الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أحمد الحريري:انتخاب رئيس أولوية تعلو على كل طرح يطيل أمد الشغور

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام "
A+ A-

أقام قطاع المهن الحرة في "تيار المستقبل" إفطاره الرمضاني السنوي، برعاية الرئيس سعد الحريري ممثلا بالأمين العام للتيار أحمد الحريري، في قاعة "البافيون رويال" - البيال.


الحريري
وكانت كلمة لأحمد الحريري، شدد فيها على أن "لا صوت يعلو فوق صوت التضامن مع غزة الجريحة، ومع سوريا الحبيبية، ومع العراق الأبي، وأن لا صوت يعلو فوق صوت الاستنكار لحرق الكنائس في العراق والتضامن مع مسيحييه، مثلما علا هذا الصوت استنكارا لحرق المساجد في سوريا على يد نظام الأسد، وفي مقدمها مسجد خالد بن الوليد في حمص"، معتبرا أنه " يحز في القلب، أن نلتقي في هذا الشهر الفضيل، وثمة في فلسطين العروبة شعب بأكمله، يصوم ويتعبد تحت قصف المدافع والطائرات، في أعنف حملة عسكرية يشنها العدو الإسرائيلي، في ظل تواطؤ دولي معيب على حساب دماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة".


ولفت الى أنه "حين ندين هذا التواطؤ الدولي، إنما ندين أيضا هذا الصمت المخزي من قبل من حاولوا احتكار المقاومة والممانعة، ودأبوا في السنوات الأخيرة على إلقاء العظات على الشعب الفلسطيني وتعليمه دروسا في النضال، فهل تراهم يتضامنون مع أطفال غزة وهم يقتلون أطفال سوريا؟"، مشيرا الى أن "إيران التي يجاهر قادتها كل يوم بدعمهم اللامحدود للشعب الفلسطيني صامتة عما يجري، وماذا تراها تقول وهي التي تفاوض المجتمع الدولي بدماء السوريين والعراقيين واللبنانيين، وهي التي تشرف يوميا على ضرب القضية الفلسطينية، وتدمير الدولة العراقية، وتسعير النار السورية، وتعطيل الدولة اللبنانية".


وشدد على أن "ما يقوم به العدو الإسرائيلي في غزة، هو الوجه الآخر لما يقوم به بشار الأسد في سوريا ولبنان، وهو استكمال لما تقوم به مليشيات إيران في سوريا والعراق واليمن، وأن هدف العدوان الإسرائيلي على غزة، هو محاولة تخريب جهود المصالحة الفلسطينية، والسعي لإبقاء الفلسطينيين منقسمين"، لافتا الى أن " هذا الهدف يتقاطع سياسيا مع الأجندة الإيرانية في المنطقة العربية، هذه الأجندة التي تؤجج الصراعات الطائفية والمذهبية، وترفدها بالمقاتلين والأسلحة والأموال، ولا سيما في لبنان، وإلا كيف لنا كلبنانيين أن نفسر إصرار إيران على توريط لبنان عبر حزب الله في الحروب الطائفية والمذهبية في سوريا والعراق ؟".


واعتبر أن "الوضع اللبناني يواجه أخطار عدة، وفي مقدمها استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وإن لم يكن الخطر الوحيد، لكنه الأخطر ربطا بالخطر الذي يواجهه اقتصاد البلد، والذي يمكن تلخيصه بسببين رئيسين، القاسم المشترك بينهما هو "حزب الله" "، لافتا الى أن "السبب الأول يتعلق بالأوضاع المحيطة بنا، وهي أوضاع ستترك آثارا سلبية على مستقبل المنطقة برمتها، وينبغي التصدي لها سريعا بإلتزام إعلان بعبدا وتحييد لبنان عن صراعات المحاور الاقليمية، أما السبب الثاني فهو داخلي ويتعلق بسلوك حزب الله، الذي لم يكتف بالتعامل مع الدولة اللبنانية بمنطق المزرعة، بل تحول إلى تهديد الاستقرار المعيشي والاقتصادي، والتعاطي مع الدولة بوصفها مسؤولة عن تعويض ما يتسبب هو بخسارته، فتارة يجر لبنان إلى حروب "لم يكن يعلم" بنتائجها، ويلقي على عاتق الدولة اللبنانية والدول العربية الشقيقة هم إعمار ما تهدم جراء تلك الحروب ، وطورا يتدخل في شؤون دول عربية شقيقة، فيوتر العلاقات معها، ما يؤثر على حركة الاستثمار والتجارة، وأحيانا يهدد قناصل وسفراء دول عربية، فتعمد هذه الدول إلى تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان، مما يؤثر على حركة السياحة".


وشدد على أن "المشكلة اليوم مع حزب الله، أنه يحترف التخريب، ويضع على كاهل القوى السياسية الأخرى هم إصلاح ما أفسده، جراء الارتهان للأجندة الإيرانية التي لا تهتم لغير حضورها في المنطقة، والتي تستجدي أميركا لتعقد معها صفقة، على حساب بلاد تحترق وشعوب تتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد والقتل".


ولفت الى أن "حزب الله أدخل البلد في العامين الماضيين في مستنقع الحرب السورية، وجر أهوال تلك الحرب على اللبنانيين، من السيارات المفخخة إلى الانتحاريين، مرورا بانتهاك السيادة اللبنانية على الحدود، وصولا إلى التداعيات الخطيرة على الوضع الاقتصادي وعلى تماسك البلد الاجتماعي والأهلي"، مؤكدا أن "الرد على سلوك حزب الله في القرصنة السياسية والأمنية والاقتصادية يكون بعدم الانجرار إلى منطقه بل بتغليب منطق الاعتدال وبعدم الدخول في نفق الفتنة والفوضى الذي يسعى لإدخال الجميع إليه".


وقال: "من هنا، جاءت دعوة الرئيس سعد الحريري في الإفطار المركزي لتيار المستقبل، إلى كلمة سواء، إلى خارطة طريق نعبر من خلالها إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتحقيق الانسحاب من نفق الفتنة والفوضى، وما طرحه الرئيس الحريري خارطة طريق مفصلة على مقاس الوطن وليس على مقاس الأشخاص، من هنا أهمية أن يكون انتخاب رئيس جديد للجمهورية أولوية تعلو على كل الطروحات التي تطيل أمد الشغور الرئاسي، لا سيما تلك التي تريد الانتخابات النيابية قبل الانتخابات الرئاسية".


ولفت الى أن " تيار المستقبل لن يلتفت للقيل والقال ولكل التأويلات المشبوهة لما أعلنه الرئيس الحريري من كلام صريح وواضح، ولن يثنينا شيء عن مواصلة العمل مع مع كل الحلفاء في 14 آذا" ومع كل الغيارى على موقع رئاسة الجمهورية، من أجل إنهاء الشغور الرئاسي بأسرع وقت ممكن، حرصا على العيش المشترك والسلم الأهلي، لأننا في تيار المستقبل وقوى 14 آذار، دعاة مشروع الوئام لا الخصام، دعاة بناء الدولة من خلال الالتزام بدستورها لا بمشاريع الانقلاب عليه".


وتطرق الحريري الى الوضع في طرابلس فشدد على أن "طرابلس بحاجة إلى الإنماء، لكن أهلها لا ينتظرون من أحد دية قتل المدينة وإنهاكها ب 20 جولة عنف، فالجميع يذكر أن حكومة نجيب ميقاتي أقرت لها 100 مليون دولار، لكنها بقيت حبرا على ورق واليوم، ونأمل أن يكون إنشاء الصناديق لإنماء طرابلس حقيقيا لمصلحة أهلها لا وهميا، كوهم ال 100 مليون دولار وغيرها من الوعود".


ونقل الى الحاضرين "تحيات الرئيس الحريري الذي يعتز بقطاع المهن الحرة، الذي كان منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا يزال ركيزة أساسية من ركائز التيار"، مشددا على أن " لبنان لا يمكن أن يقوم من دون مساهمتكم الكبيرة في بناء البلد وتثبيت استقراره على كل المستويات، فتحية لكم جميعا، ونشد على أياديكم ونعاهدكم بأن نستمر سويا على صورة رفيق الحريري، بإعلاء راية الاعتدال وراية لبنان أولا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم