الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صمت اسلامي حيال الموصل...فحص: القتلة قادمون من الملاهي

المصدر: خاص-"النهار"
A+ A-

تحت التهديد والتعذيب والتنكيل غادر مسيحيو الموصل ديارهم وملاعب طفولتهم وتاريخهم الطويل في تلك الارض التي لم يبخلوا على ترابها بالدم والعرق. الأخبار توالت من العراق ، بدءاً من اعطاء مهلة لهم لمغادرة المكان إذا رفضوا الإسلام أو سداد الجزية ، إلى الصور القاسية لما يتعرضون له ، وصولاً إلى افراغ المدنية من أهلها . مشاهد تتبعناها على أيام عدة من دون أن يحرك المجتمع العربي والدولي ساكناً ، وكأن ما نشاهده على الشاشات مسلسل تلفزيوني عراقي أبطاله "داعش" وضحيته ابناء الطائفة المسيحية!


أولا لماذا التنكيل في المسيحيين وتهجيرهم من الموصل وهم يسكنون فيها منذ ألفي عام ،وكانوا وما يزالون عنصراً مسالماً و لم يشاركوا في الحروب الدائرة ولم ينكلوا بأحد ؟ ثانياً لماذا هذا الصمت الدولي والعربي والإسلامي ؟ هل هناك مخطط دولي لتهجير المسيحيين من الموصل ؟ وهل ما يحصل شيء طبيعي ؟ أسئلة طرحها مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده أبو كسم في اتصال مع "النهار" .
أبو كسم الذي اعتبر ما يحصل في الموصل عمل مستهجن لسببين "إذ ليس بالأمر البسيط أن يقتلع المسيحي من أرضه وتاريخه وبيته وتراثه وأماكن عبادته ، ولم تكن منابرنا وكنائسنا يوماً منابر للتفرقة بل كانت دائماً منابر ومساحات للتواصل والمحبة ، فهل المطلوب ازالة العنصر المسالم لخلق مجتمع تصادمي يؤدي إلى تقسيم العراق" .
"من يتابع أخبار غزة يرى كيف لجأ الفلسطينيون إلى الكنائس للاختباء من القصف الصهيوني ، كنائسنا ملجأ للمسلمين وبيوت ضيافة ونحن نهجر على أيديهم . صورتان متناقضتان بين غزة والموصل " هذه المشهدية وضعها ابو الكسم برسم المجتمع الاسلامي والدولي.
مفتي البقاع الشيخ خليل الميس ،أجاب أبو كسم قائلاً " اجتاحونا قبل أن يجتاحوكم ، قتلتنا داعش قبل أن تقتلكم ، من يقتل المسيحيين معرفون لدى الجميع ، وهم المخابرات السورية والايرانية وإلاّ لماذا لم يتعرضوا لبعضهم البعض ، فنحن والمسيحيون متعايشون منذ مئات السنين ، أكرم مفتاحين هما مفتاح الكعبة الشريفة ومفتاح بيت المقدس الذي سلمه عمر بن الخطاب للمسيحيين قادماً خصيصا ًمن مكة المكرمة ،هذه هي صورة الاسلام ، وبقدر وجود المسيحيين في الشرق المسلمون موجودن ، نحنا نعيش بقلب واحد وهذا ليس كلام انشاء "
وفي الوقت الذي اقترح فيه الميس قمة روحية لأخذ موقف مما يحصل " فمسؤوليتنا أن نحافظ على بعضنا البعض " .
من جهته أكد السيد هاني فحص في اتصال مع "النهار" " أننا في حاجة إلى مجلس حكماء عرب يشكل لجنة طوارئ ، وبتحول المعتدلين من كل المذاهب والأديان مؤسسة فاعلة وإلا سيدفعون اثماناً مضاعفة وسيكونون السبب في خراب هذه المجتمعات ودمارها ، ويبقى عدم اجتماعهم مغذياً للتطرف في كل مكان".
و اعتبر ان وراء ما يحصل دول كبرى من موسكو إلى واشنطن مروراً بالصغار والكبار والمال الحرام. وأكد " أن عدم العناية بالشأن المسيحي هي اهمال للشأن الاسلامي والعربي ، أنا اتحدى أي مكون اجتماعي أو ديني في المنطقة أن يستطيع العيش بشكل سوي إذا أضعف الآخر أو بشكل سلمي إن أنهى وجود الآخر."
ورأى ان "الوجود المسيحي في لبنان والعراق وسوريا ومصر ضرورة ، وأنا بالتأكيد أخاف على المسيحيين لكن الله يحميهم أما الخاسر الأكبر هم المسلمون في العراق ولبنان ، فما يحصل في العراق ليس قتل للمسيحيين فقط ، نحن نشاهد قتل السنة للسنة والشيعة ، وقتل الشيعة للسنة والشيعة ، ولا شك أن المتطرفين يضربون الاعتدال لا التطرف المسيحي ومكون عريق في العراق . وإذا كانوا يظنون أنهم أضعفوا المسيحيين بطردهم وتهديد كنائسهم ، فإنهم مخطئون ، القتال سيستمر من مذهب إلى مذهب ومن مرجعية إلى مرجعية ومن حي إلى حي كما حصل ويحصل الآن".
وسأل " أين الفقه الاسلامي ؟ أين العلماء ؟ هؤلاء الذين ينكلون بالمسيحيين والمسلمين على حد سواء قادمون من الملاهي الليلية وسجون الآداب والتطرف اليساري".
إلى أين ؟ إلى أين ؟ إلى اين ؟ أسئلة ختم بها فحص تدل على ضبابية المشهد التي تمر به المنطقة والخشية من أن يكون المقبل أسوأ!


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم