السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"الدولة الإسلامية" تقتحم الفرقة 17 في الجيش النظامي بالرقة \r\nواشتباكات بين "جبهة النصرة" وفصائل معارضة في الشمال والجنوب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
A+ A-

بدأ تنظيم "الدولة الاسلامية" هجوماً منسقاً على قوات النظام السوري على ثلاث جبهات في شمال سوريا، حيث تدور معارك هي "الاعنف" بين الطرفين، فيما تخوض "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" اشتباكات مع فصائل أخرى من المعارضة السورية.


يستهدف هجوم "الدولة الاسلامية" فرقة عسكرية في ريف الرقة ومقر حزب البعث وفوجاً عسكرياً في الحسكة ومطاراً عسكرياً في ريف حلب، في مواجهة هي الاولى بهذا الحجم مع النظام منذ ظهور التنظيم في سوريا عام 2013. ويذكر ان التنظيم الذي أعلن أخيراً اقامة "الخلافة الاسلامية" انطلاقاً من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، تتهمه فصائل المعارضة السورية المسلحة بـ"التواطؤ" مع النظام. وهو يخوض معارك دامية ضد هذه الفصائل منذ مطلع السنة.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: "للمرة الاولى هناك هجمات متزامنة للدولة الاسلامية على مواقع النظام في الحسكة وحلب والرقة"، مشيراً الى ان المعارك هي "الأعنف" بين الطرفين.
وبدأت الهجمات بعد منتصف الليل على مقر الفرقة 17 في الرقة، بعد اقدام مقاتلين من التنظيم أحدهما سعودي على "تفجير نفسهما بعربتين مفخختين، احداهما في كتيبة الكيمياء داخل الفرقة 17 المحاصرة شمال مدينة الرقة، والاخرى في محيط الفرقة" .
وأفاد المرصد ان اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة وسط قصف متبادل بالمدفعية والهاون "ترافق مع إلقاء الطيران المروحي (التابع للنظام) براميل متفجرة على محيط الفرقة". واشار الى ان المعارك أدت الى مقتل وجرح العشرات من الطرفين.
وأكدت "الدولة الاسلامية" في تغريدات على الحساب الرسمي لـ"ولاية الرقة" في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، انها بدأت "عمليات مباركة على الفرقة 17"، اثر تنفيذ عنصريها ابو صهيب الجزراوي وخطاب الجزراوي، عمليتين "استشهاديتين" ضد الفرقة.
وعرض الحساب صوراً لست جثث ورؤوس مقطوعة، قائلاً انها "جثث جنود الجيش النصيري بعد ان قطف رؤوسها جنود الدولة الاسلامية".
وفي الحسكة، أعلن المرصد ان 11 رجلاً من القوات النظامية بينهم ضابط قتلوا اثر هجوم للتنظيم الجهادي على "فوج الميلبية"، مشيراً الى استمرار الاشتباكات.
وفي مدينة الحسكة، تدور معارك "بين عناصر حماية فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم ومقاتلين من "الدولة الإسلامية"، إثر اقتحام مقاتلين من الدولة الاسلامية مبنى فرع الحزب". ونقل المرصد عن شهود انه أمكن "رؤية راية الدولة الإسلامية منصوبة على المبنى".
وأكد حساب "ولاية البركة (الحسكة)" التابع للتنظيم الجهادي في "تويتر"، انه يشن "أكبر عملية عسكرية" له في الحسكة، من خلال "الهجوم على فوج الميلبية وجبل كوكب وحواجز مدينة البركة"، مشيراً الى "اقتحام فرع حزب البعث"، "مقر اللجنة الامنية وقيادة الجيش الوثني" الذي يعتبر، "من احصن مواقع النظام في المدينة" على حد قول التنظيم.
وفي ريف حلب، تتزامن المعارك بين "الدولة الاسلامية" وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري، مع قصف الطيران السوري لليوم الرابع مدينة الباب التي تسيطر عليها "الدولة الاسلامية" شمال المطار.
واوضح المرصد ان هذه الهجمات "تأتي ضمن محاولة الدولة الاسلامية التوسع في المناطق التي هي على تماس فيها مع النظام".


اشتباكات "النصرة" والمعارضة
وعلى جبهة اخرى، أورد المرصد وناشطون انه برز في الايام الاخيرة شرخ جديد داخل المعارضة السورية المسلحة من خلال مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة من سوريا بين "جبهة النصرة" من جهة وحلفاء لها من الكتائب المقاتلة المعارضة تسببت بسقوط عشرات القتلى.
وقال المرصد ان "الاشتباكات بين النصرة وكتائب مقاتلة بدأت منذ بداية شهر تموز تقريبا، وان اكثرها خطورة هي المعركة التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي في منطقة جسر الشغور في ريف ادلب بين النصرة ومقاتلين من جبهة ثوار سوريا وتسببت بمقتل عشرات المقاتلين من الطرفين". واضاف ان "اغتيالات متبادلة" سبقت هذه الاشتباكات وطاولت قادة كتائب مقاتلة ومسؤولين في "جبهة النصرة"، و"تم التكتم عليها" حرصا على ابقاء الصف موحدا في مواجهة القوات النظامية.
وأقرت "جبهة ثوار سوريا" و"جبهة النصرة" على صفحاتهما في مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المواجهات، مع تبادل الاتهامات.
فقد أعلنت "جبهة النصرة" قبل ايام انها اطلقت معركة "ردع المفسدين" وقالت في بيان انها ستسعى الى "اراحة البلاد والعباد من هؤلاء المفسدين - من أي فصيل كانوا -، ورفع أذاهم عن المسلمين".
وتستغل "جبهة النصرة" التجاوزات التي يقوم بها بعض عناصر الكتائب المعارضة المقاتلة من نهب وسرقة وخطف وطلب فدية، لتقديم نفسها كنموذج مختلف، مما يعزز شعبيتها بين الناس.
وردت "جبهة ثوار سوريا" على بيان "النصرة" باتهامها بمحاولة اعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات مع النظام. وقالت ان زعيم "النصرة" ابو محمد الجولاني يسعى الى "تشكيل امارته على الحدود السورية - التركية شمال ادلب". وأضافت ان "النصرة" عمدت من اجل ذلك الى مهاجمة "مناطق محررة تابعة لجبهة ثوار سوريا".
وقال المرصد ان "النصرة" تمكنت خلال هذه المعارك من السيطرة على قرى عدة في ريف ادلب.
وامتد التوتر الى ريف درعا جنوبا حيث حصلت مواجهات محدودة بين "النصرة" من جهة وكتيبتي "المثنى" و"شهداء الكحيل" من جهة اخرى.
وتحدث المرصد الاربعاء عن اقدام "النصرة" على "دهم مقرين للواء جند الحرمين الذي ينشط على الحدود السورية مع الجولان المحتل في درعا والقنيطرة"، وقتل عدد من عناصر اللواء واعتقال قائده اللواء شريف الصفوري، وقائد كتيبة فيه.
وكانت "جبهة النصرة" قامت بحملة مماثلة على كتائب "قبضة الشمال" في مدينة مارع بريف حلب الشمالي على الحدود السورية - التركية الاسبوع الماضي، وتمكنت من السيطرة على معبر "أكدة" في المنطقة.
في الوقت عينه، اصدرت حركة "حزم" العسكرية السياسية التي تدعمها الولايات المتحدة بيانا انتقدت فيه انسحاب "جبهة النصرة" من جبهة حلب في الشمال مع قوات النظام.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم