمثَّل هذه العوارض بـ:
- التعرق
- الهز
- آلام في المعدة
- إسهال
- صداع
- ضيق في التنفس


 


خطوات للتغلُّب على الفوبيا


من الجدير ذكره، أنَّ أساس أي علاج استشارة طبيب أو معالج نفسي للسيطرة على الرهاب أو الحد منه. ولكن يمكنك اللجوء أيضاً إلى بعض الأساليب التي تُقلِّل من المخاوف لديك:


- خطط لرحلتك: عليك التخطيط لرحلتك بغض النظر عن وسيلة النقل التي ستسافر عبرها، ثم استخدام الخريطة لرسم الطريق الذي سوف تسلكه.


- كن مستعداً: إذا كان السفر بالطائرة، إصعد إلى مقعدك في وقت مبكر كي تشعر بأنَّ المكان الذي تجلس فيه أصبح مألوفاً، ما يساعدك على الشعور بالراحة.


- اعطي لنفسك الوقت: عند السفر، من الجيد دائماً أن تتوقع التأخير في موعد إقلاع الطائرة أو هبوطها، لذا، أعطي لنفسك متسعاً من الوقت للوصول إلى المطار.


- حاول الحصول على قسطٍ من النوم: إنَّ قلة النوم تزيد من مستويات القلق. لذا، تأكَّد من الحصول على ليلة نوم جيدة قبل تاريخ السفر.


- تحدَّث إلى طبيبك: إذا كنت تشعر بالقلق، قُم بالتحدث مع طبيبك قبل موعد السفر عن الأدوية التي يمكنك تناولها والتي تعتبر مضادةً للقلق.


- سافر مع شخص تثق به: اطلب من صديق أو قريب لك أن يسافر معك، فالسفر مع شخص تثق به يقلِّص مخاوفك.


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم