السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الراعي : مذكرة بكركي خلاص للوطن وانتخاب الرئيس يكون في مجلس النواب

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام،
A+ A-

أقامت اللجنة الكاثوليكية لوسائل الاعلام عشاءها السنوي في "كازينو لبنان"، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وحضوره. كذلك حضر وزير الاعلام رمزي جريج، وزير العمل سجعان قزي، ممثل السفير البابوي المونسنيور جاين مانديز، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحررين الياس عون، رئيس اللجنة الكاثوليكية للاعلام المطران بولس مطر ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم اضافة الى شخصيات سياسية واعلامية.


بعد النشيد الوطني، كانت كلمة عريفة الحفل الزميلة ربيكا ابي ناضر دعت فيها الحضور الوقوف دقيقة صمت "تضامنا مع ما يعانيه مسيحيو الموصل ونينوى وسوريا".


أبو كسم


ثم القى الخوري أبو كسم كلمة قال فيها:" قد يأخذ علينا البعض اننا نقيم الاحتفالات ومحيطنا العربي والمشرقي يشتعل ومسيحيو العراق وسوريا وفلسطين يضطهدون ويقصفون ويهجرون، تحت تهديد عنوانه "إما ان تشهر اسلامك وإما ارحل"، والاخطر من كل هذا والابشع هو الصمت العربي والدولي المريع امام ابادة انسانية لا حدود لها، ومحو لتاريخ وتراث مسيحي عمره من عمر نشأة المسيحية في هذا الشرق. وقد يأخذ علينا بعض آخر، ان لبناننا ارض الرسالة ونموذج التعايش الاسلامي - المسيحي أصبح مبتور الرأس منذ ما يقارب الشهرين ولم ننجح حتى الساعة في انتخاب رئيس للجمهورية يجمع العائلة اللبنانية ويجنب وطننا لبنان ما قد يطاله من حريق ما يجري من حولنا، للجميع نقول: "نحن ابناء الرجاء وابناء القيامة، ولا حزن ولا خوف يبعدنا عن محبة المسيح ومحبة بعضنا البعض مسيحيين ومسلمين، كيف لا ونحن ابناء بطريرك الشركة والمحبة، فأنتم يا أصحاب الغبطة والنيافة ضمير الوطن والصوت الصارخ المنادي دوما بالحق تبعث في قلوبنا رجاء من رجاء المسيح وعزاء من قلب الصليب وحياة من نور القيامة".


مطر


وكانت كلمة للمطران مطر أكد فيها أن "لا حرية قائمة من دون الحقيقة وإلا ضاعت الحرية على أصحابها وضيعتهم في آن"، مشيرا الى ان "الإنسانية كل لا يتجزأ فمن يقتل الإنسانية في غيره يقتلها في نفسه وهو بالتالي لا مستقبل له ولا حياة".


وقال: "إن صوتكم يا صاحب الغبطة والنيافة هو الصوت المدوي في هذا الزمن الصعب والهادف إلى إعلان الحقيقة التي لا اختلاط فيها ولا مواربة، وإلى الحفاظ على لبنان الواحد والمتنوع في آن، لبنان العيش المشترك الحر والكريم، الذي أضحى رسالة معلنة في محيطه وخشبة خلاص أمام أخطار التفكك والضياع لشعوبه ودوله، وأمام الحقد المجاني الذي لا فائدة منه ولا طائل تحته".


 


الراعي


وكانت كلمة للبطريرك الراعي قال فيها :"يسعدنا والسادة المطارنة والآباء وهذا الجمهور الكريم أن نشارك في عشاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، بدعوة كريمة من رئيسها سيادة أخينا المطران بولس مطر السامي الاحترام. فإننا نحيي الإعلاميين والإعلاميات وجميع المؤسسات الإعلامية. نشكر الله عليها لما لها من أهمية في تكوين الرأي العام، ونشر الثقافة والقيم الروحية والأخلاقية، إذا أحسن استعمالها، وخصوصا لأنها تجعل من الكوكب الأرضي قرية صغيرة، بحيث يصلك في لحظة حيثما أنت وأنت كل ما يجري في أبعد نقطة من الأرض".


أضاف :"نعرب عن شكرنا وتقديرنا لما تقوم به اللجنة الأسقفية للاعلام وجهازها التنفيذي، المركز الكاثوليكي للاعلام، ولا سيما بندواته الأسبوعية، والمؤسسات الأعضاء: تلي لوميار/نورسات، وإذاعة صوت المحبة، وTV Charity وجمعية الكتاب المقدس، وسواها من المؤسسات المرئية والمسموعة والمقروءة".


وقال :"نود، في هذه المناسبة، أن نعلي الصوت بشأن ما يجري عندنا في لبنان وفي العراق وفلسطين وسوريا. أحداث تخيب وتؤلم، ولكنها تدعونا لمزيد من الوعي والالتزام. في لبنان السادة نواب الأمة يطعنون مرة أخرى، واليوم بالذات، كرامة رئاسة الجمهورية وكرامة الشعب اللبناني ولبنان، بعدم اكتمال النصاب والإحجام عن انتخاب رئيس للجمهورية، وبخاصة بعد مرور أربعة أشهر تماما من 25 أذار إلى 25 تموز، من دون أن يتمكنوا من اتخاذ أي مبادرة إيجابية، أو أي مبادرة عملية إنقاذية شجاعة من الفريقين المتنازعين 14 و8 آذار ومن الفريق الوسطي، لا على صعيد المرشحين، ولا على صعيد طرح للحلول. أإلى هذا الحد هم مكبلون في قراراتهم وآرائهم وحرياتهم، ومرتهنون لمصالح شخصية أو فئوية من الداخل، ولارتباطات مؤسفة مع الخارج؟ ألا يرون انهيار المؤسسات الدستورية؟ ألا يدركون الأخطار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية؟ ألا يسمعون أنين الشعب وصراخ الموظفين، والمعلمين والطلاب وأساتذة الجامعة اللبنانية، وسواهم من المواطنين المقهورين والفقراء؟ هل يقدرون ثقل المليون ونصف المليون من النازحين السوريين على الأرض اللبنانية، وما يقتضون من مستلزمات وواجبات، وما يشكلون من أعباء وأخطار ديموغرافية واقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية وأمنية؟".


أضاف :"مرة أخرى نطالب، مع اللبنانيين المخلصين، رئيس المجلس النيابي ونواب الأمة الالتزام بالدستور الذي يوجب على المجلس أن ينتخب فورا رئيسا للجمهورية، أي أن يلتئم يوميا لهذه الغاية ولا يكون إلا هيئة انتخابية لا اشتراعية، بحكم المواد الدستورية 73 و74 و75 الواضحة وضوح الشمس. وكم يؤسفنا أن يكون نصاب الثلثين، الذي لا يفرضه الدستور، بل توافق عليه اللبنانيون قد تحول عن غايته. لقد توافقوا على حضور ثلثي أعضاء المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية بنصف عدد أعضاء المجلس زائدا واحدا، لكي تعطى هالة للرئيس المنتخب، وطمأنينة للناخبين فأصبح نصاب الثلثين وسيلة لتعطيل الانتخاب وحرمان الدولة من رأسها، من دون أن نعلم حتى متى، لكننا نعرف أن هذا يشل البلاد ويقوض أوصالها ويحطم آمال الشعب ولا سيما شبابه وأجياله الطالعة. ونتساءل أي قيمة تبقى لنصاب الثلثين؟ وهل النصاب هو بعد في خدمة رئاسة الجمهورية، أم جعلها رهينة له. هنا ندرك تماما كلمة الرب يسوع: "السبت جعل للانسان، لا الإنسان للسبت" (متى12: 8). وكلمة بولس الرسول: "الحرف يقتل، والروح يحيي" (2كور3: 6)".


وقال :"إن البطريركية تتمسك بخريطة الطريق التي رسمتها في "المذكرة الوطنية"، والتي حيتها جميع القوى السياسية والمجتمع المدني. إذا عادت إليها هذه القوى والمسؤولون السياسيون ونواب الأمة، وجدوا الطريق إلى خلاص البلاد، بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية. فمتى سلم الرأس سلم الجسم كله. ونردد على مسامع الجميع أن البطريركية تريد رئيسا غنيا بشخصيته وأخلاقيته وتجرده وتاريخه، رئيسا قادرا على تحمل مسؤوليات الظرف الحاضر، ويكون على مستوى التحديات الداخلية والإقليمية والدولية. مثل هذا الرئيس يأتي فقط بنتيجة عمليات الاقتراع اليومية والتشاور بين الكتل النيابية. والرئيس الذي ينتخب بهذه الطريقة، وبها فقط، يكون الرئيس الأفضل والأنسب والمنشود".


وتابع :"في العراق، لم يكن أحد يتصور ما آلت إليه البلاد من نزاع وحرب وخراب وقتل ودمار على أيدي مكونات هذا الوطن. ولم يخطر على بال أحد أن تعود منظمة "داعش" أي "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، بالإنسانية والمدنية إلى هذا الحد من التراجع إلى الوراء، حتى الوصول إلى تهديد المسيحيين الآمنين المخلصين لوطنهم، المقيمين في الموصل العزيزة، وطردهم من بيوتهم وأراضيهم ومصادرة كل ممتلكاتهم، وإخراجهم منها فقط بالثياب التي عليهم، وسلبهم كل ما يحملون من مال أو حلى أو أمتعة، من دون أي شفقة أو رحمة أو أدنى شعور إنساني".


واضاف :"نقول لجماعة داعش: واحدة فقط تجمعنا بكم هي إنسانية الإنسان. تعالوا نتحاور ونتفاهم على هذا الأساس. فلا قيم الدين تجمع بيننا وأنتم تنقضون جوهر الإسلام وتعليمه، ولا فن السياسة الشريف، فأنتم تعتمدون لغة السلاح والإرهاب والعنف والنفوذ، أما نحن فلغة الحوار والتفاهم واحترام الآخر المختلف، ولغة التعددية في الوحدة، ولغة الديموقراطية وحقوق الإنسان. ونسألكم ماذا فعل المسيحيون في الموصل وكل العراق العزيز سوى الخير والتقدم والازدهار، على جميع المستويات الثقافية والاقتصادية والإنمائية والحضارية، لكي تعاملوهم بمثل هذا الحقد والتعدي؟ لماذا تهدمون ثقافة وحضارة بنينا هما معا، مسيحيين ومسلمين، منذ 1400 سنة من الحياة المشتركة؟ ألم يكن المسيحيون في أساس النهضة الحديثة في العراق؟ ولماذا تهدمون التراث العراقي الثمين من كنائس قديمة تعود إلى القرن الرابع والخامس، ومخطوطات نفيسة أصبحت ملك البشرية، وهي في عهدة السلطة المدنية، وتستفيد منها على كل صعيد؟".


وقال :"إننا نعلن من جديد تضامننا مع إخواننا المسيحيين في الموصل وكل العراق العزيز. نتضامن مع كنيسة المسيح التي في العراق، ونلبي نداء غبطة أخينا البطريرك لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان، ملتزمين الصلاة وكل مساعدة لصمود المسيحيين في أرضهم ووطنهم. فالعراق بحاجة إليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى. إنه بحاجة إلى إنجيل المسيح، إنجيل المحبة والأخوة، إنجيل السلام والعدالة، إنجيل الغفران والمصالحة، إنجيل قدسية الحياة البشرية وكرامتها. مع آلامكم أيها العراقيون المخلصون تبدأ مسيرة الخلاص الآتي من الله للعراق الحبيب وشعبه المحبوب".


واوضح الراعي "في فلسطين، تؤلمنا جدا آلام الشعب الفلسطيني العزيز في غزه التي تضرب وتقتل من دون أي شفقة. ونقول للاخوة الفلسطينيين: ولئن كانت مقاومتكم لشر الاحتلال والظلم بكل أشكاله حقا مشروعا لكم وواجبا عليكم، فإننا ندعوكم إلى شد أواصر وحدتكم الداخلية، لأن الانقسامات إضعاف لكم وسبب لمزيد من المعاناة. فلا بد من وضع حد لها، من أجل الخير العام ومن أجل قضيتكم المحقة (راجع Kairos وقفة حق، ص17،4-9). أجل "المقاومة اللاعنفية حق وواجب، ولكنها المقاومة بحسب منطق المحبة، التي تجد الطرق الإنسانية التي تخاطب إنسانية العدو نفسه والتي تتخذ مواقفها من رؤية صورة الله في وجه العدو نفسه. إنها الطريقة الفعالة لوقف الظلم وإجبار الظالم على وضع حد لاعتدائه" (المرجع نفسه، ص 13، 4-2-3)".


وتابع :"إننا نعلن تضامننا مع الشعب الفلسطيني، ومع الكنيسة التي في فلسطين، وندعم مطالبهم المحقة، مطالبين منظمة الأمم والشرعية الدولية، بعودة اللاجئين إلى أراضيهم الأصلية، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وفقا لمبدأ الدولتين، وبإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى، وكل أنواع التمييز العنصري، وبإقرار نظام خاص للقدس، المدينة المقدسة للديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. على هذا الأساس يرتكز كل حل سياسي".


وقال :"في سوريا، يجب إنهاء مأساة شعب يطرد بعنف من أرضه ووطنه. وقد بلغ عدد النازحين من بيوتهم وأراضيهم العشرة ملايين. إنها حرب عبثية يقع ضحيتها الأبرياء. فمن واجب الإخوة السوريين، نظاما ومعارضة، حل مشاكلهم بالطرق السلمية، بموآزرة الأسرة الدولية والدول الصديقة. إننا نصلي من أجل هذه الغاية".


وختم الراعي :"لقاؤنا الليلة، على مائدة المحبة، وقفة ضمير ووعي وتضامن وصلاة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم